الاثنين 2 حزيران (يونيو) 2014

خياراتنا وخيـارات أعدائنـا للخروج من المستنقع

خارطة الطريق الوطنية الفلسـطينية الملحّة
الاثنين 2 حزيران (يونيو) 2014 par د. ربحي حلوم

من أجل تحرير الوطن والعودة إليه.
قدم شعبنا الفلسطيني كل ما في وسعه من نضالات وما يزال . لكننـــا ما زلنا بعيدين عن تحقيق أهدافه في العودة إلى فلسطين كل فلسطين؛ وما زالت قضيتنا حائرة عند مفترق طرق كثيرة التعرجات وعلى تقاطع حرج غامض الوجهات أوصلها إليه المرتدون المنخرطون في أوهام السلام المزعوم .
خاض شعبنا النضال المرير وسط آلاف من حقول الألغام ، فاستشهد عظام ورحل آخرون، وأسرأباة وانعتق آخرون ، بينما انخرط بعض من هؤلاء وأولئك في ملهاة السلام المزعوم . جربت جموع منا العمل من خارج الوطن وفي داخله . خاض الكثيرون من الأوفياء للوطن كل صنوف النضال والكفاح المسلح وخاض آخرون الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية. ومن تحت الرماد ما زلنا كطائر الفينيق وسنظل نخرج كالجمر المتوهج ، وسنبقى حاضرين في أذهان العالم كشعب له قضية حتى نعود إلى فلسطيننا كل فلسطيننا.
لقد حدد عدونا خياراته الاستراتيجية ومضى في تنفيذها ميدانياً مستغلاً وهن أمتنا وخنوع المنخرطين منا في ملهاة أوسلو ووهن السلطة العبثية المنبثقة عنها وارتمائها في أحضانه نحو المجهول...وتلخصت خياراته تلك فيما يلي :

* الخيارات« الإسرائيلية»:.

1. تكريس الاحتلال واستمرار وتيرة الوضع الراهن في غمرة الردة والانهيار العربيين مع الإبقاء على باب المفاوضات العبثية مشرعاً يرتاده (عشاقه ساعة يشاؤون) ، أو:
2. منح المناطق المحتلة حكما ذاتيا خدماتيا ، متبوعاً بانسحاب إسرائيلي من جانب واحد على غرار ما تم في قطاع غزة،مع الفارق في الخلفيات والدوافع، أو:
3. مواصلة التوسع والضم والتهويد أي ضم ما تبقى من الضفة ل(إسرائيل) وإحلال القانون الاسرائيلي فيها ، وتعميم مفهوم يهودية الدولة ، أو:
4. الاعتراف بدولــة “البانتوستانات الفلسطينية” تحت الهيمنة الإسرائيلية وفق طروحات جون كيري ، وليعطها الفلسطينيون الاسم الذي يشاؤون؛ دولة أو جمهورية أو إمارة أو مملكة أو امبراطورية مع الإبقاء على السلطة الفلسطينية القائمة كمظلة واقية ، أو:
5. احلال السيادة الإسرائيلية على المستوطنات والمعابر والأجواء وتسليم كل الباقي الى الاردن في إطار ما يسمى ب: الكونفدرالية الاردنية الفلسطينية، أو
6. الترحيل والتهجير واعتبار المتبقين مواطنين من الدرجة الثانية على غرار عرب الـ 48 الحاليين كموزاييك لديمقراطية الدولة المزعومة.
ويتلازم أي من الخيارات المذكورة مع ضرورة الإبقاء على السلطة الفلسطينية القائمة كمظلة واقية توفر له الأمن نيابة عن جيشه وتقيه من موجات الاحنجاج العالمية وتشكل جسر عبور له نحو العالم العربي .
وقد جاء تأكيد قادة الاحتلال الصهيوني على خياراتهم تلك على ضوء ما كشف عنه رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز، في مقابلة صحافية أجراها عشية ما يسميه الصهاينة بعيد الاستقلال، وهو أن رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، منع قبل ثلاث سنوات التوقيع على اتفاق توصل اليه مع الرئيس الفلسطيني ابو مازن بعد مفاوضات سرية استغرقت تسعة أِشهر، بتنسيق مع نتنياهو. وقال بيريز إنه أجرى المفاوضات مع أبو مازن في لندن وفي الأردن “وكانت لقاءات مكثفة تم خلالها تحقيق تقدم ملموس. (يديعوت أحرونوت- الوكالات - 15/4/2014م)”
وأضاف انه كان من المفروض في حينه ان يسافر الى عمان لتلخيص المفاوضات وتحقيق انطلاقة، وكان ابو مازن ينتظره في القصر الملكي كي يتم التوقيع على الاتفاق هناك ، ولكن قبل ساعة من سفر بيريز الى عمان اتصل به رئيس الحكومة نتنياهو وطلب منه تأجيل ذلك الى عدة أيام" (يديعوت أحرونوت- الوكالات من القدس المحتلة- 15/4/2014م)
وأضاف بيريز قائلاً: تخلت السـلطة الفلسطينية تماماً بموجب الاتفاق عن نصف الأراضي التي خصصت لهم في خطة تقسيم الأمم المتحدة في العام 1947، (وهي خطوة كان شيمون بيريز قد احتفى بها واعتبرها غير مسبوقة) فإنهم لا يطالبون بقدم مربع واحد من الأراضي الإسرائيلية وراء خط حدود 6حزيران (يونيو) 1967(المقطعة الأوصال). "
وها نحن اليوم في أعقاب الإجازة المرضية أو القيلولة المؤقتة لجولات جون كيري المســمومة، نصحو على واقع جديد تركنا وقضيتنا على مفترق طرق نبحث عن أية حلول يمكننا أن نمتلكها بعد أن ظن المرتدون الانهزاميون في صفوفنا أننا مجردون من الأوراق وفاقدوا القدرة على الخروج من مفترق الطرق وتجاوز المأزق الصعب ، فهل نحن كذلك؟
كلا وألف كلا... فشعبنا قادر على صنع المعجزات ، لأنه يمتلك الإرادة ويمتلك القدرة على الفعل، كما يمتلك الخيارات التي تمكنه من انتزاع حقوقه في وطنه التاريخي، ويمتلك الإرادة للعودة إلى صناعة التاريخ والوفاء لتراث الآباء ةالأجداد عبر خارطة طريق تمكنه من الانبعاث ... وتلمس خطواته على الطريق . وفيما يلي خارطة طريقنا المبتغاة للخروج من المستنقع الراهن الذي أوصلنا إليه صناع عار أوســـلو ورواد داليزها وأزقتها وشوارعها الخلفية.

*خياراتنا الفلسطينية:

أ و لاً: الوقف الفوري والنهائي للتنسيق الأمني وغير الأمني ولكل وسائل الاتصال وكافة أشكال المفاوضات مع الكيان الصهيوني باعتبارها الغطاء الذي وفر للاحتلال ديمومته وتوسعه ومكنه من تحقيق مخططاته في الضم والتهويد والاستيطان والمصادرة على امتداد أكثر من عشرين عاما عبثية حقق خلالها ما لم يحققه على مدى نصف قرن سبقها .
ثانيـاً: الحل الفوري للسلطة الفلسطينية بكل مؤسساتها باعتبارها حاجة إسرائيلية ملحة نصت خياراته على ضرورة بقائها كونها مشكلة بموجب مرسوم صادر عن الاحتلال طبقاً لاتفاقية العار المسماة “أوسلو” وباعتبار قيادتها القائمة خارج السياق النضالي الفلسطيني برمته ، وتفكيك أجهزتها الأمنية الساهرة على أمن العدو والقائمة بمهام محاربة المقاومين للاحتلال والحارسة له ولحدوده عبر تنسيقها الأمني معه ضد شعبها واللاجمة لإرادة المقاومين ضده ، حيث يشكل ذلك إرباكاً خطيرا لكل مخططات الاحتلال ودفعاً به نحو المجهول بعد أن كانت وفرت له شريكاً لا يقدر بُثمن،و يسّرت له توسيع استيطانه، وقيّدت عنه يد المقاومة النضالية المسلحة والشعبية على السواء، وحمت له جنوده ومستوطنيه في داخل الخط الأخضر وخارجه ببنادق فلسطينية/ أميركية، وأعفته من الكلف المادية والأخلاقية ووفرت له إدامة أمد المفاوضات التي حقق من خلالها معظم أغراضه وأهدافه وغاياته المذكورة
ثالثــاً:التخلص النهائي من الفصائلية والتشرذم والاحتراب الأرعن والتبعية والانصهار في بوتقة الإجماع المنضبط على إيقاع شعار واحد وحيد يتجسد في كلمتين لا ثالث لهما وهما: “تحرير فلسطين” وإعادة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني برمته في الوطن المحتل وفي الشتات بمخيماته ومهجريه ونازحيه ومغتربيه ، وعدم تهميش أو إقصاء أي من طاقات ابنائه وبناته وفتح المجال لهم جميعاً على السواء لمشاركتهم النضالية الجامعة وإسهامهم في العمل فوق الأرض وتحتها كل حسب موقعه وقدراته.
رابعـاً :المباشرة في تشكيل لجان مقاومة شعبية في كافة المدن والقرى والأرياف على غرار تلك التي رافقت الانتفاضتين الثانية والثالثة لتأمين الشقين الأمني والاجتماعي
خامساً: تشكيل لجنة حكماء من أبرز الوجوه الفكرية والمهنية والسياسبة والنضالية المجربة ذات التاريخ النظيف تحمل مسمى “حكومة منفى مؤقتة” محررة من قيود الاحتلال وضغوطه وإملاءاته وممارساته (مع استعداد شخوصها لتحمل تبعات الصمود والثبات) تتولى التحضير والدعوة لعقد مؤتمر وطني شعبي فلسطيني عام يضم كافة أطياف الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات ينبثق عنه لجنة تحضيرية تتولى إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني عن طريق الانتخاب الديمقراطي الحر على قاعدة التمثيل النسبي لكافة أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء تواجدهم ، بحيث يتولى المجلس الوطني المنتخب المذكور إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية آخذا في الاعتبار أن يضع على رأس أولوياته إعادة الاعتبار للميثاق القومي الفلسطيني الأساسي المقر في القدس عام 1964م ، وإعادة الاعتبار للمقاومة وللكفاح المسلح باعتبارهما القاعدة الأساس في مشروع دحر الاحتلال وكنسه.
سادسـاً: يشرع مجلس الحكماء المذكور بمسماه المقترح والمشكل من ذوي الطاقات الفكرية والنضالية المجربة والشبابية الخلاقة ذات التاريخ النضالي والمسلكي النظيف والذي يمثل كل أطياف الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات في صياغة برنامج عمل زمني ممنهج لتنفيـذ خطة الطريق المبينة أعلاه ووضع الاليات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف وبلوغ غاياته ووضعها موضع التنفيذ
سـابعا: كما يعلن المجلس المذكور عن اعترافه باتفاقيات جنيف للعام 1949م، ومطالبته بتنفيذ بروتوكول العام 1977 الذي يقضي بأن فلسطين دولة تحت الاحتلال حسب القانون الدولي، ما يعني تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة" وهو ما يقوض الموقف الرسمي الإسرائيلي الذي يزعم أن فلسطين هي أراض متنازع عليها وليست محتلة.
ثامنــاً : الإعلان عن التعبئة الشعبية باتجاه بعث انتفاضة عارمة دائمة وعصيان مدني.يكون الشعب الفلسطيني عمادها وينخرط الجميع في العمل النضالي المقاوم بكل أشكاله في الداخل والخارج وفي كل مكان يتواجد فيه فلسطينيون. وتحويل فلسطين كلها إلى أرض متصلة تحت الاحتلال ومشتعلة تحت أقدامه ومنتفضة في وجهه، بحيث يقود ذلك الخيار إلى الجذور التي تشكل الطريق الوحيد لإنهاء وجوده والكفيل بخلخلة أركانه تهيئة لدحره بالكامل وإفشالاً لكل مخططاته ومشاريعه الاستطانية والتهويد ية والأمنية والعسكرية .
تاسـعاً: إعادة القضية الفلسطينية إلى بعديها الجماهيريين العربي والإسلامي وحاضنتيها الدافئتين القومية والدينية.
عاشـراً: تتصدر اهتمامات عمل الحكومة المؤقتة المذكورة أولوية اعادة الاعتبار لكافة التعريفات التاريخية والحقيقية والواقعية لفلسطين والفلسطينيين كما وطي صفحة الاتفاقيات المسخ التي قزمت القضية واختزلتها إلى مجرد قن دجاج على مساحة 7.5 % من فلسطين التاريخية، أو 12.5% من الضفة: والعودة بها إلى الحقائق التاريخية التي تعرف فلسطين بأنها الأرض العربية التاريخية المحتلة بين البحر والنهر؛ والفلسطينيون هم كل أصحابها الذين قطنوها قبل العام 1948، والذين ظلوا فيها بعد ذلك أو هُجروا منها، وكل أبنائهم وأحفادهم المنفيين في الشتات والدوس على كل التغييرات الطارئة الدخيلة التي تضافرت جهود الآحتلال وأدواته على تحويلها إلى “حقائق على الأرض” مسنودة بمجرد أراجيفهم ودعم حلفائهم وعملائهم المرتدين
حادي عشـر:عقد مؤتمرات وطنية وإقليمية وقارية لكل الفلسطينيين والفلسطينيات في الداخل والخارج تتمثل فيها كل الشرائح،وانتخاب قيادات فاعلة تشارك في وضع استراتيجيات. العمل المطلوبة
ثاني عشرً:الشروع بتنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف عسكرية داخل الكيان مستمدة من تجارب وخبرات بدايات الثورة الفلسطينية في بواكير ونهايات الستينات في منأى عن التصادم مع الأنظمة العربية إلا في الحالات التي ترقى إلى لجوء الأخيرة إلى مستنقع التنسيق العسكري الذي يخدم العدو، وذلك لجعل المحتلين يسيرون مرتعبين في الشوارع المحتلة. الأمر الذي يؤول فيه وضع المحتل إلى أن يدفعه الخوف إلى لملمة حقائبه والعودة من حيث أتى واستوطن غيلة وقهرا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2180929

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع ربحي حلوم   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2180929 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40