مرة بعد أخرى، تثبت القيادة الفلسطينية مقولة «كلام الليل يمحوه النهار»، التي يعرفها القاصي والداني، بعدما قررت استئناف لقاءاتها مع «الإسرائيليين» والأمريكيين على الرغم من التهديدات والوعود التي قطعتها، دون أي مقابل.
لقد ظن الجميع أن القيادة الفلسطينية ستكون حاسمة في قراراتها، هذه المرة، بعد قرارات خطيرة ومصيرية اتخذتها إدارة ترامب من وزن الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» ونقل السفارة الأمريكية إليها، وتقليص مساعداتها ل«الأونروا»، وأخرى اتخذتها حكومة نتنياهو بتكثيف الاستيطان والتهويد وصلت إلى حد اعتبار الضفة الغربية بمثابة القلب النابض ل«إسرائيل» في إشارة إلى وجود مساعٍ لضمها نهائياً في خطوات لاحقة. لكن إمعاناً في إثبات هذه المقولة، كما يبدو، قررت القيادة استئناف اللقاءات والاجتماعات مع «الإسرائيليين» والأمريكيين أيضاً، على الرغم من الاستبشار بمقاطعة زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، حيث لا مجال لرفض هذه اللقاءات طالما بقيت السلطة ومؤسساتها وأجهزتها الحكومية والأمنية رهينة لتمويل الجهات الدولية والدول المانحة.
في هذا السياق، تم الإعلان عن لقاء بين رئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد الله، ووزير المالية «الإسرائيلي»، موشيه كحلون، في القدس المحتلة، الأسبوع المقبل، بناء على طلب الجانب الفلسطيني حسب المصادر «الإسرائيلية». وكان كحلون قد شارك مع وزيرة الاقتصاد الفلسطينية، عبير عودة، في أول اجتماع معلن بعد قرارات المقاطعة التي أعلنتها السلطة في حفل تدشين آلة مسح ضوئي جديدة للبضائع في جسر الملك حسين (الكرامة) بين الأردن والضفة المحتلة، كانت قد قدمتها هولندا لتسريع الكشف عن الحاويات الداخلة إلى الضفة. وهناك اجتماع عقد في بروكسل بمبادرة من النرويج والاتحاد الأوروبي ضم مسؤولين في السلطة إلى جانب وزير التعاون الإقليمي «الإسرائيلي» تساحي هنغبي، ومسؤولين أمريكيين، للمرة الأولى بعد قرار ترامب، بذريعة جذب الاستثمارات إلى قطاع غزة.
حسناً، ولكن بعد كل هذه اللقاءات والاجتماعات المعلنة، ولا ندري إن كان ثمة اجتماعات غير معلنة، ألا يحق للفلسطينيين أن يتساءلوا عن قرارات المجلس المركزي بسحب الاعتراف بـ ««إسرائيل»» ووقف التنسيق الأمني ومقاطعة الاجتماعات مع «الإسرائيليين» والأمريكيين حتى العودة عن تلك القرارات، ولماذا لم تجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لتأكيد توصيات المجلس المركزي وتحويلها إلى قرارات ملزمة، أم أن السلطة فقدت مصداقيتها إلى هذا الحد، لتؤكد ظنون الغالبية العظمى من الفلسطينيين، أن كل قراراتها ومواقفها قابلة للكسر، طالما قبلت بالوظيفة والدور الذي تحدده الجهات الدولية لتمويل بقائها، وطالما ظلت بعيدة كل البعد عن البرنامج الوطني الفلسطيني الكفاحي والتحرري.
السبت 3 شباط (فبراير) 2018
كلام الليل والنهار
يونس السيد
السبت 3 شباط (فبراير) 2018
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
12 /
2183381
ar في هذا العدد وجهات العدد ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
23 من الزوار الآن
2183381 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 24