فحالة لا حرب ولا سلم الحالية تضر بالأوضاع الاقتصادية، حتى مع تذبذب أسعار النفط وارتفاعها الطفيف أحيانا نتيجة تصريحات نارية من هنا أو هناك، كما أنها تزيد من الاستقطاب الحاد والضار في المنطقة والذي لا يخدم شعوبها ولا خطط التنمية والتطوير لحكوماتها. والخشية الحقيقية هنا أن تستمر هذه الحال لفترة أطول
الرهان على إفشالها يتمثل في الوعي الفلسطيني ومن خلفه العربي، الرافضين لها جملة وتفصيلاً، وخصوصاً الأردن التي ترى فيها شوكة قد تغرس في خاصرتها إن لم تعمل على إنهائها في مهدها، وبما أنها واجهت رفضاً من الشعبين (الأردني والفلسطيني)، وبديهي من بقية الشعوب العربية، فإنه لن يكتب لها النجاح، ولن تكون أمراً واقعاً، مهما سعت أمريكا أو حاولت الإقناع بقبولها.
إنما هناك بعض ما يمكن استخلاصه، في محاولة الإجابة على التساؤل الاستنكاري “لماذا يكرهوننا؟”، من أمور عامة. أولا: يلعب الدين ـ ولا أقصد هنا جذر الأديان، سماوية أو أرضية، التي تدعو أتباعها للتسامح والرحمة وإعمار الأرض بالحسنى ـ دورا في تبرير العنف الإرهابي
ولكن الصغار لم ينسوا حقوقهم، فجيل الألفية الثالثة هو من يتصدر الدفاع والمقاومة.. ولكن ينبغي على القيادة الفلسطينية احتضانهم وتوجيههم، واستغلال طاقاتهم بما يجعل النكاية ب«إسرائيل» أشد وأعمق.. فهل هم فاعلون أم أن التقاتل الحزبي سيبقى مسيطراً؟
في المقابل، كان الغرب يفرز ترسانة هائلة من التنظير على الطرف الآخر (استمالت بعض مدعيي اللبرلة والتنوير من العرب والمسلمين) تؤصل لعنف العرب والمسلمين وتخلفهم الحضاري. كذلك ساهمت أزمة “فقر الديموقراطية” الغربية في إفراز تيارات هامشية على الطرف المتشدد لليمين واليسار
بالتزامن أيضاً، كانت الولايات المتحدة تغرق فيما يشبه العتمة (الناتجة عن انقطاع كامل ومفاجئ للتيار الكهربائي). فقد بقيت أجهزة الحكومة الأمريكية ودوائرها، خارج الخدمة اعتباراً من 22 ديسمبر 2018، ولمدة 35 يوماً، هو الأطول في تاريخ الإغلاقات الحكومية الجزئية في تاريخ الولايات المتحدة
وعلى ذلك، وفي ضوء النتائج المتواضعة التي أسفرت عنها هذه الجهود، فليس بعيداً أن يعود الأمين العام للأمم المتحدة، بأمر من الثلاثي، الأمريكي، البريطاني، الفرنسي، لتعيين مبعوث جديد محل المبعوث الحالي، الذي قد لا يكون الأخير، إذا لم يكن ترشيحه هذه المرة
«الهولوكوست» شيء مضى منذ عقود، والشعوب طوت حقبته، وعادت العلاقات بين اليهود والدول الأوروبية إلى أحسن حالاتها، ولكن «إسرائيل» غير معنية بفتح صفحات جديدة، حيث إنها تعتاش على «المسكنة»، والادعاء بأنها لاقت ظلماً تاريخياً، لتحقيق مكاسب سياسية ومادية وعسكرية
ويقع على عاتق الفصائل الفلسطينية الإدراك أن استمرار حالة التشظي البينية، ستضعف مواقفها على الصعيد الدبلوماسي الدولي، لذا فمن الأولوية الآن نبذ الخلافات غير المجدية، والتكاتف في بوتقة واحدة، واستغلال ما تبقى من الدعم العالمي، لرد الضربات الأمريكية - «الإسرائيلية»، وإبطال مفعولها
«إسرائيل» لن تخضع لأي تسوية، ولن تعيد شبراً واحداً للفلسطينيين أو العرب، لذا فعلى أصحاب الحق التنبه إلى هذه النقطة، والإدراك أن التعويل عليهم كمن يعول على الارتواء بماء أجاج، فالاحتلال قطعاً لن يسمح بأي تقدم يمنح الشعب بعضاً من حقوقه. لذا فإن مقاطعته ووقف التنسيق معه
ar أقسام الأرشيف ارشيف المؤلفين ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
7 من الزوار الآن
2180625 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 7