مناضل فلسطيني
توقّف الجميع، أكانوا خصومًا أم أصدقاء، أعداءً أم أحبّة، غرباء أم أشقاء، أمام مفاجأة فجر 7 أكتوبر على تخوم قطاع غزّة، في ما عُرف بمعركة طوفان الأقصى، وقد أصابتهم مشاعر متناقضة تراوحت بين الذهول والإعجاب، الفرح والغضب، لكنهم أجمعوا على أن لهذا الطوفان ما بعده، وأن متغيرات كبرى ستتبعه داخل بنية الكيان الصهيوني الذي اعتبرها معركة وجود واستقلال ثاني
قيادة كتائب عز الدين القسّام تمكنت من المحافظة على أعلى درجات السرّية والتكتم، ولعل دائرة من يعرف بهذا القرار وتوقيته لم تتجاوز أركان “القسّام” وحدهم، فكانت المفاجأة الكبرى
كتيبة جنين مثل مقاومتها ليست حكرًا على فصيلٍ بذاته، فهي تضمّ شبابها على اختلاف انتماءاتهم من كتائب الأقصى، إلى حركة حماس، إلى حركة الجهاد الإسلامي، وغيرهم ممن ولدوا بعد اتفاق أوسلو الكارثي، ولم تر أعينهم سوى الاحتلال ومستوطناته السرطانية، ووجوب مقاومته. وجرت ملاحقة هؤلاء الشباب، ومطاردتهم، واعتقالهم من الاحتلال، ومن أولئك الذين اعتقدوا أن قمع المقاومة، والتنسيق الأمني مع المحتلّ، سيحافظ على سلطةٍ، وسيلد دولة.
صلاح خلف (أبو إياد) أحد القادة المؤسّسين لحركة فتح، والمسؤول الأول عن أجهزتها الأمنية على اختلاف مسمّياتها، من الرصد الثوري إلى الأمن الموحد، ومؤسّس ما عُرفت بمنظمة أيلول الأسود التي نشطت في مجال العمليات الخارجية بعد حوادث أيلول 1970 في الأردن، ونفّذت عملية ميونخ الشهيرة خلال دورة الألعاب الأولمبية في 1972، وهدفت عملياتُها إلى إعادة الاعتبار للثورة
من المرجح أن تتعرض السلطة في هذه الحالة إلى مضايقات وملاحقات وضغوطات من قبل سلطات الاحتلال، كما كان حال البلديات الفلسطينية المنتخبة قبل اتفاق أوسلو، فتبتعد بذلك عن الحلول والمفاوضات والترتيبات الأمنية، وتصبح خيارات الشعب الفلسطيني السياسية مفتوحة مجدداً، بعيداً عن أي اشتراطات حالية، وتصبح أشكال مقاومته كلها متاحة أيضًا.
لم يكن صمود المقاتلين في القلعة وليد ساعته، فهذه المعركة البطولية التي بدأت ظهيرة الرابع من يونيو/ حزيران، وتعرّضت فيه القلعة ليومين من القصف العنيف الجوي والمدفعي لم يُجرح فيه مقاتل واحد، وبقي أبطالها في مواقعهم، واشتبكوا، بشكل مباشر، مع القوات المهاجمة بمختلف أنواع الأسلحة
كانت انتخابات بيرزيت كاشفة، ولم تدرك حركة فتح أن سبب تراجعها عبر هذه السنين يتمثل في نهجها السياسي بشكل رئيس، وما لم يُعالج ذلك، فإنها ستستمر بالانحدار، مهما تمسّكت بتلابيب السلطة، وعلى “حماس” التي تقدمت، بفعل مقاومتها ومعارضتها النهج السياسي للسلطة، أن تدرك أن أحد أبواب تقدّم المقاومة تفعيل أوسع مشاركة جماهيرية في إدارة حياتها اليومية، بما في ذلك إجراء الانتخابات لكل المؤسسات التمثيلية في قطاع غزة.
هل وجد الرئيس محمود عبّاس أجوبة عن الأسئلة والمخاوف التي طرحها في بداية هذا المسار الطويل؟ وهل أصبحنا أكثر معرفة بالصهيونية أم أشدّ جهلاً بها؟ يبدو أنّ الأجوبة قد فرضت نفسها عبر التجربة المريرة التي استحالت واقعًا لن يُدحض إلّا عبر صمود الشعب الفلسطيني، في حين ما زال الرئيس غارقاً في أوهامٍ خلت.
قاتل الفدائيون بشراسة في بلدة الكرامة التي كان فيها أبو عمّار وأبو إياد وأبو اللطف وأبو صبري من اللجنة المركزية لـ“فتح”، وعشرات من كوادرها
ثمّة تيار وطني عريض يتشكل عبر عشرات المبادرات الشبابية داخل فلسطين وخارجها لم تعد منظمة التحرير فاعلة، وتحوّلت إلى أداة من أدوات السلطة الفلسطينية، ورهينة لها، تحييها وتميتها متى شاءت، و لم يعد مقبولًا انتظار المصالحة الفلسطينية، أو الانتخابات التي أُلغيت تحت شعار تأجيلها
ar أقلام الموقف معين الطاهر ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
24 من الزوار الآن
2182210 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 23