الجمعة 13 حزيران (يونيو) 2014

“المقدس” وغيره فلسطينيا

الجمعة 13 حزيران (يونيو) 2014 par نواف أبو الهيجاء

كل كلمة تصدر عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مهمة جدا ويتابعها الشعب الفلسطيني كله ـ ولا استثناء من كوادر المنظمات الفلسطينية ـ كما أن الاهتمام يشمل فلسطينيي الداخل والخارج على حد سواء. لذلك كانت ردود الأفعال الشعبية على تصريحاته نهاية شهر مايو خلال استقباله عددا من (نشطاء السلام) الصهاينة غاضبة ـ خاصة حين أكد على استمرار التعاون الأمني مع الاحتلال ومعتبرا إياه أمرا (مقدسا).
من غضب أكثر من أبناء فلسطين من تأكيدات عباس هم أهلنا في الضفة الغربية والقطاع ـ إلى جانب الأهل في الوطن المحتل من عام 1948. الغضب ناتج عن الإجراءات التي تتخذ من الطرفين المتعاونين ضد الناشطين الفلسطينيين المقاومين، أو حتى أولئك الذين كانوا يوما مقاومين بالسلاح. لأن نتيجة التعاون تكون إما التعاون لاعتقال المقاومين من قبل جيش وأمن الاحتلال وإما قيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالذات بتنفيذ الاعتقالات.
في الحالتين فالخاسر هو شعب فلسطين وقواه الحية التي تؤمن بالكفاح المسلح بممارسته حاليا أو مستقبليا. والغضب يجد مكانه الكبير والواسع حين تقول الرئاسة الفلسطينية عن المقاومة أنها (إرهاب)، بينما تصف ما يفعله العدو بأنه (عنف) وهذان التوصيفان أيضا صدرا عن الرئيس الفلسطيني.
وإذا كان الحديث هذا قد تزامن مع أولى خطوات المصالحة بين الحركتين الكبريين (حماس وفتح) فإن الأسئلة تدور حول من (قدم التنازلات لمن). معنى ذلك هل تنازلت (حماس) عن ثوابتها المعلنة والتي تقول بتحرير كامل فلسطين وبالكفاح المسلح وأصبحت تؤمن (بالمفاوضات) سبيلا وحيدا (لحل) يقوم على انسحاب من (أراض) محتلة من الضفة الغربية، إضافة إلى ما تم في القطاع وإقامة (دولة) فلسطينية على أقل من 16% من مساحة فلسطين ـ وبالتالي التخلي عن (كل) فلسطين من البحر إلى النهر وعن حق العودة أيضا؟ أم أن حماس جرت (قيادة فتح) إلى موقفها وجعلتها تعلن إيمانها بتلك الثوابت؟
الواضح أن المقدس ـ أو الذي كان (مقدسا) لدى قوى فلسطينية تعتبر (جذرية) ما عاد مقدسا. الشعب الفلسطيني يعتبر أن حق العودة مقدس وثابت ولا أحد يمكن له أن يتنازل عن شبر من أرض فلسطين. والشعب الفلسطيني يؤمن أن القدس ـ كل القدس له وهي عربية وإسلامية بقدر ما هي فلسطينية ـ في حين أن ما يعلنه الرئيس الفلسطيني يقول (القدس الشرقية) عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة. كما أنه في مجمل أحاديثه الأخيرة تجاهل حق العودة ـ بل أكثر من ذلك فإنه طمأن المحتلين بأنه لا يريد عودة ملايين اللاجئين ولا إغراق (إسرائيل) بالملايين من الفلسطينيين … ما يعني التخلي الطوعي والمجاني عن حق العودة ـ وطمأنة الغزاة العنصريين إلى المستقبل ـ خاصة أنه من دعاة فتح (بوابات) التفاهم والتعامل المشترك والعيش المشترك مع الاحتلال ـ وحتى أنه دعا إلى إزالة الجدار العنصري لكي يصبح الاختلاط أمرا طبيعيا والتطبيع حالة مستدامة ومتطورة.
في ظل هذا لا بد من التساؤل عن (ما بقي مقدسا) من الحقوق الفلسطينية وما لم يعد (مقدسا) منها لدى قيادات تتوسع الهوة الفاصلة بينها وبين الشعب والحقوق في كل يوم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165930

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165930 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010