كاتب وسياسي فلسطيني
إنه منطقٌ أعوجٌ وسلوكٌ أعرجٌ، وسياسة عجيبة غريبة، سيئةٌ مقيتةٌ، لا يفرضها إلا الظالمون، ولا يعمل بها إلا المنحرفون الضالون، ولا يسكت عنها إلا المتآمرون الفاسدون، إنها السياسة التي تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضها بالقوة، وتثبيتها بالإكراه، وتمريرها كعرفٍ وعادةٍ، لتكون مع الأيام أمراً واقعاً، وسياسة ثابتة، تُفرض على الفلسطينيين ويُلزمون باحترامها، ويُحاسبون ويُعاقبون في حال اختراقها أو عدم احترام أصولها، رغم أنها سياسةٌ مخالفةٌ للمنطق ومنافيةٌ للحق، وتتعارض مع القوانين والأنظمة.
يجهل العدو كثيراً إذا ظن أنه يستطيع أن يطوع الفلسطينيين وأن ييأسهم، وأن يقتل فيهم الأمل ويميت عندهم الرجاء، أو أنه يستطيع أن يخلق فيهم جيلاً يتعاون معهم ويقبل بهم، أو أنه سيتمكن بسياسة القتل التي يتبعها، والاعتقال التي يمضي بها، وعمليات الاجتياح والاعتداء التي يمارسها يومياً ضدهم وفي مناطقهم، من قتل روح هذا الشعب وإحباطه، ودفعه للقبول بالحلول التي يطرحها، والمخارج التي يقترحها.
إنها المقاومة الفلسطينية العنيدة الصلبة، القديرة البصيرة، الواعية المستنيرة، المؤمنة بحقها، والمتمسكة بخيارها، تدرك أن معركتها مع العدو هي معركة إرادة وتحدي، وصمودٍ وثباتٍ، وعلمٍ وتقانةٍ واقتدارٍ، وقد أثبتت برجالها أنها قادرة على صده ومواجهته، وقتاله ومناجزته، وها هي اليوم تدخل إلى المعركة سلاحاً جديداً تفرد به العدو وتفوق قديماً، فأبهرته وأذهلته، وأخافته وأربكته، فهل تحقق كلاب المقاومة على العدو نصراً، وتنال من حقاً، وتتفوق عليه رعباً وفعلاً.
لا يشبهه من الرؤساء الأمريكيين السابقين أحدٌ، ولم يسبقه إلى مواقفه التي اتخذها تجاه الكيان الصهيوني من قبل أحدٌ غيره، فقد سبق الجميع بأشواط كثيرة، وتجرأ على سلفه كلهم، وما ترك شيئاً من بعده لخلفه يقومون به، ويمتازون بسببه عن غيرهم، ويفاخرون به سواهم، ويتزلفون به إلى الكيان الصهيوني، ويتاجرون به في الأصوات اليهودية الأمريكية واليمين المسيحي المؤيد لهم، والحريص على أمن وسلامة
صعد نجم صحراء النقب وسما في الأيام القليلة الماضية، وُسلِّطت عليها الأضواء الإعلامية، وإليها شدَّ الرحالَ الإعلاميون والسياسيون، والمتعاطفون والشامتون، والمعتدلون والمتطرفون، والمؤيدون والمراقبون، ومن قبلهم سبق إليها الشرطة والعسكر، والجيش والحكومة الإسرائيليين، فتحولت بلداتها الصغيرة إلى ما يشبه الثكنات العسكرية، وبات جيش الاحتلال يجوس فيها ويخرب، ويدمر ويهدم، ويهدد بالمزيد ويتوعد
سيبقى جبل المكبر عالياً شامخاً بأهله، مزهواً بسكانه، مباركاً بقدسه، عزيزاً بمقاومته، فخوراً بتضحياته، ولن يوهن العدو من عزيمته، ولن ينال من كرامته، ولن تحط إجراءاته الغاشمة من قدره، ولن ينفض أهله عن رجالهم، ولن يتخلوا عن أبنائهم، وسيبقون دوماً يذكرون جبل الإسلام الشامخ، عمر بن الخطاب الفاتح، الذي دخل بلدتهم فخلد بتكبيره اسمهم، ورفع بمروره فيها ذكرهم، وأرسى بصلحه على أرضها قواعد إسلامهم...
بدو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية قررت بصلفٍ وكبرياءٍ، وعنجهيةٍ وغباءٍ، وغطرسةٍ وخيلاء، أن تصب جام غضبها على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في جميع السجون والمعتقلات، وأن تمارس في حقهم ساديتها المفرطة، وكرهها القديم، وحقدها الدفين، وأن تثأر لنفسها من أسودٍ تحبسهم، وأبطالٍ تعتقلهم، ورجالٍ بالقيود تكبلهم، وقادةٍ في الزنازين بعيداً عن العيون تعزلهم، وأن تنتقم من رفات الشهداء وذويهم، وأن تحبسهم في ثلاجاتٍ غير آدمية،
لا ينبغي أن نتوسل إليهم، ولا أن نتودد إلى إدارتهم الجديدة لتتراجع عن قرارها، أو تتوقف عن تنفيذ تهديداتها، إذ كما أنه لا تغيير في سياستهم معنا، فإنه لا فرق لدينا بين القدس وتل الربيع، ولا بين يافا والرملة، أو اللد وأسدود، أو حيفا والطيرة، فكلها أرضنا الفلسطينية المحتلة، لا نمايز بينها، ولا نفضل واحدةً منها على الأخرى، بل كلها أرضنا العربية العزيزة الغالية ... فلسطين......
كأن بين الإسرائيليين وشجر الزيتون ثأرٌ قديمٌ، وعداوةٌ مستحكمةٌ، وكرهٌ دفينٌ لا ينسى، وحقدٌ كبيرٌ لا ينتهي، يحملونه معهم كعقيدةٍ من الأجداد، ويورثونه من بعدهم كإيمانٍ للأولاد والأحفاد، فتراهم جميعاً أياً كانت منابتهم ومواطنهم الأصلية يزعجهم وجوده، ويغيظهم صموده، ويربكهم في الأرض ثباتُه وفي السماء علياؤه، وعبر الزمان بقاؤه، فيتمنون زواله ومن الأرض اجتثاثه، رغم أن شجرته قد ترقى إلى حد القداسة
ما إن تقع أيُ عملية عسكرية فلسطينيةٍ في مدن الضفة الغربية أو قراها، أياً كان حجمها وأثرها، وقوتها وشدتها، وبعيداً عن المواقع العسكرية الإسرائيلية أو قريباً منها، وما إن كانت ألحقت في صفوفهم خسائر بشرية أو مادية، كبيرةً أو صغيرةً، ضد المستوطنين أو العسكريين، حتى تهرع المخابرات الإسرائيلية لشن أوسع عملية اعتقال وبحث وتمشيط في منطقةِ العملية وفي المناطق المجاورة لها، ليس
ar أقلام الموقف د.مصطفى اللداوي ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
15 من الزوار الآن
2181095 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 16