الحقّ في فلسطين هو الذي دارت عليه ثورة شعب فلسطين الأولى التي انطلقت دون فذلكات في الحقّ وطريقه، والتي قامت على واجب طرد الغزاة الغرباء، وعلى إعادة الحال إلأى ما كان عليه قبل أن يشفق الفلسطينيون على هائمي الوجوه من هول ما افتعله الأوروبيون والشرقيون على حد سواء بحقّ الأمم والشعوب المسلوبة الحقوق في حربين عالميين شحنهما الجشع والكذب والظلم، وما كانت مسيرة وانتفاضة الشعب الفلسطيني منذ ثورة البراق مرورا بالاضراب الوطني الكبير عام 36 وثورة الجبل التي قادها المؤمنون بربهم وبحقوقهم، إلا على هذا الطريق وما استشهد الأجداد إلا وهم يردّدون : كل التراب الفلسطيني.
خلاصة الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام السابقة أن ظهر الأقصى بات مكشوفاً تماما لمخططات العدو الصهيوني، ليس فقط التقسيمات المكانية والزمانية التي نفّذها فعلا العدو من خلال شرطته ، والتي قامت بالفعل بتحديد الحضور وتحديد الزمان وتحديد المكان في مسار الاقتحامات التي باتت زيارات مجدولة ومتغيّرة بحسب رغبة الحركات الصهيونية المتطرفة ،وكذلك في محيط مصلّى باب الرحمة تحديدا، بل إن الأقصى بات اليوم عرضة لأي مخطط إجرامي أكبر قد تقرّره هذه العصابات في أي وقت.
محمود عباس ليس فقط سياسيا فلسطينيا فاشلا ومحدود القدرات والرؤى بامتياز، بل هو أيضا مراوغ وكذوب إلى أقصى المستويات التي تسمح بالتصوّر في هذا الجانب المثبت عليه خلال فترة تصيُّده لكرسي رئاسة سلطة «أوسلو» واستقتاله على كرسي رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي هي الغائب الشاهد في كل مشهدية تدهور كافة مستويات التعاطي مع الوضع الفلسطيني والقضايا الفلسطينية
اليوم التاريخ الوحيد الذي يجب أن يكتب في هذه المنطقة هو تاريخ التحرر والحرية، تاريخ المقاومة والكفاح الوطني والقومي منطلقا مما ثبت انه القانون الوحيد الصالح والملائم والكافي لتحقيق انعتاق هذه الأمة ورفعتها وتقدمها، انطلاقا من القانون الخالد ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، انطلاقا من أن لا حل بغير البندقية المقاتلة وأن الحل الوحيد ليس فقط لهذا الشعب العربي،
خلال أكثر من نصف قرن من الزمان، اشتغلت الحركة الوطنية الفلسطينية تحت وطأة اتجاهات موازين القوى الدولية وأعطتها الأولوية في الاعتبار، وكان التعاطي دائما قائما على أساس تضخيم هذا العامل على حساب بقية البنود المؤسسة لتقييم الموقف عند انتاج البرنامج الذي تتسلح به القوى الوطنية في صراعها مع معسكر العدو، وبدلا من أن تكون الفوارق في قراءة نتاج الكشف عن موازين القوى المائلة غالبا لصالح العدو الصهيون
في مشهد مؤتمرات أمس من وارسو إلى تسوشي كانت الصورة محزنة في كشف تحطّم هذه المقولة الصاخبة وتلاشي حضورها بالمطلق، فما الذي حققته القيادة الفلسطينية خلال العقود الماضية منذ توقيع أوسلو وحتى الساعة ، طبعا إن صدق هذا الوصف غير تحطيم هذه المقولة؟
الفاتح من كانون منذ عام 2005 تشعله في رام الله مجموعة تحيط بمحمود عباس لا علاقة لها بكرامة فتح ولا بقيمتها ولا بإرثها، لها علاقة بتسمينها لمصالحها الذاتية النجسة على حساب إنجاز أبناء الغلابة الذين فجّروا باليد الدبابة، وعلى حساب أبناء الغلّابة الذين فجروا انتفاضة الأرض المحتلة عام 1987
نعم انتهت أسرع جولة لنا مع هذا العدو من قاعدة المقاومة المحررة المحاصرة غزة، دون أن تنهي حذرنا ومتابعة الاعداد والجهوزية وتعظيم الاقتدار، انتهت وأهدت نصرها لمحور المقاومة ولشعبها،و لم تحتج هذه المرة أسابيع اختبار متبادل ولا أسابيع تهديد بالاجتياح البري الواسع، في الواقع أنهى الكورنيت هذه الفقرة مبكرا، كما أنهت عملية شرق خانيونس الغطرسة بالاقتدار والإمكانيات، أما كمين« العلم» فقد فتح فجوة عميقة في عملية كي الوعي الصهيوني ليسأل حكومة العصابة في تل الربيع المغتصبة، ما الذي تخفونه أيضا عنا ؟!
منذ عشرية تامة و«فتح» بلا قيادة شرعية ومثل ذلك وهي لا تقاتل العدو ولا تواجهه، بل هي تواجه المقاومة وتقوم بالتنسيق المخابراتي مع العدو وتقطع الطريق على الحراكات الشعبية والمقاومة في الضفة المحتلة وتمارس أشد أنواع المناكفات في موضوعة حصار وعزل قطاع غزة والذي هو القاعدة الوحيدة المتاحة اليوم محررة على أرض فلسطين التاريخية رغم حصارها واستهدافها، وهكذا فإن التيّار الذي رأى في رسالته استمرار مسيرة الكتيبة الطلابية والقطاع الغربي وأوفياء المنطلقات والأهداف وجد نفسه بظهر عار إلى الجدار في مسألة «فتحويته».
إن شعبنا في الضفة المحتلة هو المسؤول الأول عن وقف هذه المهزلة المعيبة والتي لم يعاصر شعبنا مثلها طوال فترة نضاله الوطني في كافة الساحات والمواقع والأحداث التي مرّت عليه، وهو القادر على وقف هذه الجريمة النوعية والتي لم يحدث في التاريخ مثلها اليوم ودون تأخير، ماذا تنتظر الضفة وهي تنحر بسكين التهويد الواضح والعلني؟ ماذا ينتظر شعبنا فيها وهذا النفر من تجّأر القضية سيكون أول من يفر من أرض الوطن مع أي مذبحة نوعية يقترفها الصهاينة
ar أقسام الأرشيف أرشيف مقالات رئيس التحرير ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
12 من الزوار الآن
2181597 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 13