السبت 3 تموز (يوليو) 2021

حول الشعار الجديد لمعرض القاهرة الدولي للكتاب… ولغز التغيير!

السبت 3 تموز (يوليو) 2021

فجأة ودون إبداء الأسباب، طالعتنا الصحف والمواقع الإلكترونية بأخبار مُكثفة عن تغيير شعار الدورة 52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قبل بدء النشاطات الثقافية بأيام قليلة، وهو القرار المُلغز، حيث تم الاتفاق والاستقرار منذ ما يقرب من شهر على الشعار الأول «هوية مصر الثقافية وسؤال المستقبل» إلى أن تغيرت وجهة النظر فجاء الشعار الجديد على النحو التالي «ثقافتك ـ كتابك» مجرداً من أي أبعاد، اللهم إلا من بعد واحد هو التضمين الثقافي، والحث على القراءة، في ضوء المبادرات القوية التي تنطلق هذا العام لدعم صناعة الكتب، وتوجيه الشباب للقراءة، وتوفير المناخ الملائم لربطهم بالثقافة، والاطلاع عبر تسهيلات كثيرة حرصت الهيئة العامة للكتاب بقيادة هيثم الحاج على تقديمها.
ولأن ارتفاع سعر الكتاب يمثل العقبة الرئيسية أمام إقبال الشباب على القراءة، فقد حرصت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم على التوجيه بأن لا يزيد سعر الكتاب على عشرين جنيهاً في قطاعات ومنافذ وزارة الثقافة، ليتحقق شعار الدورة المقبلة «ثقافتك ـ كتابك» تماشياً مع الجهود المبذولة لنشر الثقافة والوعي، والحض على الإبداع في العديد من المجالات.
وستشهد الدورة الثانية والخمسون للمعرض هذا العام، الذي سيُقام في مركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس في الفترة من 30 يونيو/حزيران وحتى 15 يوليو/تموز عدة متغيرات من بينها، تفعيل النشاطات الثقافية كافة عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالحدث الثقافي الكبير، ما عدا حفل توزيع الجوائز الذي سيُقام بشكل طبيعي دون تغيير. وستتميز أجنحة المعرض في الدورة الاستثنائية بتصميماتها الفنية الفرعونية، كنوع من الترويج السياحي والدعائي للآثار المصرية، فضلاً عن إبراز الجانب التاريخي والحضاري لمصر، وربما يكون لذلك صلة بإعادة طباعة موسوعة مصر القديمة للعالم الأثري سليم حسن، التي توثق للفترة من 1893 إلى 1961، وهذه الموسوعة ستُطرح للبيع في صندوق واحد خلال مدة انعقاد المعرض بسعر مُخفض، وتأتي أهميتها القصوى كونها الموسوعة الوحيدة المُكتملة عن تاريخ مصر القديم.

2021-06-30_23-51-59_202774

ويشارك في الفعاليات الثقافية هذا العام نحو 700 ناشر من مختلف الدول، وتتنافس مجموعة من الأعمال الإبداعية والأدبية لعدد من الكُتاب البارزين المساهمين في بعض الكتابات الجديدة والمختلفة، كالكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد، الذي يقدم ثلاثية الهروب من الذاكرة، التي تتضمن ثلاث روايات هي «العائد إلى البيت في المساء» و»طريقان للهروب» و»لأن في الدنيا نساء» والروايات الثلاث تعد محاكاة لثلاثية الكاتب نجيب محفوظ، بين «القصرين – قصر الشوق – السكرية» وقد يمثل هذا اللون الروائي نمطاً إبداعياً في المرحلة المقبلة، خاصة إذا نجحت تجربة عبد المجيد.
ومن جانبه يقدم السيناريست عبد الرحيم كمال، محاولة إبداعية جديدة ومختلفة عن الكتابة السينمائية والتلفزيونية، من خلال رواية «أبناء حوره» التي يُضمنها بعض المحاور الإنسانية والاجتماعية، وتناقش بعض الأفكار المُتصلة بالواقع المصري الجنوبي ومشكلاته، وما طرأ عليه من تطورات جذرية غيرت من طبيعته وملامحه.
وكذلك تُأتي رواية «جنازة السيدة البيضاء» للكاتب عادل عصمت ضمن الروايات المهمة المطروحة للبيع في المعرض، والمُمثلة لتيار الكتابات الجديدة، وينافس الكاتب محمود عبد الشكور بروايته «حبيبة كما حكاها نديم» مع الكاتب طارق إمام، الذي يُصدر رواية مهمة بعنوان «ماكيت القاهرة» وتعد الروايات المذكورة ضمن العناوين المُحتفى بها في الدورة 52 للمعرض الدولي، التي تُعقد بشكل استثنائي طارئ في غير موعدها السنوي، مراعاة لظروف كورونا والحالة الوبائية المُنتشرة على مستوى العالم. وقد حتمت إجراءات الوقاية والحماية، تقنين عدد الرواد والتحكم في نسبة الزائرين عن طريق الميكنة، والحجز الآلي لتذاكر الدخول منعاً للتزاحم والحد من نقل العدوى.
وفي الإطار نفسه يتم تفعيل الندوات والأمسيات الشعرية، واللقاءات الثقافية المهمة، عن طريق المنصات والتفاعل الإلكتروني أخذاً بالتجارب السابقة للمهرجانات السينمائية، التي جرى تنظيمها طوال الفترة الماضية، باستخدام التقنيات الحديثة وآلية التواصل عن بُعد في معظم دول العالم، بعد أن طالت مدة الحظر، وأصبحت الأنشطة الفنية والثقافية كلها مُهددة بالتوقف النهائي، الأمر الذي يشكل خطراً على المهرجانات الدولية، ويقطع أسباب الاتصال والتواصل بينها وبين الجمهور الإقليمي والدولي والعالمي.
ويحرص أعضاء الاتحاد الدولي للناشرين هذا العام على متابعة فعاليات معرض القاهرة للكتاب، رغم الظروف الصحية غير الملائمة، من باب التشجيع على الاستمرار في إقامة النشاطات الثقافية والأدبية، والعناية بترويج الكُتب والمطبوعات، باعتبارها صناعة مهمة يُخشى عليها من الهبوط والتراجع، لاسيما أن الكتاب وسيلة تقليدية مهمة للتثقيف والتنوير والمعرفة، وترتبط به أشكال تجارية وصناعية كثيرة، كصناعة وتجارة الورق والطباعة والتغليف والنقل والشحن، وكلها لازمة لتشغيل العمالة والنمو الاقتصادي والتسويق والأرباح.
ومن واقع الرصد الدقيق للفعاليات الثقافية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، نجد أنه لا يُمثل فقط مُتنفساً إبداعياً فحسب، وإنما يُشكل أهمية قصوى على مستويات التعامل الدبلوماسي بين الدول المشاركة والتقارب الوجداني والإنساني بين جمهور المثقفين على امتداد البلدان والعواصم والقارات، فالثقافة لا تحدها أطر ولا تحكمها حدود فاصلة ولا تعوقها خلافات سياسية.

كمال القاضي
كاتب مصري



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2184528

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع نشاطات  متابعة نشاط الموقع معارض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2184528 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40