الثلاثاء 3 حزيران (يونيو) 2014

الفلسطينيون... والرشد العربي

الثلاثاء 3 حزيران (يونيو) 2014 par صالح عوض

أجل، إانها مرحلة التعقل العربي التي تبدأ بمصالحة تاريخية بين فصيلين فلسطينيين رئيسيين بعد صراع دام استمر سنين طويلة ذهب ضحيته مئات القتلى والجرحى والمعتقلين والمشردين.. تصالح الحزبان الفلسطينيان بعد أن أدرك كل منهما أن لا فائدة من الانقسام وأن هناك ما هو اسوأ من الانقسام، انه الاستمرار فيه..

فهل تكون هذه الخطوة الكبيرة بداية مرحلة التعقل العربي بعد الفوران العربي التي كادت أن تأتي على الأخضر واليابس في المنطقة العربية..؟ انها بلا شك خطوة كبيرة ولدت في أخطر موقع، حيث الضعوط الاسرائيلية والأمريكية وقفت بقوة شريرة ضد المصالحة، مهددة بإجراءات عقابية.. انها بلا شك سير في الضد من الاتجاه الذي تدفع إليه الأنانيات التي ترتع في التزلف للغرب والتودد له.. خطوة يمكن التأسيس عليها وتقديمها كتجربة نموذج بروحها ومنهجها لكل بلد عربي ابتلي بالانقسام والتصارع الداخلي.

لا يهم كثيرا الموقف المعادي للمصالحة والوحدة.. لا يهم، لأنه متوقع، فماذا كان ينتظر الفلسطينيون من عدو عمل على إضعافهم وإرهاقهم وتشتيت رأيهم، بل وتطاحنهم.. ماذا يريد العدو سوى استمرار النزف الداخلي في جبهتهم وتمزقها لكي لا يقووا على المطالبة بحقوقهم او لا يكون لمطالبتهم اي تأثير.. لا يهم موقف العدو مهما ارغى وازبد.. لأنه عاجز عن ان يفرق بينهما إن كانا على الوعي واليقين أقاما وحدتهما.. فما يعلنه حكام اسرائيل واجهزتها الأمنية لا خوف منه، فالشعب لا ينهزم بمواجهة عدوه، انما ينهزم ويذهب ريحه إن دبت فيه ريح الخلاف والصراع الداخلي.

وفي المنطقة العربية، في مصر وليبيا وتونس وسورية يقف النموذج الفلسطيني مثالا مهما وملهما.. فلئن كان حرب فلسطين هو الحرب، وسلمها هو السلم كما تؤكد حركة التاريخ في المنطقة، لأن فلسطين هي القلب والروح.. فإننا نعتقد ان مرحلة التعقل العربي خطت خطوتها الكبيرة بمصالحة مباركة على أرض فلسطين أدخلت الفرحة على قلوب العرب والمسلمين وأحرار العالم وشرفائه، وستجد هذه الروح سبيلها إلى الدول العربية المنكوبة بإفرازات الربيع العربي وتناطح التيارات وروح الإقصاء والتقاتل بين مكوناتها الثقافية والجهوية.. ستجد روح المصالحة طريقها إلى الإخوة المتنازعين في كل بلد عربي، لأن القراءة العميقة للمصالحة تقول أن لا أحد يستطيع أن يقصي أحدا، هذا بالإضافة أن الإقصاء عمل لا أخلاقي ولا وطني.. وفي الوقت نفسه فإن المصالحة هي عملية بالنتيجة تعني فشل الانقسام الثقافي والسياسي، وأن البلد للجميع، وانه على الجميع ان يجتهد للتعايش السلمي مع الآخرين في تكامل وتواد وتراحم..

هنيئا للفلسطينيين والعرب والمسلمين والأحرار والشرفاء بهذه المصالحة.. بهذه الخطوة الواعية على طريق الرشد والصواب نحو وحدة كريمة تشمل الأمة كلها وتنزع من صفوفها الغل.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2165355

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165355 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010