الثلاثاء 14 آب (أغسطس) 2012

صحف «إسرائيل» تتحدث عن سيطرة «الاخوان» على الجيش والمسؤولون الأمنيون يستبعدون تغييراً سلبياً بالعلاقات

الثلاثاء 14 آب (أغسطس) 2012 par زهير أندراوس

«الإسلام احتل الجيش المصري»، هذا هو العنوان الرئيسي وعلى صدر صفحتها الأولى الذي اختارته أوسع الصحف العبرية انتشاراً في «إسرائيل» «يديعوت أحرونوت» للتعبير عن القلق العارم في الدولة العبرية، كما قالت المصادر السياسية والأمنية في «تل أبيب»، من الخطوات الأخيرة التي اتخذها الرئيس المصري، محمد مرسي، والتي أطاحت بقيادة الجيش.

وحذرت الصحيفة، عبر محللها للشؤون الأمنية، أليكس فيشمان، من أن هذه الخطوة سيئة جداً بالنسبة للعلاقات بين الدولتين، ذلك أنه عملياً، بحسب المحلل، أحكمت حركة «الإخوان المسلمين» سيطرتها على الجيش، كما نقلت عن مصدر سياسي وصفته بأنه رفيع المستوى قوله إن صناع القرار في «تل أبيب» ينظرون بقلق بالغ إلى قرار مرسي، مشدداً على أن القرار فاجأ المستويين السياسي والأمني في «إسرائيل»، كما قال المصدر عينه، والذي لم يُكشف النقاب عن اسمه، إن الدولة العبرية ترى في هذا القرار خطوة أخرى نحو التطرف، لافتاً إلى أن التعاون في المجال العسكري بين القاهرة و«تل أبيب» مهم للطرفين لإعادة الأمن والاستقرار في شبه جزيرة سيناء، كما أعرب عن اعتقاده بأن القيادة العسكرية الجديدة في مصر تدرك أهمية التنسيق بين البلدين لمحاربة الإرهاب، مضيفاً مع ذلك أنه لا يعرف ما إذا كانت الحكومة في القاهرة تشارك الجيش هذا التوجه من عدمه، على حد تعبيره.

من ناحيتها، ذكرت صحيفة «معاريف» الاثنين، نقلاً عن مسؤولين «إسرائيليين» كبار، قولهم إن إقالة المشير طنطاوي لن تمس بالتنسيق الأمني بين الدولة العبرية ومصر، وتابعت أن التغييرات في القيادة المصرية لن تؤثر سلباً على استمرار التعاون بين الجيشين المصري و«الإسرائيلي»، وبحسب المصادر عينها فإن عبد الفتاح السيسي الذي تم تعيينه وزيراً للدفاع ورئيساً للمجلس العسكري، ويعتبر شخصية رمادية لدى المصريين، فهو يعرف جيداً كل القيادة الأمنية «الإسرائيلية»، انطلاقاً من رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الأمن الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد، والمبعوث الخاص برئيس الوزراء المحامي يتسحاك مولخو، وحتى وزير الأمن إيهود باراك، على حد تعبيرها.

كما نقلت الصحيفة عن الجنرال غلعاد تقديراته بأنه لا يتوقع أي تغيير سلبي على التنسيق الأمني بين مصر و«إسرائيل»، مشيراً إلى أن وزير الدفاع المصري الجديد كان من ضمن حلقة الوصل بين مصر و«إسرائيل» خلال المفاوضات المتواصلة في حينه لإبرام صفقة التبادل الأخيرة بين «حماس» و«إسرائيل». أما السفير «الإسرائيلي» الأسبق في القاهرة، تسفي مازئيل، فقال في حديث صباح أمس للقناة الثانية في التلفزيون «الإسرائيلي»، إن خطوة مرسي التي أطاحت بقادة الجيش المصري، كانت متوقعة للغاية، مشيراً إلى أن هذا هو نهج «الإخوان المسلمين» في السيطرة على الحكم، مع أنه اعترف بأن الرئيس المصري فاجأ الجميع لأن أحداً لم يتوقع أنْ تتم عملية الإطاحة بهذه السرعة، على حد تعبيره، وقال مازئيل أيضاً إن هذه الخطوة هي نذير شؤم بالنسبة للعلاقات المصرية «الإسرائيلية»، وأنها ستُدخل الدولتين في أزمات جديدة، كما أنها ستُعطي لـ«حماس» الفرصة الكبيرة لتقوية نفسها، ذلك أنها خلافًا للماضي، سيكون مرحباً فيها لدى صناع القرار في «تل أبيب»، وزاد أن القيادة المصرية على ثقة بأن «حماس» لن تُربك القيادة في القاهرة، ولن تستغل زيادة نفوذها من أجل زيادة ضرب الصواريخ باتجاه جنوب الدولة العبرية، ولكن مازئيل ختم بالقول إن الأمور لا تسير كما تُريد «تل أبيب»، وأنه من غير المستبعد بتاتًا أنْ يضطر الجيش «الإسرائيلي» في المواجهة القادمة مع «حماس» إلى تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد القطاع، كما فعلت في أواخر 2008 وأوائل 2009 عندما اجتاح الجيش «الإسرائيلي» القطاع في عملية سُميت «إسرائيلياً» الرصاص المصبوب.

بالإضافة إلى ذلك، نقل موقع (WALLA) الإخباري أمس عن مصادر أمنية «إسرائيلية» قولها إن قرار الرئيس المصري جاء مفاجئًا لـ«إسرائيل» وشكل صدمة حقيقية لها، وهو استمرار للعمليات الكبيرة الجارية في مصر، لافتةً إلى أنه. لا يوجد أدنى شك أن هذه الخطوة ستؤثر على العلاقات مع «إسرائيل»، ومن الآن فصاعداً ستخشى الجهات المختلفة من القيام بعمليات لا تتماشى مع سلم أولويات الرئيس، مع ذلك أقر هذا المصدر بوجوب الانتظار حتى يتسنى قياس حقيقة وحجم الضرر الناجم عن الخطوة المصرية، على حد قوه، ونقل الموقع عن مصدر ثانٍ قوله إن «إسرائيل» تتلقى الآن معلومات عما يحدث في مصر، ومن السابق لأوانه تحديد تداعيات هذه الخطوة، مع ذلك لفت المصدر نفسه إلى أن الحديث يدور عن خطوة تكرس زعامة الرئيس مصري، مشيراً في ذلك إلى الخطوة المماثلة التي كان قام بها رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لتصفية قيادات الجيش والمؤسسة العسكرية في أنقرة، من ناحيته قال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» السابق، إيهود أولمرت، إن ما يجري في مصر هو تغيير عام لصورتها السياسية والاجتماعية، لافتاً إلى أن النظام الجديد سيحدد بشكل واضح موقفه بالنسبة لكل ما يتعلق بالالتزامات الدولية، وأضاف أنه حتى الآن لم تر الدولة العبرية تغييراً حاداً للأسوأ تجاه «إسرائيل»، معبراً عن أمله في أنْ يستمر هذا الأمر في المستقبل أيضاً لكن لا يمكن ضمان ذلك، على حد تعبيره.

من ناحيته، قال د. يارون فريدمان، المختص بالشؤون العربية والإسلامية في تحليل نشره على موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن خطوة مرسي هي بمثابة اليوم الأول له في الرئاسة حراً وطليقاً من قبل المجلس العسكري الأعلى، وأن شهر رمضان الحالي، بالنسبة لـ«الإخوان المسلمين» هو يوم تاريخي بالنسبة لها على الفلول، أيْ ما تبقى من نظام مبارك البائد، ونصح صناع القرار في «تل أبيب» باتخاذ الحيطة والحذر من السماح للمصريين بإدخال أعداد متزايدة من الجيش إلى سيناء، لافتاً إلى أن بقاء هذه القوات في شبه الجزيرة يُقلص من إمكانيات الجيش «الإسرائيلي» للقيام بعمليات عسكرية ضد التنظيمات الفلسطينية بالقطاع، على حد قوله.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2183054

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

35 من الزوار الآن

2183054 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 36


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40