السبت 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2019

مطالعات صحف العدو

السبت 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2019

- ديختر.. بعد 19 عاماً: عملنا في “الشاباك” يفترض وجود سلاح يخبئه الفلسطينيون في الحرم القدسي

“لن يتخلى الفلسطينيون أبداً عن موضوع الحرم، فهذه وسيلتهم ووسيلة جهات في العالم العربي والإسلامي لمناكفة إسرائيل”، هكذا يقول رئيس لجنة الخارجية والأمن ورئيس الشاباك الأسبق النائب آفي ديختر، في مقابلة خاصة مع “إسرائيل اليوم”.
كان ديختر رئيس الشاباك عندما نشبت انتفاضة الأقصى التي بدأت مع حجيج ارئيل شارون إلى الحرم. في الأسبوع الماضي زرنا الحرم، في محاولة لفهم إذا ما كان تغير شيء ما منذئذ في المكان الذي يعتبر الأكثر تفجراً في العالم. “أتعرف ما الأمر الأكثر إحباطاً في مسابقة ملكة جمال العالم؟”، سأل عند خروجنا. أن تكون في المرتبة الثانية. الحرم هو المكان الثاني، بعد مكة والمدينة. بالنسبة لهم، احتلال إسرائيل للحرم يعد رافعة استثنائية، ولكن هدفهم الحقيقي ليس هنا – بل في النزاع. والحرم ليس سوى وسيلة”.
الحرم مليء بالزوار في هذه الفترة من السنة. نحو 7 آلاف سائح يصلون إليه في المتوسط اليومي، ونحو 150 يهودياً أيضاً. ومنذ ساعات الصباح المبكرة يبدأ الحجيج إلى الحرم: يهود وسياح عبر جسر المغاربة، ومصلون عرب عبر واحد من المداخل الثمانية الأخرى للحرم.
في الماضي كان يجبى 10 دولارات من كل زائر إلى الحرم. وكان هذا مصدر دخل لا بأس به، اقتطع بقرار إسرائيلي منذ عام 2000، لأنه كان يرمز إلى أن السيادة في المكان لا تعود إلى إسرائيل بل لمن يجبي المال. ولاحقاً حظر بيع الهدايا التذكارية أو الطعام في الحرم.
الحرم محروس جيداً. في كل واحد من المداخل يقف رجال شرطة وحرس حدود، يفحصون الزوار يدوياً بعيداً عن الوسائل التكنولوجية، يفتشون الحقائب، وإذا اقتضت حاجة يفتشون الجسد أيضاً. والخوف الأساس هو أن يدخل أحد ما، سواء كان مسلماً أم يهودياً، السلاح إلى الحرم.
القلق موجود من الطرفين؛ من يهود متطرفين يحاولون تنفيذ عملية، أو من مسلمين يدخلون سلاحًا بارداً أم ساخناً إلى هنا للقيام بعملية فورية أو لأغراض مستقبلية. قادة الشرطة هنا يقولون إنه لا توجد أسلحة في الحرم ولكن ديختر أكثر حذراً، فيقول: “أقول لك إن فرضية عملنا تضي بوجود سلاح في الحرم. على الشرطة أن تتوقع وجود سلاح ناري”.
إذا كان… فلأي غرض؟

“إذا كان هناك سلاح، فهذا في نظرهم للتصدي لمحاولات فرض شيء ما عليهم لا يرغبون فيه. إذا تقرر غداً مثلاً دخول الشرطة إلى المسجد الأقصى عند احتدام الأوضاع، فسيعرفون عندها أنهم لن يقفوا أمام أياد فارغة”.
أزمة البوابات الإلكترونية التي قتل فيها شرطيان في تموز 2017 بنار ثلاثة عرب إسرائيليين، منعت تركيب وسائل فحص متطورة كانت ستصعّب إدخال السلاح إلى الحرم. ديختر يؤيد نصب البوابات الإلكترونية: “أعرف في نهاية الأمر أن سيكون هناك فحص أثناء الدخول إلى الحرم. لا أدري كيف ولكنه سيكون، لأن الكل يفهم حساسية ما سيحصل إذا ما وقعت هنا عملية لا سمح الله.
“عندها سنسأل أنفسنا كيف سمحنا لدخول السلاح إلى الحرم، وعلينا أن نتذكر بأن كمية من يدخلون إلى هنا في لحظات الذروة تصل إلى مئات الآلاف في اليوم، ومن الصعب جداً فحص الجميع. ولهذا، أعتقد بأن فرضية العمل يجب أن تبنى على وجود سلاح في مخابى الحرم، ومن لا تكون فرضية عمله هكذا يفوت برأيي عنصراً مهماً في وظيفته”.
صوص أصبح نسراً مفترساً

رغم كميات السياح والزوار، فإن الحرم نظيف جداً. كل شيء مرتب، هادئ، بعيد سنوات ضوء عن العنف الذي يصعد إلى عناوين الأخبار صبح مساء. الشرطة هنا جاهزة والقادة يجربون، معظمهم منذ سنوات عديدة في مناصبهم، وقد اجتازوا غير قليل من المواجهات حول الحرم.
يرافق ديختر في زيارته قادة المنطقة. اللواء حاييم شموئيلي، والمقدم يوفال روبين، والرائد دانييل مزراحي، من المسؤولين عن منطقة الحرم. وتمثل محطة الشرطة في الحرم رمز السيادة الإسرائيلية الوحيد، ولهذا فهي تتعرض للاعتداء على نحو دائم في أحداث العنف. وفي محاولة لتثبيت الأوضاع في المنطقة، أقامت الأوقاف مكاتبها في جانب ما، ومكتب حراسها في جانب آخر.
ينتشر بضع عشرات من رجال الأوقاف في كل أرجاء الحرم، ويرافقون ما يجري في المكان من بعيد. وبواسطة أجهزة الاتصال يبلغون عما يحدث، ولكنهم يمتنعون عن الاشتباك. مثل حراس المتحف تقريباً ممن يتابعون الزوار ولا يتدخلون إلا عند الحاجة. أما ديختر فيتابعونه باهتمام خاص: فهو شخصية إسرائيلية رفيعة المستوى، سياسية، مع ماض أمني بارز. وهذه زيارة استثنائية. وسبقت الزيارة مشاورات طويلة مع محافل الأمن خوفاً من الاضطرابات في الفترة الحرجة. في البداية ألمحوا إليه بأنه من الأفضل أن يتخلى عن الزيارة، ولكنهم أقروها في نهاية الأمر.
ألا تفقد إسرائيل سيادتها بالطريقة التي تعالج فيها الأحداث داخل الحرم؟
“بالشكل الذي تعالج فيه الأحداث لن تضيف ولن تنقص من السيادة. ولا يمكنك أن تنفذ السيادة في الحرم؛ لأن الوضع الراهن يقضي ألا تكون هناك أعلام أو غيرها من الرموز. ولهذا، لا توجد هنا رموز سيادة باستثناء محطة الشرطة”.
ويعتقد ديختر بأن الأوقاف تتبع هنا سياسة التدرج. “تقطع في كل مرة شريحة صغيرة. وعندما يشعرون بأنه يمكن اقتطاع شريحة أكبر، مثلما فعلوا في 1999 مع إسطبلات سليمان، فإن ما يفعلونه تم بلا خجل.
“لقد حصلوا هنا في حينه على المسجد الأكبر في المنطق، الذي فيلم يبن زمن الأتراك أو البريطانيين بل في زمن إسرائيل، ونحن غضضنا الطرف. قلنا سنسمح للصوص بأن يفرد جناحيه ويتعلم كيف يطير. لم ندرك بأن هذا الصوص طائر مفترس. الحرم المكان الوحيد الذي ترى فيه ثقة ذاتية استعراضية للفلسطينيين بلا خجل”.
اشرح؟
“يشعرون بأنهم رب البيت، وبأن لهم ظهراً، ليس ظهر السلطة الفلسطينية الهشة، بل ظهر الدول. رجال الأوقاف هنا لا يشعرون بأنهم مبعوثو أبو مازن، بل مبعوثو ملك الأردن، ملك المغرب، اردوغان، كل الإسلام. أنا أعرف الفلسطينيين بشكل لا بأس به. انظر إليهم، سترى ثقتهم بأنفسهم”.
هل هناك سياسة إسرائيلية واضحة بخصوص الحرم؟

“في نهاية الأمر نحن الذين نفرض الأمر هنا. الوضع الراهن جد واضح، وفي الأماكن التي يتحدوننا فيها سنعمل بحزم”.
مثال على ذلك هو المسجد الذي سعت الأوقاف إلى فتحه قبل نصف سنة في باب الرحمة. “هذا مثال كلاسيكي، حصلوا فيه على إذن لبناء مكاتب للأوقاف، ولكن نيتهم الحقيقية كانت واضحة: لا ينوون شيئاً آخر سوى المسجد”، يقول. “بقدر ما يتعلق الأمر بي، هذا لن يحصل. لا أرى أي حكومة في إسرائيل ستسمح لهم ببناء مسجد في باب الرحمة”.
حجر صغير، صخور كبيرة
السياح يتجولون في الحرم بحرية، لا يرافقهم إلا المرشدون، اليهود محروسون: كي لا يتعرضوا للاعتداء وكي لا يصلوا أيضاً. تحرص الشرطة على المظاهر الخارجية، مثل الملابس والأدوات الدينية، ولكن تحرص أقل على التمتمة… باستثناء الاستفزازيين المعروفين، فوجوه وأسماء هؤلاء معروفة، وأحياناً يمنعون من الدخول إلى الحرم.
يعتقد ديختر بأنه يجب السماح لدخول المصلين اليهود إلى الحرم، “بالضبط مثلما يسمح الدخول للمصلين المسلمين”. وهو يعتقد بأن نهج الفلسطينيين عاطفي وليس عقلانياً، لأنه “عندما يرى المسلم أحداً ما يعتمر الكيبا أو يضع الصليب على عنقه سيجن جنونه”.
ومع ذلك، ينبغي لهذا التغيير –برأيي- أن يتم بالتوافق وانطلاقاً من تفكير عميق، لأن “الحرم حجر صغير يمسك صخوراً كبيرة، وأنت ملزم بأن تسأل نفسك ماذا سيحصل إذا ما حركته بعد 52 سنة.كل تغيير من قد يحدث صدمات كبيرة”.
إن التخوف الدائم هو من عملية يقوم بها متطرفون يهود. منذ التنظيم السري اليهودي في الثمانينيات لم تجد تنظيماً إرهابياً يهودياً إلا ويهتم بإمكانية المس بمساجد الحرم، أو مثلما وصف البعض ذلك: إزالة الرجس من المكان الذي كان فيه بيت المقدس (الهيكل).
يتذكر ديختر تنظيمين كهذا من عهده كرئيس للشاباك: واحد سعى لإطلاق صاروخ نحو الحرم، والثاني لإطلاق طائرة شراعية تحمل مواد متفجرة. وهو يقول إن “قنبلة يدوية في الحرم توازن الحرب. انظر ما حصل في أعقاب إحراق المسجد الأقصى في 1969، أو بعد فتح نفق المبكى”.
ما الذي ستسببه عملية في الحرم؟

“لأي عملية في الحرم آثار أوسع مما تكون لها هنا. وأضع في هذا كل تجربتي الأمنية ومعرفتي بالعالم الإسلامي. لنا هنا جيش ومخابرات وشرطة، ونعرف كيف نتصدى لهذا وكيف نحتويه. ولكني أحرص على ما سيحصل لليهود والإسرائيليين في كل أرجاء العالم. سيصبحون هدفاً في كل مكان فيه مسلمون”.
علينا أن نكون قلقين؟

“نعم. ثمة أناس تفكيرهم منقطعة عن الواقع الذي نعيشه. قد ينهض غداً باروخ غولدشتاين ما فيقرر بأن الرب ظهر له في حلمه وبعثه لتنفيذ عملية فيلحق ضرراً يتبعه أثر هائل”. والسبيل إلى التصدي لهذا التهديد على حد قوله هو دائرتان فوريتان: الاستخبارات والحراسة الجسدية على الحرم. وكذا في الحديث مع الجهات الوحيدة الكفيلة –برأيه- أن تؤثر على المتطرفين الحاخامين. أي عليهم أن يبدوا المسؤولية عن كل يهودي وإسرائيلي في كل أرجاء العالم”.
“الفلسطينيون شعب جبان”
هل هناك حَلّ بخصوص الحرم؟

“لا أرى في هذه اللحظة حلاً في شكل حوار معهم، لأن الفلسطينيين شعب جبان، إذ ليست لديهم شجاعة للقيام بأمور غير حربية. فمن أجل القيام بعملية في باص لا حاجة للشجاعة، بل يكفي أن يكون المرء متزمتاً فلا يرى أبعد من الأنف مسافة متر. انظر ما فعله السادات والحسين، وانظر إلى عرفات وأبو مازن. يجري الحديث الآن عن صفقة القرن: يمكن التعويل عليهم بأنهم دوماً سيحلون لنا المشكلة؟”.
ومع ذلك، جرى الحديث عن سيادة دولية على الحرم، والسماح بالصلاة للجميع، وأمور من هذا النوع.
“قد يكون الحرم بنداً واحداً من بنود كثيرة في اتفاق السلام”، ولكن لا يوجد زعيم فلسطيني يقف في الكنيست ويقول: “انتهى طريق الإرهاب”. في البداية اعتقدت أن عرفات سيفعل، ولكن عندما تعرفت عليه عن كثب أدركت الأمر”.
بمعنى.. أن الحرم سيكون بؤرة احتكاك ترافقنا إلى الأبد؟

“نعم. أو على الأقل إلى أن يكون زعماء في الطرفين، مثل بيغن ورابين، يسيرون إلى خطوات وتنازلات دراماتيكية”.
أما في هذه الأثناء -كما يعتقد- فعلى إسرائيل أن تقف عند موقفها. وألا تخرق الوضع الراهن كي لا تثير الاضطرابات وتدفع ثمناً على ذلك. ويقول: “هناك جهد واضح لجعل كل الحرم هو الأقصى”.
“إذا نجحوا في غرس الإحساس بأن الحرم هو الأقصى، ستكون لهم شرعية لمنع دخول اليهود إليه، والتصرف بالضبط مثلما في مكة والمدينة، حيث الدخول لغير المسلمين محظور. هذه هي اللازمة المركزية التي توجههم، وغير قليلين عندنا يفهمون هدفهم هذا، وما يستنتج من هذا بالنسبة لأهدافنا. علينا أن نكون واعين لذلك. هذا صراع معقد على الوعي محظور الاستخفاف به.

بقلم: يوآف ليمور
إسرائيل اليوم 11/10/2019

- السائح الإسرائيلي… بين الابتزاز الأردني وفهم تل أبيب لمعنى السلام

عند دخولكم الأردن عبر أحد معابر الحدود سيسألكم الموظف كم يوماً برأيكم ستقضون؟ إذا قلتم ثلاثة أيام فأكثر، فأنتم مطالبون بدفع عشرة دنانير على التأشيرة. أما إذا أقل من 48 ساعة فسيقفز السعر إلى 40. والغرامة على الإقامة القصيرة مخصصة للإسرائيليين فقط، وهي متبعة منذ بضع سنوات. عند مجيئكم في زيارة خاطفة إلى المملكة الهاشمية، مثلما يفعل كثير من الإسرائيليين، ستدفعون 30 ديناراً إضافياً، أي نحو 150 شيكلاً أكثر.
“الغرامة” ليست الكلمة التي يستخدمها موظفو الحدود الأردنيون. هذا تعبير اخترته عند كتابة هذه السطور، إذ ليس هناك وصف ملائم أكثر للسياسة التي وصفناها أعلاه، فما بالك أنها لا تنتهي عند ذلك. دولة تغرم السياح من دولة أخرى لأنهم اختاروا المكوث فيها يومين وليس ثلاثة أو أربعة أيام، مثلاً.
إن العلاوة على تأشيرة الدخول مشكلة قديمة. مؤخراً فاجأ الأردنيون بغرامة أخرى، أكثر غرابة من سابقتها؛ كل إسرائيلي يريد الدخول إلى أراضي مملكتهم يطالب بمرافقة مرشد أردني إلى مقصده، مدفوع الأجر. وتبدأ الأسعار بثلاثة – أربعين ديناراً وتنتهي في السماء، والأمر متعلق بالمسافة إلى المقصد. ويعلل الأردنيون التغيير بالاعتبارات الأمنية، أي لحماية السائح من كل ضرر. غير أن المرافقين ليسوا رجال أمن، وأين سمعتم أن سائحاً مطالب باستئجار حارس خاص من جيبه الخاص؟ تلك وظيفة الدولة المضيفة. إن هذا الترتيب غريب على نحو خاص، حين يدور الحديث عن السفر إلى العقبة. فالمسافة من معبر الحدود “وادي عربا” إلى العقبة بضع دقائق سفر، والمرافق يودعكم حتى قبل أن يتمكن من القول “انديانا جونز” (والحملة الصليبية الأخيرة لمن يسأل).
واجب المرافقة متبع منذ أربعة أشهر، وفرضه الأردنيون من طرف واحد. وسياستهم لذلك متصلبة. أما الإسرائيليون الذيم لم ينسقوا لأنفسهم مسبقاً مُرافقاً وفندقاً، فلا يسمح له بالدخول إلى أراضي المملكة وتتم إعادتهم إلى الديار. وحتى في العودة فأنتم مطالبون باستئجار المرافق، جيئة وذهاباً. والمعنى المالي هو أنه إذا أردتم مثلا ًأن تقضوا عطلة نهاية الأسبوع في عمان، سيتعين عليكم أن تخرجوا من البلاد مع رزمة من الأموال النقدية ستتركونها في معبر الحدود. 40 ديناراً للشخص على التأشيرة، ومبلغ مشابه أقل أو أكثر للشخص أو للزوجين على المرافق. وهذا النظام سيدفع تكلفة العطلة بمئات الشواكل للشخص الواحد.
ويأتي طلب استئجار المرافق لزيادة مداخيل المالية الأردنية من السياحة الإسرائيلية وتوفير مصدر رزق لبضع عشرات من العاملين. ولكنه يستهدف إطلاق رسالة لإسرائيل بأن عمان متوترة الأعصاب. في الدول العربية يكون التحرش بمواطني دولة ما في المداخل هو وسيلة احتجاج دبلوماسية في زمن التوترات بين الدول. صحيح أن العالم الواسع يرى في السائح ضيفاً محترماً ومرغوباً فيه، ولكننا في الشرق الأوسط…
علاقات غير منسجمة

بين تل أبيب وعمان انقطاع منذ فترة طويلة، ويمكن القول بكلمات رقيقة إن الحوار بينهما ليس منسجماً في هذه الأيام. ليس لدى الأردن وفرة من أوراق الاحتجاج ضد إسرائيل، ولهذا تطلق يدها إلى جيوب السياح القلائل الذين يصلون إليها على أمل أن يفهم أحد ما التلميح. وبهذه الطريقة يبدي الأردن إحباطه من سياسة إسرائيل في شرقي القدس.
في نظرة من عمان، تميل حكومة إسرائيل إلى تسخين الأجواء عبثاً، ودون ضرورة. هكذا كانت أزمة البوابات الإلكترونية، هكذا هو كل فعل يتمثل باستخدام القوة في الحرم تجاه المصلين المسلمين. يعتقد الأردنيون بأنه يمكن لإسرائيل أن تبدي مرونة أكبر في معاملتها مع المصلين، ولا سيما عندما تستخدم القوة الشرطية. للملك الأردني مكانة خاصة في الحرم، منحه إياها اتفاق السلام مع إسرائيل، فالأردن كان يسيطر على شرقي المدينة منذ قيام المملكة وحتى 1967. ولهذا يعتبر بصفته راعياً هو الراشد المسؤول عن الأقصى أمام المسلمين في العالم كله. وهذا الدور يلقي عليه ثقلاً كبيراً. حين يمس بقدسية المكان أو يخيل لأحد ما أنها مست، فإن القصر الهاشمي هو ما تتعلق به الأنظار لتلقي الحماية، والأوقاف من بعده. وعندما يفشل في حمل صديقته إسرائيل على تهدئة الأجواء، يبدأ كثيرون في التساؤل لماذا عقد حلفاً معها وما هي جدوى الاتفاق معها؟
لسنوات طويلة، صمد القصر الأردني أمام هذه الضغوط. أما في السنوات الأخيرة فقد بدأ الشارع العربي والأردني يشدد ضغطه على القصر. وبالتوازي ضعفت العلاقات مع القدس، بسبب سلسلة الأحداث داخل الحرم وخارجه؛ والعلاقات على أي حال لم تتميز بالانسجام منذ بدايتها.
يحتمل أن تكون الحساسية الأردنية صادقة ومفهومة، وأن إسرائيل بالفعل تساهم في رفع التوتر في الحوض المقدس، ويحتمل أن تكون مبالغاً فيها. ولكن التوتر بين عمان والقدس آخذ في التصاعد، ولهذا السبب تصلب قلب النظام الأردني في السنتين الأخيرتين، وأحد التعابير البارزة عن هذا التصلب هو قرار الملك استرداد جيبي “تسوفر” و”نهرايم” (وادي عربة). لم تكن هذه حاجة وطنية، بل خطوة احتجاج تستهدف إطلاق رسالة تحذير وانعدام وسيلة لإسرائيل ولأرضاء الرأي العام الأردني أيضاً.
وعودة إلى السائح الإسرائيلي؛ أشك بأن يكون من توجه إليه الخطوات الأردنية العقابية في معابر الحدود، رئيس الوزراء ومستشاروه في مجلس الأمن القومي، سمعوا عنها. وحتى لو سمعوا، مشكوك أن يطرقوا الطاولة بقبضتهم. فلم يسبق لإسرائيل أن رأت في السياحة الإسرائيلية إلى الأردن قيمة عليا. ولا إلى مصر. ما يهم إسرائيل هو التعاون الاستخباري والعسكري وكل ما تبقى قليل الأهمية. ومثلما في الحالة المصرية، هذا خطأ استراتيجي. باستثناء مناحم بيغن وإسحق رابين، اللذين وقعا على اتفاقات السلام، لم يسع من خلفهما على التمسك بالعلاقات في مجالات السياحة، والتجارة، والثقافة وغيرها من الفروع. ففهم القدس للسلام أمني أولاً، أي أنه يتركز على تعزيز الاتصال السري بالحكام. ولكن ثمة أهمية ثقيلة الوزن في العالم الجديد للمجتمع المدني في الدول العربية، مثلما رأينا جيداً في السنوات الأخيرة. لهذا السبب لا يجب إهمال تطوير العلاقات معه.

بقلم: جاكي خوجي
معاريف

- التخلي عن الأكراد في سوريا… مصالح ترامب أم “ربيع عربي” بإدارة جديدة؟

ثمة شيء ما مبالغ فيه بل مصطنع، في الهزة الأخلاقية التي تتملك السياسيين والصحافيين، من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي ترامب التخلي عن الأكراد وإخلاء الجنود الأمريكيين من شمال شرق سوريا من أن يسمح بالغزو التركي.
أولاً، لأنه من المضحك قياس ترامب بأدوات تقليدية، فهذا الشخص لم يستخدم اعتبارات كهذه يوماً ما، ونظرة خاطفة في تاريخه كانت ستعلمنا أن الأمر يتعلق بشخص لن يتردد في غرس سكين في ظهر حلفائه، وبعد ذلك الكذب دون أن يرمش له جفن. ثانياً، لأن ترامب يسير في طريق سلفه أوباما في كل ما يتعلق بالشرق الأوسط، ووفقاً لما يرى أنه رأي عدد كبير من الناخبين الأمريكيين من الحزبين الكبيرين. هو يريد تقليص تدخل الولايات المتحدة في المنطقة، والتقليل من حجم التزامها العسكري.
بعض تصريحات ترامب الأخيرة غبية، وربما تحطم عدداً من الأرقام القياسية التي سجلها هو نفسه. أول أمس شرح، رداً على الانتقاد لقراره التخلي عن الأكراد لمصيرهم، بأن “الأكراد لم يساعدونا في الحرب العالمية الثانية، ولم يكونوا معنا على شواطئ نورماندي”. ولكنه بعيد عن أن يكون غبياً في كل ما يتعلق بالسياسة الأمريكية، خاصة عندما تكون وجهته الانتخابات الرئاسية بعد سنة تقريباً. يبدو أنه يلاحظ المشاعر الانفصالية القوية في أوساط المصوتين في الحزبين، ومن وراء الغضب الموجود في واشنطن يقدر بأن هذه الخطوة يمكن أن تعطيه أرباحاً سياسية أكثر مما ستتسبب بالخسائر.
لم ينجح الديمقراطيون في تحويل القصة الكردية إلى طبعة جديدة من سقوط الصين في أيدي الشيوعيين في نهاية الأربعينيات (خطأ استراتيجي اتهم فيه الجمهوريون إدارة ترومان الديمقراطية خلال عدة عقود). الناخب الأمريكي العادي يجد صعوبة في التمييز بين الأكراد والأتراك وبين السنة والشيعة. الهجوم التركي يتم بالنسبة له خلف جبال الظلام ،وليس له تأثير مباشر على حياته أو على حياتها، وإذا تم سحب شباب أمريكيين من هناك كي لا يصابوا فماذا في ذلك.
في المقابل، تقارير الطريقة التي ناور فيها الرئيس التركي اردوغان نظيره الأمريكي في المحادثة الهاتفية فيما بينهما، الأحد، تدل على معرفة ترامب السطحية حول مسائل السياسة الخارجية. المفاجأة التامة التي استقبل فيها قراره في المستويات الأدنى منه تجسد الانقطاع العميق بين الرئيس والشخصيات المهنية في الإدارة. ترامب الذي لا يحتمل خبراء المخابرات يفضل أن يُزوَّد بالأخبار الحديثة بواسطة شبكة “فوكس”، وهو متقلب تماماً في اتخاذ قراراته. مع ذلك، تصعب رؤية كيف ستكون هناك تداعيات سياسية في الانتخابات في 2020 لأدائه الضعيف في الأزمة الأخيرة.
الربيع العربي يعود

تخلي الأمريكيين عن الأكراد ستكون له تداعيات محتملة على الشرق الأوسط وإسرائيل بشكل خاص. في الساحة الإقليمية تعكس هذه القضية استمرار انخفاض الاهتمام الأمريكي وانخفاض التأثير. منذ اللحظة التي تحررت فيها الولايات المتحدة من الاعتماد على النفط العربي كمصدر للطاقة، انخفض استعدادها للتدخل فيما يجري في الشرق الأوسط. الانسحاب الأمريكي المتواصل الذي بدأ في عهد أوباما يخلي الطريق لصعود قوات أخرى، على رأسها روسيا وإيران، الدولتان اللتان لا تعنيهما مصلحة إسرائيل. في الخلفية ضعف التحالف السني الذي حاول دفع الولايات المتحدة للقيام بخطوات عدائية أكثر ضد إيران.
وخلال ذلك، سيحدث في سوريا نفسها فراغ جغرافي يمكن أن يسمح بعودة داعش من بين الأموات. حسب “واشنطن بوست” فإن الأكراد يحتجزون نحو 11 ألف شخص من داعش في نحو 20 منشأة اعتقال بدائية في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم. إن انسحاب القوات السورية الديمقراطية، التنظيم الأعلى الذي شيكل فيه الأكراد القوة الأساسية، يمكن أن يؤدي إلى هرب رجال داعش. ومشكوك فيه إذا كان الأتراك معنيين بالإشراف على ما يجري في هذه المنشآت، أو في معسكر المهجرين “الهول” الذي فيه نحو 70 ألف مواطن، كثيرون منهم من أبناء عائلات إرهابيي”الدولة”..
تركز تركيا على عمليات الإعداد قبل الهجوم البري. الأربعاء، حدث قصف مدفعي على مواقع كردية على طول الحدود بين تركيا وسوريا، وأمس جاءت تقارير عن احتلال قريتين قرب الحدود. وحسب ادعاء اردوغان، قتل في المعارك أكثر من 100 كردي مسلح، وفي هذه الأثناء عشرات آلاف المواطنين بدأوا بالهرب من المنطقة.
وبسبب يبث ترامب رسائل متناقضة (إعلان البيت الأبيض وصف الغزو التركي أول أمس كـ “فكرة سيئة”) قد يقرر الأتراك التقدم بحذر. ثمة فرق بين السيطرة على مناطق قرب الحدود بعمق 5 كم في الأراضي السورية وبين السيطرة على قطاع أكبر بعمق 30 كم تقريباً. العملية الأوسع ستؤدي إلى هرب جماعي للمواطنين وسيرافقه احتكاك عسكري أقوى مع المقاتلين الأكراد. نظام الأسد أعلن عن الانتصار في الحرب الأهلية بسوريا قبل سنة تقريباً، بعد أن استكمل السيطرة على جنوب الدولة بمساعدة مكثفة من روسيا. الأحداث في شمال شرق سوريا، وأيضاً في الغرب في محافظة إدلب التي يتحصن فيها عشرات آلاف المتمردين المسلحين، تدل على أن الحرب لم تنته بعد، حتى لو كانت هوية الطرف المنتصر واضحة جداً. وللحقيقة، الهزة العربية ما زالت موجودة. أحداث الأشهر الأخيرة تدل على أن الطاقة التي تحررت قبل عقد تقريباً ما زالت نشطة على الأرض، والأنظمة العربية المختلفة لن تشعر بأنها واثقة في حكمها.
في تظاهرات العراق، التي تركزت على الاحتجاج على فساد الحكومة، تم الإبلاغ عن أكثر من 100 قتيل، وفي مصر بدأت قبل شهر تقريباً موجة جديدة من المظاهرات ضد النظام. وفي الأردن انتهى إضراب طويل للمعلمين بعد خضوع الملك عبد الله لمعظم طلبات المتظاهرين الذين لديهم في البلاط الملكي شكوك في أن نشاط المتظاهرين تم تنسيقه مع الإخوان المسلمين. الربيع العربي يعود بإدارة جديدة.
ولايات غير متحدة

بالنسبة إلى رئيس الحكومة نتنياهو، فإن التطورات في شمال شرق سوريا تعد مشكلة إضافية، في سلسلة أحداث آخذة في التراكم لتشكل أزمة استراتيجية جديدة. منذ اللحظة التي فاز فيها ترامب في انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني 2016 فقد سوق نتنياهو خطاً حاداً وواثقاً. الرئيس، قيل، إنه صديق حقيقي لإسرائيل، ومحاط بأبناء عائلة ومستشارين يهود. شبكة العلاقات القريبة لنتنياهو معه –بعد اشمئزاز متبادل مع أوباما– ستمكن من تسخير ترامب لصالح الاحتياجات الإسرائيلية.
إن طموحات نتنياهو التي بثها للأمريكيين بصورة دائمة في محادثات مع الرئيس وفي لقاءات بين السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، ورجال طاقم ترامب، كانت بعيدة المدى. أراد نتنياهو إقناع الرئيس بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، الذي وقعه سلفه في صيف 2015، واستخدام أقصى درجات الضغط على النظام هناك لتوفير مظلة سياسية – استراتيجية للتقارب بين إسرائيل ودول الخليج، وبعد ذلك الدفع قدماً بحلف دفاع بين أمريكا وإسرائيل.
عندما صمم ترامب على طرح صفقة القرن لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، نظم نتنياهو لنفسه طريقاً للوصول إلى طاقم السلام الأمريكي بالحد الأقصى. خطة الإدارة حتى بعد مرور سنتين ونصف التي ليس لها موعد نهائي واضح لنشرها الرسمي حتى الآن، تتطابق بدرجة كبيرة مع مواقف الليكود بخصوص التسوية. إضافة إلى ذلك: شخصيات كبيرة في اليمين الإسرائيلي وحتى رجال ترامب أشاروا إلى أن رفض الفلسطينيين المتوقع للخطة يمكنه أن يفتح الطريق أمام خطوات أحادية الجانب لفرض سيادة إسرائيل على أجزاء من الضفة الغربية. اللحظة المناسبة، قالوا، ستستغلها إسرائيل عبر الدعم أو عن طريق غض واشنطن نظرها.
أيار 2018 كان شهراً عاصفاً بشكل خاص لإسرائيل والمنطقة. كشف نتنياهو للعالم عملية الموساد الناجحة التي سرقت فيها وثائق من الأرشيف النووي الإيراني من طهران. وبعد بضعة أيام من ذلك، أعلن ترامب بشكل رسمي عن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي. محاولة حرس الثورة الإيراني الانتقام من إسرائيل بواسطة إطلاق الصواريخ على هضبة الجولان على سلسلة هجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا، تم إحباطها بنجاح من قبل الجيش الإسرائيلي. في القدس احتفلوا بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة. وفي قطاع غزة وصلت المظاهرات العنيفة على طول الحدود إلى الذروة في يوم نقل السفارة. نحو 60 فلسطينياً قتلوا بنار القناصة في يوم واحد، لكن الردود في المجتمع الدولي كانت ضئيلة نسبياً.
هكذا ظهر نتنياهو في حينه، اجتاز بسلام جميع الاختبارات. مشجعون أغدقوا عليه الثناء كساحر استراتيجي ينجح بفضل علاقاته ومؤهلاته في إقناع ترامب ورئيس روسيا بوتين بالعمل من أجل إسرائيل.
بعد سنة وخمسة أشهر على ذلك، تبدو الأمور مختلفة في مضمونها؛ ردت الإدارة الأمريكية بلامبالاة على الهجمات الإيرانية ضد صناعة النفط في الخليج، التي استهدفت حث ترامب على رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران واستئناف المفاوضات حول العودة إلى الاتفاق النووي. ويعلن ترامب فوق كل منبر محتمل بأنه معني بالتفاوض مع إيران وليس بالحرب. تنقل السعودية والإمارات رسائل لطهران بشأن الحاجة إلى تقليص الاحتكاك العسكري بين الطرفين واستبداله بالحوار الدبلوماسي.
في هذه الأثناء، يتنازل ترامب عن الأكراد ويبقي الساحة السورية مفتوحة لبوتين الذي لم يف بتعهداته لنتنياهو بشأن إبعاد الإيرانيين ومبعوثيهم عن حدود إسرائيل في هضبة الجولان. في الخلفية يظهر هناك خطر من أن تزيد إيران جهودها الثأرية ضد إسرائيل إزاء سلسلة أخرى من هجمات سلاح الجو في الأشهر الأخيرة. الهجوم الإيراني الأخير في السعودية جسد قدرة عملياتية عالية على المس من بعيد، ما يلزم إسرائيل أيضاً باستعداد دفاعي آخر. ويثور سؤال: ماذا ستفعل الولايات المتحدة إذا بادرت إيران بهجوم صاروخي واسع ضد إسرائيل؟
من اعتمد على تحالفه مع واشنطن فقد بقي على الورق. في المقابلات السريعة له عشية الانتخابات في أيلول، تفاخر نتنياهو: “أحضرت لكم حلف دفاع”. واتهم وسائل الإعلام بتجاهل هذا الإنجاز (“هذا يعني أن إسرائيل لن تدمر في أي يوم!”، غرد نجله بتحمس على حسابه في تويتر). اكتفى ترامب بمقولة عامة عن استعداده ليفحص حلف دفاع بعد ذلك. في هذه الأثناء، مرت ثلاثة أسابيع ونصف على الانتخابات، وحتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي محادثة هاتفية بين الزعيمين، لم تكن المحادثة التقليدية بمناسبة رأس السنة العبرية، ولا حتى تهنئة بالنجاح قبل جلسة الاستماع لمحامي رئيس الحكومة. ثمة حقيقة في الشائعات بأن ترامب يفضل أن يرى المنتصرين، وليس من يجد صعوبة في تشكيل ائتلاف حتى بعد حملتين انتخابيتين في خمسة أشهر.
أمس ألقى نتنياهو خطاباً في الذكرى السنوية لشهداء حرب يوم الغفران، ركز في أقواله على إيران قائلاً: “هي مركز العدوان الحالي في الشرق الأوسط، وتسعى إلى تعزيز سيطرتها على لبنان وسوريا والعراق واليمن وقطاع غزة. وهي تتسلح بدون توقف، وتجتاز المرة تلو الأخرى نسبة جرأتها، وتهدد بمحو إسرائيل عن الخريطة، وتقول بشكل صريح بأن إسرائيل ستختفي”.
قبل بضع ساعات على قوله هذه الأمور، نشر رئيس الحكومة إدانة علنية للغزو التركي التي غاب عنها اسم الولايات المتحدة. هذا غير مفاجئ، فنتنياهو ذو خبرة، وقد حذر من مهاجمة ترامب بشكل مباشر على خطواته الأخيرة، ولكن أقواله في نهاية خطابه في جبل هرتسل تدل على أن الزمن قد تغير.

بقلم: عاموس هرئيل
هآرتس 11/10/2019



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2183484

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع شؤون الوطن المحتل  متابعة نشاط الموقع أخبار «اسرائلية»   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

2183484 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 30


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40