الخميس 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018

انتصار غزة ...

الخميس 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018

- غزة وارتدادات المواجهة
جمال الحاج علي

نتجت المواجهة أخيرا في قطاع غزة، كالعادة، بسبب اعتداء غير متوقع من قوة إسرائيلية تسلّلت لتنفيذ عملية تعددت التكهنات بماهيتها، وكان من نتيجتها سقوط سبعة شهداء منهم قائم ميدانيّ، نور الدين بركة.
ولكن ما جعل هذه العملية نشازاً بوادر اتفاق التهدئة برعاية مصرية، والذي نتج عنه دخول ملايين الدولارات المفترض أن تسهم في تخفيف الاحتقان الحاصل في غزة، ليتم بعد ذلك تخفيف حدّة المواجهات على حدود القطاع من خلال مسيرات العودة، والتي كان لها دور كبير في قضّ مضاجع سكان المستوطنات المحيطة بالقطاع، ومعهم صنّاع القرار في تل أبيب.
وكان تقدير الحكومة الإسرائيلية بالقيام بهذه العملية في غير محلّه، لأسباب كثيرة، إذ ظنّ من اتخذ القرار أنّ رغبة غزة، ومن يدير شؤونها بالهدنة ودخول المساعدات ستجعلهم يغضون الطرف عن وقع هذه العملية، في حال تمّ اكتشاف فاعلها، وهم الذين ظنّوا من خلال عملائهم أنهم قادرون على تنفيذ مخططهم غير المعروف، بالتحديد لهذه اللحظة من دون انكشافه، سواء كان خطفا أو تصفية أو زرع أجهزة، أو حتى إن كان تخليص بعض الأسرى من جنودهم من أيدي المقاومة.
تطورت المقاومة الفلسطينية في السنوات الأخيرة في قطاع غزة، وأصبحت عصية على القهر والدحر، باعتراف قادة الجيش والسياسيين الإسرائيليين. ويبدو أنّ المواجهات والحروب السابقة كان فيها من الدروس والعبر ما جعل قادة المقاومة، وبالتحديد كتائب القسام، تصل إلى مستوى احترافي في إدارة الصراع وحرب الأدمغة، عدا عن التطوير في الوسائل القتالية رغم طبيعة جغرافية قطاع غزة المحاصر.
بدأت نظرة صنّاع القرار في إسرائيل تجاه قطاع غزة تأخذ منحىً لم يتعوّد عليه العرب والفلسطينيون خلال عقود من الصراع، حيث كانت الطائرات الإسرائيلية والوحدات السرّية للمخابرات (الموساد)، وما زالت، تستبيح الأرض العربية والفلسطينية تقتل وتخطف وتأسر وتدمر بدون أي اعتبارات، لأنها كانت تعلم تماماً لمن توجه عدوانها وتثق بأنّ “الرد سيأتي في الزمان والمكان المناسبين”. وهذا يعني أن لا رد، هكذا فعلت في سورية، عندما قصفت ما يُشتبه به أنه مفاعل نووي، وكذا عندما دمرت المفاعل النووي العراقي عام 1982م، أو عندما دخلت تونس واغتالت أبو جهاد وقبله كبار قادة المقاومة في لبنان في سبعينيّات القرن الماضي.
أصبحت الصورة اليوم مختلفة تماماً، وهذا ما يقرؤه كل مراقب بعد نهاية الجولة الأخيرة، والتي ردّت فيها المقاومة على اغتيال الشهداء السبعة، حيث ردّت في الليلة نفسها ردّاً سريعاً، ثمّ أعقبت ذلك برد مدروس بتدميرها حافلة جنود كانت قد انتظرت نزولهم وبصورة مدرسة كذلك، ثمّ بردها بقصف المستوطنات وتوسيع القصف بحجم كل اعتداء لجيش الاحتلال، لترسل الرسائل أنّ هذه المقاومة التي عرف جزءاً من سلوكها وتطورها قادة جيش الاحتلال في حرب عام2014، لديها من المفاجآت ما لا يعلمه أحد، ولديها من الإرادة والتصميم ما يجعلها تصمد فترة طويلة لا تقوى عليها دولة الاحتلال.
من جهة أخرى، تعلم الدولة العبرية أنّ أي حرب، مهما كانت قسوتها تجاه غزة، لن تمس صلب المقاومة المتمترسة في جوف الأرض، وأنّ أي تدمير لن يشمل لا مطارات أو دبابات ولا جسور أو موانئ، ومن هنا فبنية هذه المقاومة ستبقى قوية وقادرة على النيل من الجيش المعتدي، ومن الجبهة الداخلية الرخوة في دولة الاحتلال.
لم يعد الواقع الحالي مواتياً لمغامرات تتسبّب في إنهاء الحياة السياسية لبعض قادة الاحتلال اللاهثين للظفر بحكومة أو وزارة أو تمثيل ما، ومن هنا فإنه لم يبق أمام إسرائيل إلاّ أن تعقد اتفاق تهدئة طويل، يشمل رفعاً للحصار والسماح بدخول المساعدات والبضائع، ليتمكن قطاع غزة من النهوض من تحت الركام رغماً عن كل من سعى إلى حصاره.
يرى مراقبون أنّ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بدأت تحصد ثمار برنامجها الذي بدأته، وبذلت فيه الغالي والنفيس، ودفعت فيه أرواح كبار قادتها الذين قدّموا دمهم ثمناً لإصرارهم على هذا الطريق، كما يرون أنّ الرسالة القوية التي أرسلتها هذه الجولة القصيرة الحاسمة هي لمن اختار طريق المفاوضات، ثمّ لم يجن منه سوى الخذلان، وخسارة مزيد من الأرض، وزيادة التضييق والابتزاز، فكانت الجائزة صفقة القرن التي سقط فيها ملف القدس واللاجئين من أي مفاوضات مستقبلية تسعى لها منظمة التحرير الفلسطينية.

- المقاومة الفلسطينية.. تكامل الردع والنضوج السياسي
اسامة ابو رشيد

عيداً عن تفاصيل العملية الاستخباراتية الإسرائيلية الفاشلة في قطاع غزة وأغراضها، يوم الأحد الماضي، وما تبعها من تصعيد عسكري، على مدى يومين، بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، فإن أمراً واحداً لا ينبغي الخلاف حوله: لقد انتصرت المقاومة وهزمت إسرائيل في هذه الجولة. وهذا ليس رأياً منحازاً يقدّمه كاتب هذه السطور، بل هو الرأي السائد في إسرائيل نفسها، سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، مهما ادّعى غير ذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو الذي كان قد زعم أن المقاومة الفلسطينية استغلت التهدئة المتبادلة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الثلاثاء الماضي.
أبعد من ذلك، لنضع جانباً النقد الحاد الذي وجهته وسائل الإعلام الإسرائيلية للعملية وفشلها، سواء لناحية التخطيط أم لناحية التعامل مع ارتداداتها. بل دعونا كذلك نتجاوز النقد اللاذع الذي وجهته الأحزاب الإسرائيلية وشخصياتها لتعاطي حكومة نتنياهو مع تداعيات فشل العملية، واضطرارها إلى القبول بتهدئة أمام رد الفصائل الفلسطينية. لنقل إن ذلك كله يدخل في سياق المناكفات السياسية، والتحضير لانتخابات الكنيست العام المقبل. ولكن، ما لا يمكن غض الطرف عنه هنا هو ما ترتب على العملية من زلزال سياسي في إسرائيل، أطاح وزير الحرب المتطرف، أفيغدور ليبرمان، وضعضع بنى ائتلاف حكومة نتنياهو اليمينية، بل إن فشل العملية وتداعياتها صَعَّدَت من حدة المنافسة الانتخابية داخل تيارات اليمين الصهيوني.
في خطاب استقالته، لم يتردد ليبرمان بالاعتراف بأن “ما حدث (الثلاثاء) من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة هو بمثابة خضوع واستسلام للإرهاب”. قد يقول قائل إن استقالة ليبرمان لا تعدو أن تكون أكثر من مناورة سياسية، ذلك أن استطلاعات الرأي تفيد بأن حزبه، إسرائيل بيتنا، قد لا يتمكّن من تحقيق نسبة الحسم لدخول الكنيست المقبل، وبأنه يخسر قاعدته الشعبية لصالح حزبٍ يميني آخر، منافس له، هو البيت اليهودي. أيضاً، قد يضيف آخر، أن ليبرمان يسعى، في استقالته هذه، إلى أن يقدّم نفسه زعيماً قويّاً، رفض المساومة مع “الإرهاب الفلسطيني”، لكنّ رئيس حكومته، نتنياهو، والوزراء اليمينيين الآخرين في مجلس الحكومة المصغر، هم من انحنوا ضعفاً أمام ذلك “الإرهاب”، وهو ما دفعه إلى الاستقالة. وهكذا، حسب هذا المنطق، يكون ليبرمان قد عزّز من حظوظ زعامته مستقبلاً للتيار اليميني أمام نتنياهو “الضعيف”.
يحمل المنطق السابق كثيرا من الصحة، غير أنه لا يختزل المشهد. بداية، ينبغي التذكير هنا بأن ليبرمان هذا كان قد تعهد يوماً بأنه إن أصبح وزيراً للدفاع، فإنه سيغتال زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، خلال 48 ساعة. كما أنه دائماً ما عاب “تردّد” من سبقه من وزراء حرب، بل وحتى المؤسسة العسكرية نفسها. اللافت هنا أن الحركة الاستيطانية التي دفعت بليبرمان وزيراً للحرب عام 2016 هي نفسها التي تصفه اليوم بـ“أسوأ وزير حرب في تاريخ إسرائيل”.
السياق الثاني الذي يدل على هزيمة إسرائيل، في الجولة العسكرية أخيرا مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، يتمثل في تصاعد حدة التناحر بين الأحزاب اليمينية على تمثيل التيار اليميني الصهيوني المتطرّف. وعلى الرغم من أن تلك الأحزاب ممثلة في الحكومة وفي المجلس الوزاري المصغر الذي صوّت على التهدئة، إلا أن زعماءها يتسابقون اليوم في إلقاء اللوم على نتنياهو “الضعيف”. لا يقتصر الأمر على ليبرمان، بل هناك أيضاً وزير المالية، موشيه كحلون، زعيم حزب كلنا، ووزير التعليم، نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي، والذي يهدّد بالخروج من الائتلاف الحاكم إذا لم يُعط وزارة الحرب، ما سيعني سقوط الحكومة إن لم يتم التوصل إلى صفقة. بل حتى داخل الليكود نفسه، حزب نتنياهو، ثمّة من يحاول تحدّيه وإطاحته من قيادة الحزب.
ما كان للزلزال السياسي والعسكري أن يقع في إسرائيل، لولا نجاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في مراكمة معادلة الردع وتنمية وعيها السياسي. من نافلة القول إن سلاح المقاومة ليس هجومياً بقدر ما أنه دفاعيٌ، على تواضعه. تدرك فصائل المقاومة الاختلال الصارخ في ميزان القوى لصالح إسرائيل، ومن ثمَّ فإنها لا تستدعي الحرب، بل تحاول تجنّبها دائماً، اللهم إلا إذا فرضت عليها. ولكن فصائل المقاومة تدرك، أيضاً، أن قدرتها وقدرة الشعب في قطاع غزة على احتمال التضحيات والخسائر أكبر بكثير من قدرة الدولة العبرية وشعبها، على الرغم من الفارق الهائل في حجم الخسائر بين الطرفين.
مضى أكثر من أحد عشر عاماً على الحصار الوحشي على قطاع غزة. لم يعد لدى الفلسطينيين الكثير ليخسروه، خصوصاً وهم يراقبون، بمرارة، تعنت السلطة الفلسطينية ومصر في رفع الحصار من جانبيهما. ولأن إسرائيل لا تفوّت فرصةً للفتك بأهل القطاع، فإن المزاج الشعبي هناك يميل إلى التحدي والانتقام، مهما كانت التداعيات، في حال فرضت عليهم المعركة. قارن ذلك بتذمر معنويات سكان غلاف قطاع غزة من الإسرائيليين واهتزازها، في كل مرة يكون هناك تصعيد عسكري.
من ناحية ثانية، أثبتت جولة المواجهات أخيرا مستوى النضج السياسي الذي وصلت إليه المقاومة الفلسطينية. لقد تحكمت فصائل المقاومة، عبر “غرفة العمليات المشتركة”، بمستوى الرد ومداه. لم تلجأ إلى معركة مفتوحة، وحافظت على توسيعٍ مضبوط ومتدرج في ردها، بحيث لم تتعد المستوطنات والبلدات القريبة من القطاع. كما أن استهدافها الحافلة العسكرية بصاروخ كورينت جاء بعد أن نزل الجنود منها، على الرغم من أنها كانت تراقب حركتها بدقة، كما كشف الفيديو الذي نشرته. إن دل ذلك على شيء، فإنما يدلّ على مستوى التنسيق
العالي بين القيادتين، السياسية والعسكرية، لتلك الفصائل، بحيث جاء الرد العسكري المحدود والمتدرج في خدمة الموقف السياسي الساعي إلى استعادة التهدئة وعدم دفع الأمور إلى الانفلات إلى معركةٍ مفتوحةٍ ومدمرة. كان ثمة إدراك لدى القيادة السياسية لفصائل المقاومة أن نتنياهو غير معنيٍّ بمعركةٍ عسكريةٍ واسعةٍ مع اقتراب انتخابات الكنيست، ومن ثمّ فإنها وظفت العمل العسكري المنضبط لخدمة مفاوضات التهدئة التي كانت قائمة قبل العملية الفاشلة. وبالمناسبة، كانت تلك المفاوضات قد وصلت إلى مستوى متقدم، وهو ما جعل حكومة نتنياهو تسمح، قبل أيام من العملية، بدخول خمسة عشر مليون دولار مقدّمة من قطر لدفع رواتب موظفي قطاع غزة.
باختصار، أثبت التصعيد العسكري الإسرائيلي أخيرا في قطاع غزة أن المقاومة الفلسطينية ليست عبثية، ولا هي عدمية، بقدر ما أنها محكومةٌ بحسابات سياسية دقيقة وذكية، وإن كان هذا لا يعني أنه قد لا تكون هناك حرب إسرائيلية أخرى مدمرة على غرار اعتداءات سابقة. إن قرارَي الحرب والسلم ليسا فلسطينيين، بقدر ما أنهما يخضعان لمزاج قادة الدولة العبرية وسياساتها العدوانية. وفي كل الأحوال، تدرك إسرائيل أن قوتها العسكرية الساحقة لم تعد سلاحاً رادعاً، فالتعامل مع الشعوب وقوى المقاومة غير التعامل مع الأنظمة والدول. هذا ما خبرته الولايات المتحدة في فيتنام ثم العراق، وهذا ما خبره الاتحاد السوفييتي الآفل في أفغانستان، وهذا ما خبرته إسرائيل نفسها في جنوب لبنان، ثمَّ في قطاع غزة.

- العَلَم وأشلاء ليبرمان

نواف التميمي

يُنزل العلم الفلسطيني، في عاصمةٍ عربية، ويُرفع علم الكيان الغاصب. وعلى حدود قطاع غزة، يُنزل العلم الفلسطيني، فتتطاير أشلاء جنود محتلين في الهواء. وما بين ملاعب التطبيع، وساحات الكرامة، يحضر العلم الفلسطيني شاهداً على الانتصار في زمن الانكسار.
وللعلم بألوانه الأربعة حكاياتٌ لا تنتهي في الوجدان الفلسطيني. في الأخضر لون الأرض، وفي الأسود لون النكبة، وفي الأبيض لون السلام، وفي الأحمر دم الشهيد. يحمل الفلسطيني رائد زيدان العلم إلى قمة إيفرست، ليغرسه وشماً على وجه الأرض. ويحمل الفلسطيني حسّان نوفل العلم إلى قاع المحيط الهندي، ليزرعه في جذر الأرض.
يتباهى الفلسطيني، الكل الفلسطيني، بالعلم، ينشد له، تطرّزه نساء فلسطين على ثيابهن، يرسمنه وشماً على وجناتهن. يغني الشعراء للعلم “والله وشفتك يا علمي زينة رايات الأمم”، ويهزج له المقاتلون “يا راية شعبي المرفوعة في غزة ومرجعيون”. يكفّن الشهيد بالعلم، ويزفّ العريس بالعلم. يحمل الفلسطيني العلم إلى منافيه، معطّراً بروائح الميرمية والزعتر وزيت الزيتون. يطير العلم بين الرصاص، يحلّق في سماء الوطن، طائرة من ورق أو كاوتشوك، يحرق مغتصبات المحتل، ويدبّ الرعب في قلوب الغاصبين.
يطارد جنود الاحتلال الأعلام المرفوعة على أعمدة الكهرباء، وفوق شرفات المنازل، فيتحدّى أطفال الحجارة عسكر المحتل بغرس العلم على ظهر جندي مدجج بالسلاح، أو على ظهر دبابة أو في خلفية جيب عسكري. يُجبر الجندي طفلاً على إنزال العلم، فيتسلق الطفل مُكرهاً عمود الكهرباء، لكنه لا ينسى تأدية التحية للعلم قبل إنزاله.
يتحدّى الشهيد الخالد ياسر عرفات العالم بالعلم الذي سيرفعه، يوماً ما، طفل من أطفال فلسطين، أو زهرة من زهرات فلسطين فوق كنائس القدس، ومساجد القدس. يُرفع العلم في المظاهرات والمسيرات والاحتفالات والأعراس ومواكب تشييع الشهداء. وتحت ظل العلم، يتجمع الفلسطينيون وأنصارهم من نادي يالستينو في تشيلي إلى ملاعب نادي سيلتك الاسكتلندي.
يُرفع علم فلسطين في الأمم المتحدة، في المحافل الدولية ومظاهرات التأييد لنضال الشعب الفلسطيني. يرفع نشطاء أيرلنديون علماً لفلسطين، على قمة جبل بلاك في بلفاست، احتجاجاً على مباراة كرة قدم بين فريقين، إسرائيلي وأيرلندي. ويلوح المغني البريطاني، روجر ووترز، بعلم فلسطين خلال حفل في روما. ترفع بلديات في بريطانيا علم فلسطين فوق مقراتها، ويُرسم العلم على واجهة مجلس العموم. وكذلك فعلت مدينة كري الفرنسية، برفعها علم فلسطين على واجهة مبنى البلدية الرئيسي مع لافتةٍ كتب عليها بالفرنسية “دعما للشعب الفلسطيني”.
يغيظ العلم الفلسطيني الاحتلال، حتى في ألوان فاكهة البطيخ. يروي التشكيلي الفلسطيني، سليمان منصور، حكاية مثيرة للدهشة، جرت إبّان الانتفاضة الأولى، فيقول: “استدعتنا سلطات الاحتلال، أنا، ونبيل عناني، وعصام بدر، وقرأت علينا أوامر تتعلق بالممنوعات الإسرائيلية المتعلقة باللوحات والأعمال الفنية الفلسطينية، ومنها حظر رسم ألوان العلم الفلسطيني (الأبيض، والأسود، والأحمر، والأخضر)، وأي لوحة تتضمن هذه الألوان، حتى لو كانت تعرض بطيخاً، سوف تجري مصادرتها لتضمنها ألوانا ممنوعة”.
يقهر العلم الفلسطيني الاحتلال، فتدرس حكومة اليمين الفاشي إصدار تشريع يُجرّم رفع العلم الفلسطيني في الأماكن العامة، فترد جماهير الداخل الفلسطيني برفعه في ساحات تل أبيب، وتنشغل المواقع الإسرائيلية، الإخبارية والبحثية، باختلاف توجهاتها السياسية، بـ“دراما العلم” وأصله وتاريخه وعلاقته بالشعب الفلسطيني في الراهن.
في جديد المعارك بين العلم والاحتلال، ينتصر قماش العلم على جنودٍ من قماش. تمشي عنجهية الصهيوني على قدمين لإنزال العلم وإهانته. ترصد عيون حرّاس العلم من بعيد، يسير الجندي مغروراً بنصره، يعود بالعلم منكساً، يطرحه أرضاً عند أقدام الجنود. ينتفض العلم، ينفجر، تتطاير عنجهية الجنود أشلاء في الهواء، ويرتقي العلم مرفرفاً في سماء الوطن كما شاء. تطايرت أشلاء “النخبة” من جيش الاحتلال، وأخذوا معهم عنجهية وزير الحرب الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، ليهوي نحو من سبقوه ممن حلموا ببحرٍ يبتلع غزة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 101 / 2184582

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2184582 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40