الجمعة 14 كانون الأول (ديسمبر) 2018

وجهات

الجمعة 14 كانون الأول (ديسمبر) 2018

- المُقاومة تُربِك وتؤلِم إسرائيل: تل أبيب تُقّر بجرأة الفدائيّ وخطفه سلاح الجنديّ خلال العملية وتُشكّل لجنة للتحقيق بالإخفاق..جنرال: دفعنا ثمنًا باهظًا جدًا.. “سيّد الأمن” نتنياهو في ورطةٍ

*زهير اندراوس

لا يختلِف عاقِلان، وتحديدًا في إسرائيل المارِقة والمُعربِدة، بأنّ السياسة الأمنيّة والعسكريّة التي ينتهجها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وهو أيضًا وزير الأمن، بأنّ عمليات المُقاومة الفلسطينيّة الأخيرة، في كلٍّ من قطاع غزّة والضفّة الغربيّة المُحتلّة، حطمّت ودمرّت هذه الأسطورة، وزادت من هموم ومشاكل ومُعضلات رئيس الوزراء، المُتورّط في قضايا الفساد والرشاوى والاحتيال من أخمص قدميه حتى رأسه، وينتظر وزوجته تقديم ثلاث لوائح اتهامٍ ضدّهما إلى المحكمة.
وعلى الرغم من أنّ الدولة العبريّة، في حال تعرّضها للفشل والإخفاق في المجال الأمنيّ، بصفتها تملك الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، إنْ لم يكُن في العالم برمتّه، تُجمِع على تأييد سياسة الحكومة، وتُطالِب بالانتقام لكرامتها المهدورة، فقد كان لافتًا للغاية أنْ يُقّر قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، الجنرال ندّاف بيدان، وبعظمة لسانه بأنّ المُقاومة الفلسطينيّة جبت في الأيّام الأخيرة ثمنًا باهظًا من الاحتلال، فإنّ ذلك يُعبّر عن المأزق الكبير الذي دخلته دولة الاحتلال من أوسع أبوابه، بفضل عددٍ من الشُبان الفلسطينيين، الذين قرّرّوا الثأر للازدراء والاحتقار.
ولا نُجافي الحقيقة بالمرّة إذا جزمنا في هذا السياق أنّ المُقاومة بعملياتها النوعيّة ضربت عصفورين بحجرٍ واحدٍ: عرّت بشكلٍ فاضحٍ إسرائيل القويّة، وفضحت السلطة الفلسطينيّة، التي تُواصِل التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال، لا بلْ أكثر من ذلك، هؤلاء الشباب وجّهوا رسالةً حادّةً كالموس للوزير حسين الشيخ، الذي ظهر قبل عدّة أيّامٍ على التلفزيون وقال بدون خجلٍ أوْ وجلٍ إنّه يلتقي مع رئيس جهاز الأمن العّام الإسرائيليّ (الشاباك)، ندّاف أرغمان، مرّة كلّ يومين، علمًا بأنّ رئيس السلطة الوهميّة، المُسّماة مجازًا، زورًا وبُهتانًا بالسلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، أكّد في تصريحٍ علنيٍّ أنّه يلتقي برئيس الشاباك مرّة واحدةً على الأقّل في الشهر.
كما أنّه من الأهميّة بمكان الإشارة في هذه العُجالة إلى عدم وجود أيّ نوعٍ من التكافؤ في القوّة والفرص بين المُقاومة الفلسطينيّة وأحد أعتى الجيش في العالم، وعلى الرغم من ذلك، تمكّنت المُقاومة من مُباغتته وفضحه أمام أعين العالم: فعملية أمس في مفترق (أساف)، والتي أسفرت عن مقتل جنديين في جيش الاحتلال وإصابة آخرين بجراحٍ بالغةٍ، اتسّمت بالشجاعة والجرأة، والتخطيط المُسبق: الفدائيّ، كما أفادت وسائل الإعلام العبريّة، وصل إلى المُفترق، الذي كان مليئًا بالجنود والمُستوطنين، وترجّل من السيارة بهدوءٍ وثباتٍ، وباشر بإطلاق النار عليهم. وبحسب المصادر الأمنيّة العسكريّة في تل أبيب، فإنّ جرأة الفدائيّ الفلسطينيّ تعدّت جميع الحدود، إذْ أنّه، كما أفادت وسائل الإعلام العبريّة، تمكّن من خطف سلاحٍ أوتوماتيكيٍّ تابعٍ لأحد الجنود، ولاذ بالهرب من المكان. وخطف السلاح أضاء جميع الأنوار الحمراء لدى القيادة العسكريّة في تل أبيب، التي سارعت بإصدار بيانٍ رسميٍّ عبر الناطق العسكريّ، الجنرال رونين ميليس، أكّدت فيه على أنّ قيادة الاحتلال قامت بتشكيل لجنة تحقيق لفحص الإخفاق الأمنيّ المُجلجِل.
بالإضافة إلى ذلك، يتحتّم الإشارة إلى أنّ المُقاومة الفلسطينيّة، أثبتت لإسرائيل بشكلٍ خاصٍّ وللعالم بشكلٍ عامٍّ أنّ للقوّة هناك محدوديّة مهما بلغت قوّتها من الناحية العملياتيّة والتكنولوجيّة، وهذه الرسالة باعتقادنا المُتواضِع جدًا، لا تختلِف كثيرًا عن مجزرة دبّابات (الميركافا)، فخر الصناعة الإسرائيليّة، والتي نفذّها حزب الله اللبنانيّ في حرب لبنان الثانيّة، صيف العام 2006، وسبّبّ في إلغاء العديد من الدول اتفاقيات لشراء الدبّابات الإسرائيليّة، الأمر الذي ألحق أضرارًا ماديّةً ومعنويةً كبيرةً بدولة الاحتلال، وهذه الأضرار ما زالت تُلقي بظلالها السلبيّة على الوحدات البريّة في الجيش، والتي أكّد المسؤول عن شكاوى الجيش، الجنرال في الاحتياط، يتسحاق بريك، أنّها تُعاني من الترهّل وغيرُ جاهزةٍ لخوض حربٍ جديدةٍ في المُستقبل القريب، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ ليس جاهِزًا لمُواجهة الأعداء في الميدان.
أمّا فيما يتعلّق بالرسالة السياسيّة من العمليات الأخيرة، فقد وصلت إلى البيت الأسود في واشنطن، والقبِع فيه دونالد ترامب، وإلى عواصم التطبيع العربيّة: الشعب العربيّ الفلسطينيّ لن يركع ولن يقبل بالحلول المفروضة عليه، لأنّه يُناضِل من أجل أعدل قضية في التاريخ الإنسانيّ المُعاصِر، كما أنّ المُقاومة الفلسطينيّة، على مُختلف تنظيماتها، أطلقت رصاصة الرحمة على المشاريع التصفويّة، وعلى كلّ مَنْ راهن وما زال يُراهِن على المُفاوضات لحلّ قضية شعب فلسطين، لأنّ المُقاومة، ونقولها بحذرٍ شديدٍ، لم تُغيّر قواعد الاشتباك فقط، بل أحدثت التغيير المفصليّ لأنّها قالت، عبر فوهّة البندقيّة، من حيث تدري أوْ لا تدري للأنظمة العربيّة، من المُحيط إلى الخليج: أنتم العبء على القضية الفلسطينيّة، وأفرغت كليًا من مضمونها المقولة السائِدة بأنّ قضية فلسطين هي العبء على العرب والمُسلمين.

- حل «التشريعي» الفلسطيني والانتخابات الفورية
*حافظ البرغوثي

أعاد تهديد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحل المجلس التشريعي الأسبوع الماضي، إذا لم ترضخ حركة حماس لاتفاق تنفيذ المصالحة، الجدل مجدداً حول ما إذا كان عباس مخولاً قانونياً بذلك. والواقع أنه بموجب القانون الأساسي الفلسطيني المعدل الذي أقيمت على أساسه السلطة الفلسطينية لا يستطيع أي كان حل المجلس لأن المجلس سيد نفسه وقد انتزع أبو عمار تأسيسه انتزاعاً لأنه غير منصوص عليه في اتفاق أوسلو. فالمجلس قانونياً سيد نفسه، لكن الجدل ما زال قائماً حول ما إذا كان المجلس الحالي يستحق البقاء أم انتهى مفعوله وصلاحيته قانونياً!
بعيداً عن النصوص القانونية، فإن النظم الديمقراطية عادة تنص دساتيرها على أن المجلس المنتخب يجب أن يكون فاعلاً وأن تكون مدته محددة، وفي هذه الحالة فإن المجلس التشريعي الفلسطيني فقد شرعيته لأنه معطل منذ انقلاب حركة حماس في غزة على حكومة الوحدة الوطنية التي شكلتها برئاسة إسماعيل هنية ضمن اتفاق مكة المكرمة. والحقيقة أنه لم يعد هناك ما هو قانوني في الحياة السياسية الفلسطينية منذ الانقلاب لا في غزة حيث تمارس حركة حماس الحكم حسب منطقها كسلطة تستحوذ على كل شيء ولا تقدم لمن تحكمهم أي خدمات بل تدفعهم ضرائب على خدمات يقدمها غيرها، ولا في الضفة حيث تمركزت كل السلطات بيد الرئاسة ومن ضمنها سلطة المجلس التشريعي في إصدار القوانين بمرسوم. لذلك فالحالة الديمقراطية الفلسطينية متوقفة منذ 2007 وهي رهن بحوارات واتفاقات المصالحة التي لا يبدو أنها ستنجح مطلقاً.
لكن هناك من يقول إن المجلس المركزي لمنظمة التحرير يستطيع بعد أن فوضه المجلس الوطني أن يحل «التشريعي» لأن من أنشأ يملك الصلاحية في الحل ومنظمة التحرير هي التي أنشأت السلطة الفلسطينية، والمجلس المركزي هو الوسيط بين الوطني واللجنة التنفيذية لكن هذا الطرح يستوجب حل كل الأطر الأخرى، أي السلطة ككل وهو طرح متطرف لا سند قانونياً له.
عموماً يبقى موضوع حل المجلس التشريعي عرضة للأخذ والرد قانونياً، لكن على الأرض، فإن المجلس يعتبر لاغياً وفاقداً لشرعيته والجدل حول حله أو عدم حله مضيعة للوقت حتى ولو طرح الأمر على المحكمة الدستورية فهي قادرة على إيجاد مخارج موضوعية وقانونية لحله. إن المجلس الحالي يعتبر غير شرعي ولا سند قانونياً يدعم بقاءه عملياً. فقد شهد قطاع غزة بالتحديد ثلاث حروب كارثية بعد الانقلاب ذهب ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شهيد إضافة إلى تدمير أكثر من 30 ألف منزل وتدمير البنية التحتية والمزارع وخنق غزة اقتصادياً، عدا الجرحى والمعاقين، ومع ذلك ينتقد ناطقون من «حماس» حل المجلس بينما صرحوا بعد تشكيلهم حكومة بمفردهم بعد الانتخابات بأن حكومتهم آخر الحكومات وأن الانتخابات الأخيرة آخر الانتخابات. وحتى عندما حاول المصريون تطبيق اتفاق المصالحة العام الماضي وتسليم الصلاحيات لحكومة الوفاق التي شاركت «حماس» بتسمية أعضائها قالوا تركنا الحكومة وبقينا في الحكم، أي أن الإدارة التي شكلوها في غزة ستبقى تأتمر بأمرهم فقط. فالتوجه الأكيد لدى «حماس» حالياً هو أن يكونوا بديلاً للمشروع الوطني الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويبحثون بواسطة قطر عن دولة غزة فقط وهدنة طويلة الأمد مع الاحتلال. لكن كل هذه الترهات لا تعفي السلطة الفلسطينية من التخاذل منذ البدء بشأن التعاطي مع الانقلاب وتركت الأمر بيد حمد بن جاسم الذي زار غزة قبل الانقلاب بأسبوعين وكأنه يمهد له، وتولى مهمة الوساطة بين الرئيس الفلسطيني وحركة حماس بعد الانقلاب طارحاً حلولاً لصالح «حماس».
من ناحية أخرى فإن حل المجلس التشريعي يجب أن تعقبه انتخابات رئاسية وتشريعية للعودة إلى الحياة الديمقراطية، وبالطبع ستعارض «حماس» الحل وكذلك الانتخابات دون مصالحة رغم أنها تعارض المصالحة فعلياً. وسبق لها أن وافقت على المصالحة بوساطة قطرية في الدوحة لكنها طلبت تأجيل الانتخابات لمدة ستة أشهر واشترطت خوض الانتخابات التشريعية بقائمة مشتركة مع حركة فتح أي تقاسم المقاعد قبل الانتخابات لكنها تراجعت لاحقاً والجواب لدى أمير قطر الحالي الذي توسط واقترح.
والخلاصة: إن أي حل للتشريعي يجب أن تتلوه انتخابات شاملة بتاريخ محدد في الضفة مع حجز نسبة مقاعد لغزة وفقاً لعدد السكان، أما حل التشريعي وتركيز السلطات في يد الرئاسة فهذا أيضاً إجراء غير ديمقراطي ولا يمكن الركون إليه.
hafezbargo@hotmail.com

- الشهداء هكذا: لا يعترفون بنصف أو ربع أو شبه وطن!
* نصار إبراهيم

«الشهداء ظرف مكان … والخونة ظرف زمان … يموت الشاعر بوابل من رصاص، فيما أعداء الثورة عادة ما يقضون على أنقاض سرر من خديعة» الكاتب الأردني عيسى ابو جوده .

«يبدو أنّ الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر» جيدعون ليفي – صحافي إسرائيلي – صحيفة هآرتس »

فجراً يصعدون، مساء يصعدون، في كلّ الفصول يتعربشون صدر السماء برقَّة الفَراش وحزم الصقور… فلسطينيون كنعانيون… يصعدون… ويصعدون كرفوف السنونو تبشر بالربيع…

يصعد الشهداء كعادتهم… ومع ذلك يبقى السؤال معلّقاً في عيونهم كعلم فلسطيني على سارية… وماذا بعد!؟

ويأتي الجواب صفعة تكنس صفقة ورهانات وعجز وبؤس وخيبة وانقسام وانفصام وتردّد وعدم يقين: إما فلسطين وإما النار جيلاً بعد جيل.

في ظلّ اختلال المعادلات والمواقف وموازين القوى والأداء… في ظلّ تشوّه الوعي المسكون برهانات عاجزة أو قاصرة… وكي لا يضيع الحق والوعي… لا يجد الفلسطيني من وسيلة سوى دمه… فكما يورِّث الحق والأرض فهو أيضاً يورِّث الشهادة… لهذا أصبح استشهاد الفلسطيني حدثاً عادياً… وغير ذلك هو الاستثناء، إنها حالة فلسطينية بامتياز… تتجاوز الرهانات والمناورات والتوقعات… وتذهب بعيداً بعيداً نحو تجلياتها القصوى.

بعد سبعين حولاً… لا يلتفت الفلسطيني لخيارات جرّبها مئة مرة… أو ربما أنه ينظر إليها وهو يبتسم سخرية… لا تعنيه كثيراً ثرثرات السياسة فقيرة المخيال والأداء والعمق.. أيّ تلك التي لا ترى أبعد من لحظة أو صفقة أو دفعة على الحساب… ذلك لأنّ هذا الفلسطيني العنيد «الأحمق الغبي…» يعرف أنّ ذلك بالضبط هو ما أفقده وطنه ونقطة ارتكازه… لهذا فإنه يواصل «جنونه» فلا يعترف بنصف وطن أو ربع وطن… أو شبه وطن… فإما أن يكون الوطن كاملاً أو لا يكون…

هذا الفلسطيني الذي لا يجيد، في مسألة الوطن، لغة السوق والسماسرة يعيد تأكيد البديهيات على طريقته… إنه يعرف أنه لا يملك طائرة ولا دبابة ولا غواصة ولا مدمّرة ولا نفطاً أو غازاً… لكنه مع ذلك يقرّر أن يذهب إلى دائرة النار والاشتباك، ويقرّر بكامل وعيه وإرادته أن يموت كندٍّ.. هو يعرف النتيجة القائمة… لكنه مع ذلك يواصل التقدّم وكأنّ ذلك لا يعنيه… يحمل في قلبه رسالة سياسية وإنسانية وأخلاقية.. تقول الرسالة: أنا الفلسطيني أحب الحياة ما استطعت إليها سبيلا… لا أقدس الموت إلا بقدر ما يكون طريقاً لوطن حر… ودرباً للحياة كما أريدها.

هل تريدون حقا أن تفهموا جوهر هذه المعادلة التي تحكم وعي الفلسطيني وسلوكه؟ أقرأوا إذن ما يقوله الصحافي الإسرائيلي في صحيفة «هآرتس» جيدعون ليفي.. يقول:

«يبدو أنّ الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر، فقد احتللنا أرضهم، وأطلقنا عليهم الغانيات وبنات الهوى، وقلنا ستمرّ بضع سنوات، وسينسون وطنهم وأرضهم، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة الـ 87… أدخلناهم السجون وقلنا سنربّيهم في السجون.

وبعد سنوات، وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000، أكلت الأخضر واليابس، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، رغم الحصار والدمار، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة…

وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلاً في الحرب الماضية، حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمر الصناعي عاموس ويدخلون الرعب إلى كلّ بيت في «إسرائيل»، عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية.. خلاصة القول، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حلّ معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال» انتهى الاقتباس .

من هنا يأتي شهداء فلسطين… إنهم كما كلّ شهداء الحرية والأوطان يوقظون الذاكرة من غفوتها… حقل ممتدّ من حنون وقمح… ولا يحيدون عن البديهيات… إنهم يعيدون ترتيب المعادلات والأولويات ليحفظوا توازن الحياة… في مواجهة اختلالات الواقع البشع،

إنه الفلسطيني المثقل بألف همٍّ وهمّ… يذهب دائماً نحو أفق بعيد ليعيد التذكير بحدود وطن لا يُختَصَر…

إنه الشهيد الفلسطيني الصاعد نحو عُلاه… يعيد تذكير الأحياء الذين لم يصعدوا بعد… أنّ فلسطين تعادل كوْناً.. وأنّ الحياة بلا وطن حرّ لا تستحق الحياة.

ذلك لأنّ «الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى… وَتَرٍ سادس في الكمانْ!

أنا الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ

وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدّ الشهيد

وجارةُ عمِّ الشهيد إلخ… إلخ…» محمود درويش .

إنهم الشهداء يصعدون فجراً ومساء وفي كلّ المواسم… ومع ذلك يبقى السؤال معلقاً في عيونهم كعلم فلسطيني يرفرف على صدر السماء… ماذا بعد!؟ هل سيوحّد دمنا ما فرّقته السياسات والرهانات والحسابات الخاطئة!

ملاحظة: قرأت تعليقاً لأحدهم أثناء اقتحام الجيش لمدينة رام الله الغالية يقول: «خسِئتم أن تكون الضفة مثل غزة»! حين قرأت ذلك شعرت بسكين تذهب عميقاً في القلب… وتساءلت: أيّ بؤس وأيّ وعي مريض وأيّ تفاهة وأيّ هبوط وإسفاف هذا…! كيف يوجد بيننا من يضع فلسطين في مواجهة ذاتها؟!

- 



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 97 / 2184523

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2184523 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40