الأحد 15 حزيران (يونيو) 2014

إنهم عملاء لا ضحايا!

الأحد 15 حزيران (يونيو) 2014 par كاظم الموسوي

بداية, فإن البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي ضرب عرض الحائط بالانتقادات التي وجهت إليه, وبالمناشدات التي قدمت له, ليس من العديد من طائقته في لبنان فحسب، وإنما من قوى سياسية كثيرة لبنانية وعربية ومن ضمنها من الطائفة المارونية خارج لبنان، لكي لا يقوم بزيارة إلى العدو الصهيوني، لكنه قام بالزيارة. حجة البطريرك أنه يقوم بالانضمام إلى الوفد الكنسي برئاسة البابا فرنسيس الأول الذي قام بزيارة مؤخراً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وإلى الكيان الصهيوني. وأنه (الراعي) يقوم بزيارة دينية إلى رعيته وهذا واجب ديني يحتم عليه ذلك! ثم إنه لا يقوم بزيارة سياسية فهو لا يتدخل في السياسة.
أثناء زيارته إلى المنطقة المحتلة عام 1948 اجتمع البطريارك بالفارين إلى الكيان (مما يسمى بجيش لبنان الجنوبي) من عملاء المنشق عن الجيش اللبناني العميل أنطوان لحد والذين لجؤوا إلى الكيان, وصلى بهم وكانوا قد هربوا من جنوب لبنان مع جيش الاحتلال في عام 2000. البطريرك الراعي قال تصريحا عن هؤلاء،” بأنهم ضحايا الكبار وهم يجب أن يعودوا إلى وطنهم لأنهم اشتاقوا إليه”!.
أولاً: نفى الفاتيكان بأن البطريرك الراعي عضو في الوفد البابوي وبالفعل في زيارته لم يكن ضمن الوفد الرسمي.
ثانياً: إن تصريحه المعني هو في صميم السياسة, الأمر الذي ينفي عنه عدم التدخل في الشأن السياسي. إن زيارة البطريرك لدولة الكيان تضفي الشرعية على كل الجرائم التي ارتكبها هذا العدو ضد الفلسطينيين والعرب بمن فيهم اللبنانيين, فكم من مرة اعتدت فيها “إسرائيل” على لبنان! وكم من الجرائم اقترفتها على أرضه، ألا يتذكر الراعي مجزرتي قانا؟ ألا يتذكر حجم الجرائم المختلفة التي ارتكبها الكيان بحق اللبنانيين؟ ثم إن جزءاً من الأراضي اللبنانية ما يزال محتلاً! هذا إلى جانب هضبة الجولان العربية السورية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. “إسرائيل” نكلت باللبنانيين وهي احتلت الجنوب اللبناني ودخلت إلى العاصمة اللبنانية في عدوان عام 1982. “إسرائيل” اغتالت العديدين من الرموز السياسية اللبنانية والعرب في داخل لبنان وخارجه، واختطفت الكثيرين من اللبنانيين، وتخترق في كل يوم الأجواء اللبنانبة وتقوم بشكل متواصل بقصف المواقع الجنوبية اللبنانبة. إسرائيل تعتدي على حصة لبنان في غاز البحر المتوسط، هذا غيض من فيض الجرائم الصهيونية بحق لبنان، أيتجاهل البطريرك الراعي كل ذلك؟ أما ما اقترفته بحق الفلسطينيين والعرب فحدث ولا حرج. ما نقوله لغبطته: أن جزءاً كبيراً ممن هجرتهم “إسرائيل” عام 1948 كانو من المسيحيين الفلسطينيين بمن فيهم الطائفة المارونية. إن إسرائيل تعتدي على المسيحيين من الفلسطينيين في منطقة 1948 وهي تقوم باعتداءات متواصلة على الأماكن والمقدسات المسيحية في كافة أنحاء الأراضي المحتلة عام 1967 وبخاصة في المدينة المقدسة ومدينة بيت لحم، بالطبع إلى جانب اعتداءاتها المتواصلة على المقدسات والأماكن الإسلامية. إسرائيل تستولي بالقوة على أراضي وأماكن مقدسة في كل أنحاء فلسطين (بما فيها أماكن ومقدسات مسيحية).
إن الذي اعتبرهم البطريرك (ضحايا) هم عملاء لإسرائيل تحالفوا معها ونابوا عنها في جرائم القتل ضد اللبنانبين ومارسوا القتل والخطف والاعتقال والتعذيب ضدهم في سجون تحت الأرض. لقد أرادوا الانفصال عن الوطن اللبناني وأقاموا دويلتهم على أرض لبنانية, كانت بمثابة القاعدة المتقدمة للكيان الصهيوني. هؤلاء مارسوا جرائمهم وموبقاتهم ضد كافة الطوائف اللبنانية من مسلمين ومسيحيين ودروز وبخاصة ضد المقاومة الوطنية اللبنانية, والتي انتمى إلى فصائلها مسيحيون بمن فيهم مارونيون, لكن هذا الجيش وتحت ضربات المقاومة الوطنية اللبنانية انفرط عقده وتشتت وفضل الهروب مع الأسياد الإسرائيليين (وهذا إمعان في العمالة), الذين اضطروا هم الآخرون إلى الانسحاب في ليلة ظلماء عام 2000 تحت وطأة المقاومة, وهذه تحدث للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي- الصهيوني, حيث يضطر جيش الاحتلال إلى الهروب من أراضي عربية تحتلها دون ثمن. كذلك أسقطت المقاومة اتفاق 17 أيار عام 1983 الذي وقع في عهد الرئيس الأسبق أمين الجميل. للعلم إن الكثير من المدن والبلدات والمستوطنات الصهيونية رفضت أن يسكن هؤلاء فيها, وهذا إمعان في احتقار الشارع “الإسرائيلي” لهم، فاضطر الكيان إلى إقامة أماكن خاصة لهم. في الكيان يمارس هؤلاء الأعمال السوداء. أما الذين بقوا منهم في لبنان أو الذين هربوا من الكيان إليه فيما بعد, فقامت المقاومة بتسليمهم إلى القضاء اللبناني ولم تمارس أيه ضغوطات أو تعذيب عليهم. لقد حوكم هؤلاء أمام المحاكم اللبنانية وصدرت أحكام مخففة نسبياً عليهم على عكس رغبة كافة اللبنانيين الذين يطالبون بأحكام أقسى لهم. هذا هو جيش لبنان الجنوبي الذي كان وجنوده وضباطه الذين يسميهم غبطة البطريرك (بالضحايا)!.
يأتي تصريح الراعي في وقت حرج من الواقع اللبناني, فلبنان منذ 25 مايو بلا رئيس، والتجاذبات قائمة على أشدها بين القوى السياسية اللبنانية. نعم لبنان بحاجة إلى توافق(هكذا حصل عند تشكيل الحكومة) لانتخاب رئيس للجمهورية، فلا سبيل لأن يتخلى لبنان عن إشكالاته وتجاذباته العديدة إلا بالتوافق على أسس التعايش الأخوي المشترك. نعم تصريح البطريرك يضر في هذا الأمر فهؤلاء عملاء وليسوا ضحايا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165463

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165463 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010