مواجهة “داعش” ليست بينها ثلاثة تهديدات أمام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحادي والعشرين

تقلّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، غادي آيزنكوت، مهام منصبه رسميًا الاثنين، ليكون الشخصية الحادية والعشرين، التي تعاقبت على هذا المنصب منذ قيام كيان الاحتلال.

ومُنح آيزنكوت رتبة جنرال من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في حفلٍ رسمي. وسيستمر في منصبه لمدة ثلاث سنوات، قابلة للتمديد لفترة لا تزيد عن سنة، إذا اقتضت الظروف لذلك.
ووصفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” مهمة آيزنكوت بالصعبة، “فهو يدخل إلى منصبه في فترة انتخابات عاصفة، مليئة بالأسافين، وتتضمن الأسافين الأمنية التي زرعت الهلع في نفوس الجمهور”، على حد تعبيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أن شهران سيمران على آيزنكوت إلى أن تقوم حكومة جديدة في “إسرائيل”، ويتولى مجلس وزاري سياسي وأمني مصغر “الكابينت” ويتسلم المهام.
واستدركت: “إلا أن الشرق الاوسط لن ينتظر قيام حكومة جديدة في”إسرائيل“، وأحيانًا هناك من يتوجب عليه البقاء مستيقظًا طول الليل، ويتفحص جميع المواقع”، موضحةً أنه “في الفترة الانتقالية الحساسة هذه التي تفرض على رئيس الأركان اتخاذ القرارات في المجالات الأمنية هي مرحلة حاسمة. بكونه العنصر المهني غير السياسي الذي ينظر إليه الجميع على اعتبار أنه كفة الميزان تجاه جميع النوايا والأفكار والتفوهات التي هي محض خلاف”.
ولمحت الصحيفة أن رئيس الأركان الجديد سيكون تحت الاختبار، لافتةً إلى أن السمة الشخصية والتجربة والقدرة على وزن الأمور التي يتمتع بها آيزنكوت، في وجه المستوى السياسي الذي يرغب في البقاء في السلطة بأي ثمن تقريبًا.
وكشفت “يديعوت” عن أن شهر أيار/ مايو القادم سوف يشهد تغيير الجنرالات لأماكنهم من خلال توزيع جديد داخل هيئة الأركان، ومن غير المعروف كم سيجلس جنرالات جديدة ممن سيختارهم آيزنكوت للعمل معه في فترة ولايته.
وطبقًا للمراسل العسكري للصحيفة أليكس فيشمان، فإن يوم الخميس القادم سيشهد عقد جلسة تقييم شامل للوضع حول جميع النشاطات العملياتية، التي تنتظر قرارات من رئيس الأركان الجديد، وبعد ذلك المصادقة من وزير الأمن.
ونوه فيشمان إلى أنه من المنطقي جدًا الافتراض بأن آيزنكوت سوف يضع على طاولة هيئة الأركان العامة التهديدات المركزية الثلاث الواردة على جدول الأعمال: الأولى، انفجار غزة، ففي الجيش متفهمون أنه إذا لم يتم اعادة اعمار القطاع بتسارع كبير يجب أن يكون هناك استعداد لحرب جديدة. وفي المستوى السياسي وعشية الانتخابات هناك وزراء ممن يستخدمون “الجرف الصامد” كوسيلة لجرف الأصوات من قبل الناخبين.
أما التهديد الثاني، فيصل إلى الضفة. وأوضح فيشمان أنه في نهاية شهر سوف تجتمع اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث سيعرض في هذا الاجتماع رئيس السلطة محمود عباس نواياه، بدءً من وقف التنسيق الأمني مع “إسرائيل” عن طريق نقل الصلاحيات المدنية في المحافظات الفلسطينية إلى “إسرائيل”، وانتهاء باستقالته، ما كسر السلطة هو وقف الأموال – سواء المساعدات الأميركية أو أموال الضرائب من “إسرائيل” فإذا لم يكن هناك طعام في ثلاجات نابلس وجنين فإن الأرض سوف تشتعل، ويجب الاستعداد لمثل هذه المواجهة.
ويتمثل التهديد الثالث في الجبهة الشمالية، حيث أشار فيشمان إلى أن المواجهات الدائرة في سوريا تتغير وجهتها في كل لحظة، في المقابل فقد حسن الإيرانيون بصورة جوهرية قدرة القتال لدى حزب الله في لبنان، وفي هذه الساحة أيضًا هناك عدة بنود لحاجات انتخابية التي تشكل ضغطًا متزايدًا على الجيش.
وزعم أن “هدف الإيرانيين وحزب الله والجيش السوري في هضبة الجولان هو وقف سيطرة المتمردين – وبشكل أساسي جبهة النصرة – على المحورين المركزيين المؤديين من القنيطرة إلى دمشق ومن درعا إلى دمشق”، مشيرًا إلى أنه في “اسرائيل” سيكون هناك من سيخلق الانطباع بأن الحديث يدور عن فتح جبهة جديدة ضد “اسرائيل”، وهناك من يريد أيضًا أن يشعر الاسرائيليين بالخوف وأنهم سوف يدخلون الملاجئ مجددًا.
وأجمل فيشمان كل ما سبق قائلًا: “سواء هكذا أو هكذا، فإن التهديدات قائمة، وإن رئيس الأركان الجديد سوف يبدأ هذا الأسبوع بعقد لقاءات مع قادة المناطق لدراسة جميع هذه الأوضاع. بداية يوم عمل في الجبهة الجنوبية، ومن ثم في قيادة المنطقة الوسطى، وأخيرًا في الشمال”.
وسيختبر آيزنكوت – والكلام لفيشمان- عن قرب الأسبوع المقبل الاستعدادات في سلاح الجو، البحر والبر. ما سيشكل بالنسبة له استعراضًا لوجوده، ولقيادته في منصبه الجديد.