الجمعة 28 أيلول (سبتمبر) 2018

المسؤولون الإسرائيليون يسارعون لإفراغ تسوية الدولتين من مضمونها وتعطيل دواليبها

الجمعة 28 أيلول (سبتمبر) 2018

بخلاف ملامح وجهه خلال المؤتمر الصحافي في نيويورك قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس، في حديث مع الصحافيين إنه لم يفاجأ بتصريح ترامب بأن الحل المفضل لديه هو حل الدولتين. وقال إنه يفترض أن ترامب سيتقبل المبدأ الإسرائيلي القائل إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية غرب نهر الأردن في أي سيناريو.
وفي محاولة لتسخيف فكرة الدولة الفلسطينية قال نتنياهو إن «كل واحد يعرف مصطلح الدولة بشكل مختلف». وتابع «أنا على استعداد للقبول بأن تكون للفلسطينيين صلاحيات السيطرة على أنفسهم دون القدرة على الإضرار بنا. أعتقد أن كل خطة أمريكية ستعكس هذا المبدأ. كما لا أعرف الجدول الزمني الدقيق لنشر الخطة الأمريكية».
يشار الى أنه منذ خطابه في بار ايلان في 2009، تجنب نتنياهو توضيح موقفه بشأن هذه المسألة، خصوصا باللغة العبرية، واضطر الآن إلى الإشارة بصراحة إلى إمكانية إقامة دولة فلسطينية مفرغّة من معاني الدولة. وفي رده على سؤال صحيفة «هآرتس» أمس عما إذا ستقوم خلال فترة ولايته «شبه دولة فلسطينية» كما سبق وصرح عدة مرات، قال نتنياهو «أقترح عليكم الانتظار ورؤية ما سيحدث. من المهم تحديد ما هو مقبول بالنسبة لنا: إسرائيل لن تتنازل عن السيطرة الأمنية على غرب نهر الأردن. هذا لن يحدث طالما كنت رئيسا للوزراء، وأعتقد أن الأمريكيين يفهمون ذلك».
وفي رده على إعلان رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، بأنه طالما كان وزيرا في الحكومة فإنه لن تقوم دولة فلسطينية لأنها «كارثة لإسرائيل»، قال نتنياهو بابتسامة ساخرة: «يمكنني أن أؤكد لكم أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية تشكل كارثة بالنسبة لإسرائيل».

البيت اليهودي

وقال بينيت معقبا إنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية، حتى لو كانت منزوعة السلاح ولن يسمح لشركاء الائتلاف بجر الحكومة إلى اليسار». وأضاف في تصريح للإذاعة العامة أن «البيت اليهودي» قد انتخب لكي يمنع إقامة دولة فلسطينية، مدعيا أنه توجد دولة فلسطينية في قطاع غزة. واعتبر أن نتنياهو سيكون رئيس الحكومة المقبل بدون شك، وأن السؤال هو «هل ستكون حكومة يمين، أم حكومة مقيدة من أحزاب اليسار ـ الوسط»، داعيا إسرائيل لأن تصر على مصالحها، وأن أي دولة فلسطينية ضمن أي صيغة غير مقبولة . وردا على سؤال حول ما إذا كان يدعم إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، أجاب بينيت «الدولة هي دولة. وتابع أن «الدولة هي التي تقرر من وكم عدد المواطنين فيها.. تخيلوا الملايين من أبناء اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يصلون الضفة الغربية، وفجأة يقولون إن عائلاتهم لم تأت من رام الله، وإنما من يافا». وفي هذا السياق قال رئيس «المعسكر الصهيوني»، آفي غباي، إن «حل الدولتين هو الحل السياسي للفصل بيننا وبين الفلسطينيين، بحيث تكون دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وتكون السيطرة الأمنية فيها بيد إسرائيل. وتابع غباي أنه يعتقد أن نتنياهو لن يكون القائد الذي سيدفع في اتجاه تسوية. وأضاف «كان نتنياهو رئيسا للحكومة في السنوات العشر الأخيرة، ولم يحصل شيء. وما لم يفعله في هذه السنوات لن يفعله لاحقا». واستدرك بالقول «إذا كان نتنياهو جديا بشأن التسوية، فسوف ندعمه. سندعم الحكومة التي تدفع في اتجاه اتفاق سلام، لأن ذلك هو الأهم»، مدعيا أن الفترة الحالية هي الوقت المناسب لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين بسبب ميل ميزان القوة لصالح الاحتلال.
وفي ظل اللقاءات التي يعقدها سياسيون من إسرائيل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال مصدر سياسي لصحيفة «هآرتس» إن نتنياهو «أجرى اتصالا» مع عباس، لكن الأخير رفض عقد لقاء بينهما. وحسب المصدر «من السخف التفكير بأنه عندما تعد الولايات المتحدة مثل هذه الخطة، فإن نتنياهو سيتجاوزها، وهذا لا يعني أننا لا نجري أي اتصالات مع الفلسطينيين».
ورفض مسؤول فلسطيني التصريحات الإسرائيلية المتعلقة برفض عباس الاجتماع مع نتنياهو. وقال «يجب على الإسرائيليين التوقف عن لعبة الاتهامات. الحقيقة الوحيدة هنا هي أننا لم نرفض أي اقتراح لعقد اجتماع. لم يطلبوا منا اللقاء، لقد توقع الرئيس عباس الاجتماع مع نتنياهو في عدة مناسبات، لكنه هو الذي لم يحضر. نتنياهو يعرف أن لدينا مواقف واضحة في كل القضايا ، والموقف الوحيد الذي لدى إدارته فيما يتعلق بالفلسطينيين هو نظام الفصل العنصري».
وقال مكتب رئيس الوزراء معقبا على تقرير «هآرتس»: «هذا التقرير غير صحيح. رئيس الوزراء رفض تحديد مسألة الدولة، وقال إنه لا يتعامل مع المصطلحات وإنما مع الجوهر. سوف يصر رئيس الوزراء على المصالح الأمنية لإسرائيل، وأولها السيطرة الأمنية غرب نهر الأردن».
وكشفت «هآرتس» أنه تم إلغاء اللقاء الذي كان مقررا عقده بين نتنياهو والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الخميس. وكان ماكرون قد أعلن خلال خطابه أمام الجمعية العامة، الثلاثاء الماضي أنه لا يوجد بديل لحل الدولتين في المسألة الإسرائيلية – الفلسطينية. ورد ماكرون على تصريحات ترامب بالقول إن الخطوات الأحادية لن تساعد في حل النزاع. وتساءل «ما الذي يمكن أن يحل الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين؟ ليست خطوات أحادية أو تجاهل شرعية حق الشعب الفلسطيني بسلام دائم».

المفاجأة الكبيرة

وفي محاولة للنيل من مزاعم نتنياهو قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ساخرة إن رئيس الوزراء وعد قبل لحظات من انطلاقه إلى نيويورك، بأنه ستكون هناك «مفاجآت» في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن يبدو أن المفاجأة الكبرى جاءت خلال اجتماعه مع الرئيس ترامب. وأوضحت أنه بعد الاحتضان الدافئ والابتسامات المشرقة بين الزعيمين، غير الرئيس الاتجاه بشكل غير متوقع عندما أعرب عن دعمه الحثيث لإقامة دولة فلسطينية».
وأشارت الصحيفة الى أنه بعد أكثر من عام ونصف على اجتماعهما الأول، الذي تخلى خلاله ترامب عن حل الدولتين وأعرب عن استعداده لدراسة البدائل، عاد إلى الموقف الأمريكي التقليدي في هذا الشأن. وعندما سئل عن الموضوع في نهاية اللقاء مع نتنياهو قال ترامب « أحب هذا الحل. هذا هو الحل الذي أعتقد أنه يعمل بشكل أفضل، لا أحتاج حتى للتحدث عنه مع أي شخص. شعوري هو أن حل الدولتين يعمل بشكل أفضل. أعتقد حقا أن شيئا سيحدث. حلمي هو صنع السلام قبل نهاية فترتي الرئاسية الأولى».
وبعد اجتماعهما، كرر نتنياهو إشادته بقرار الرئيس نقل السفارة إلى القدس. وقال وهو يبدو أنه يتوجه للآذان الإسرائيلية «لقد غيرت التاريخ ولامست قلوبنا، كما أعتقد، وأقول بشكل موضوعي، إن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم يكن أقوى مما هو الآن».

ليفني وعباس

يشار الى أن زعيمة المعارضة تسيبي ليفني، اجتمعت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك، على خلفية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ودعت الرئيس عباس لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة من أجل دفع حل الدولتين. وقالت إن «الانغلاق والخطوات الأحادية الجانب ضد إسرائيل وكسر الأدوات ستكون بمثابة بكاء لأجيال مقبلة. هذا قد يؤدي إلى تدهور على الأرض، وفقدان السيطرة وفقدان حل الدولتين القوميتين، ولذلك يجب على السلطة الفلسطينية أن تتجند للحل في غزة وبدلاً من مهاجمة الولايات المتحدة، العودة للحديث معها».
وأوضحت ليفني أن على الطرفين محاولة التوصل إلى تهدئة بسبب «خطورة الوضع» . ودعت حكومة الاحتلال إلى إجراء مفاوضات مع « المعتدلين في المنطقة بمن في ذلك عباس، وليس مع المتطرفين، مثل حماس». كما دعت عباس إلى «منع التدهور والعودة إلى الحوار مع الولايات المتحدة، ليس بسبب العقوبات وتخفيضات الموازنة، وإنما رغم ذلك، وحتى إن كانت لديك مخاوف وغضب وحتى إذا كنت لا توافق على جميع الشروط».
وعقب الوزير ياريف ليفين (الليكود) على اللقاء، وقال في مقابلة مع راديو جيش الاحتلال «هذا اللقاء ليس أقل من إهانة. من الصعب عليّ أن أفهم اندفاع قادة اليسار إلى حضن ذلك الإرهابي، منكر الكارثة الذي يدفع بانتظام للإرهابيين والقتلة الذين يجلسون في السجون الإسرائيلية».

ترامب ـ بوتين- نتنياهو- السيسي

وعن لقائه مع ترامب، عبر نتنياهو عن رضاه من النتائج خصوصًا فيما يتعلق في الأزمة مع روسيا، «حيث عبر الرئيس الأمريكي عن دعمه لكل ما تفعله إسرائيل للدفاع عن نفسها في سوريا». وأضاف: «أعطى الرئيس ترامب تعليمات واضحة. هدفنا هو الحفاظ على العلاقات مع روسيا وحماية أمن إسرائيل ضد هذه التهديدات.
كذلك التقى نتنياهو، فجر أمس الخميس، بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وصدر بيان مقتضب للغاية عن مكتب نتنياهو بعد اللقاء، جاء فيه أنهما بحثا «الوضع في غزّة والتطورات الإقليميّة»، دون أي تفصيلٍ، في حين لم يصدر أي بيان عن الرئاسة المصرية. واللقاء بين السيسي ونتنياهو هو الثاني العلني بينهما، بعدما ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن نتنياهو زار القاهرة سرًا في أيار/ مايو الماضي للقاء السيسي.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 101 / 2183507

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع شؤون الوطن المحتل  متابعة نشاط الموقع أخبار «اسرائلية»   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2183507 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 28


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40