كاتب فلسطيني
في هذا المعمعان التفاعلي من الأحداث المتسارعة، يُقَدَر بأن الأمور، وعلى الأرجح، لم تَعد قابلة للرتق أو التقطيب، أو حتى الطي، ولم يَعد بالإمكان إخضاعها للمناورات السياسية، وللجهود السرية والعلنية على حدٍ سواء، التي بدأت الإدارة الأميركية ببذلها عبر التدخل المباشر لوزير الخارجية جون كيري الذي وصل المنطقة قبل أيام وغادرها....
لقد صمد فلسطينيو الداخل، ومازالوا صامدين في امتحان البقاء والوجود فوق أرض وطنهم التاريخي، بالرغم من كل الفواجع التي مرت على مسار حياتهم ووجودهم منذ قيام الدولة العبرية على أنقاض الكيان الوطني والقومي للشعب الفلسطيني. كما صمدوا وأهالوا التراب على كل محاولات “الأسرلة” التي حَلُمَ بها قادة “إسرائيل” في سعيهم لمحو الهوية الوطنية والقومية لماتبقى من أبناء فلسطين داخل وطنهم التاريخي بعد النكبة
يَمُر الوضع الفلسطيني في لحظاتهِ الصعبة، بعد الانتكاسات الأخيرة التي وقعت في الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات في قطاع غزة، وما تلاها من عودة أجواء التوتير والشحن والتسخين غير المُبررة في البيت الفلسطيني الداخلي، وبروز بوادر مُقلقة مع غياب الحكمة والاقتدار في معالجة ذيول ما وقع من أحداث مؤسفة يَرفُضهَا كلُ عاقل، وكل حريص على مصلحة الفلسطينيين.
بالرغم من الأداء الميداني الفلسطيني العام، الجيد والمريح، خلال فترة العدوان الأخير على قطاع غزة، ومعه الأداء المُوفق للوفد الفلسطيني الموحد، وارتفاع صوت الوحدة الوطنية في الشارع الفلسطيني في الداخل والشتات، إلا أن عملية تكريس مسارات العمل الوحدوي التوحيدي بين القطبين الرئيسين في المعادلة الفلسطينية ما زالت تحتاج لجهود كبيرة واستثنائية
إن الدائرة تتسع كل يوم، والقناعة تترسخ أكثر فأكثر في كل الأوساط الدولية، بأهمية الضغط على دولة الاحتلال “الإسرائيلي” وإجبارها على مشروع تسوية يُعلن ميلاد الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس، وتكريس الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يُشكلون نحو (65%) من التعداد العام لعموم أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات
تشهد مدينة القدس المحتلة أحداثاً جساماً، حيث تمر المدينة المقدسة في فلسطين بظروف استثنائية جداً. فعمليات التهويد ومصادرة الأرض، والإطباق على المدينة من كل جوانبها، وتهويد الأحياء العربية الإسلامية والمسيحية داخل حدودها الإدارية وحتى خارج حدودها، بات أمراً مفروضاً بفعل الوقائع المادية الملموسة التي تصنعها كل يوم أدوات الاحتلال «الإسرائيلي» ومجموعات المستوطنين الصهاينة، التي لم توفر حتى
تشهد مدينة القدس المحتلة أحداثاً جساما، حيث تمر المدينة المقدسة في فلسطين بظروف استثنائية جداً. فعمليات التهويد ومصادرة الأرض، والإطباق على المدينة من كافة جوانبها، وتهويد الأحياء العربية الإسلامية والمسيحية داخل حدودها الإدارية وحتى خارج حدودها، بات أمراً مفروضاً بفعل الوقائع المادية الملموسة
في موسم الزيتون، تنتصب هامات الفلسطينيين في الداخل أمام حصاد وفير، على إمتداد أرض فلسطين التاريخية، من رأس الناقورة حتى رفح، ومن النهر الى البحر. تنتصب الهامات لتقطف ثمار الشجر الضارب في عمق تراب فلسطين، الشجر الذي يواجه كل يوم عصابات المستعمرين الذين يحاولون جرف تلك
ن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لا ينتظر التبرعات السخية، والوعود، بل ينتظر بالأساس، وما زال ينتظر قراراً دوليًّا برفع الحصار “الإسرائيلي” فوراً عن كامل قطاع غزة، ووضع حد لهذا الظلم المُدقع الذي ما زال يكابده ويرزح تحت مواطني فلسطيني على أرض القطاع بمساحته المحدودة المُكتظة بالسكان وغالبيتهم من لاجئي العام 1948، حيث لا يمكن الحديث عن إعمار فعلي دون رفع الحصار عن غزة
إن إنقاذ الحالة الفلسطينية المأزومة من وضع الانقسام وإعادة الوحدة لعموم مؤسسات السلطة بين الضفة والقطاع، يُفترض أن ترافقها مراجعات جدية صادقة حتى يستطيع الفلسطينيون من الوصول إلى أساس ثابت للعلاقة الداخلية بين مكونات الحالة الفلسطينية، وهو ما يتطلب اجتراح واشتقاق الأفكار الخلاقة، التي تفتح الطريق نحو توليد الحلول للمُعضلات القائمة بجانبها التنظيمي وبجانبها السياسي
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف علي بدوان ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
24 من الزوار الآن
2181884 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 19