الأحد 18 تموز (يوليو) 2010

«إسرائيل الكبرى»!

الأحد 18 تموز (يوليو) 2010 par زهير ماجد

بعدما أصبحت «إسرائيل» دولة عظمى في منطقة اختارت الضعف دفاعاً عن الذات، بدأت التفسيرات حول مفهوم حدود «إسرائيل» القائل «من الفرات إلى النيل». الماء هو تلك الحدود، والعلم «الإسرائيلي» يختزلها .. ظل المفهوم شائعاً وأصحابه يتربصون بالمنطقة وكأنها يجب ان تصبح من أملاكهم. يجاهر «الإسرائيليون» بأفكارهم ومطالبهم مهما استتر منها. رئيس وزراء «إسرائيل» السابق أيهود أولمرت اعتبر ان هذا الشعار قد انتهى، بمعنى ان ليس هنالك «إسرائيل» الكبرى. لكنه جال في قرارة نفسه ليجد ان دولته صار لها مقاييس الدولة الكبرى. ليست الكبرى بمعنى المساحة الجغرافية، وانما بالقدرة والدور والوظيفة. فـ «إسرائيل» تملك الثلاثة معاً. فهي الاقدر في المنطقة على خوض الحروب، ولديها الاستعدد الدائم لها وفي أي وقت، ومن تأثير ذلك انها أوجدت رعباً وليس مجرد خوف عادي، بل ان ثمة من ينقل هذا الاحساس من جيل الى آخر وخاصة في بلدان كبرى خاضت حروباً مع «إسرائيل» .. ثم انها أفهمت شعوباً عبثية قتال «إسرائيل» لأنها الفائزة دوماً في شتى أنواع الحروب وان ذلك قدر لامفر منه، فعلينا بالتالي تحاشيه بل الابتعاد عنه، بل ايضاً محاباة «إسرائيل» بشتى الطرق لنيل رضاها. ثم ان «إسرائيل» عرفت معنى دورها في المنطقة ومن ثم في العالم فجهزت وأمنت لذلك مظلتها السياسية والاقتصادية عبر أقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة، وصار لها في كل دولة أوروبية مرجعيات بل قوى لها نفوذها في السلطة وأمينة على مصالح «إسرائيل» أكثر أحياناً من بعض قادتها. واخيراً فان «إسرائيل» عرفت وظيفتها ومعناه في المنطقة، فاستجابت لتظلعاته وقدمت أداءً مثيراً في مفهومه فوضعت المنطقة تحت تأثيراته، وجعلتها تتناغم معها، حتى إذا ما انتصرت فكرة القطرية في الوطن العربي، ثم تبعثرت أكثر باتجاه الطائفية والمذهبية والعرقية، وصلت «إسرائيل» إلى مبتغاها، وما طرح مفهوم «الدولة اليهودية» سوى النتيجة الحتمية للواقع الذي بلغته المنطقة والذي يستوجب التعريف بالقوة الأكبر التي عليها أن تسود أمام بعثرة الجمهور الذي يقابلها.

يعتقد «الإسرائيلي» ان مفهومه لـ «إسرائيل» الكبرى لايخص فقط التمدد الجغرافي لدولة لم تعين حدودها حتى الآن، بقدر مايعني الوصول إلى الكفاءة التي حققهتا القدرة والدور والوظيفة، الأمر الذي يعني نجاح فكرة «إسرائيل الكبرى» دون أي تعب او مجهود عسكري انفلاشي لايمكن تحقيقه في ظل العدد «الإسرائيلي» المحدود، لكنه تحقق عبر حروبها التي صنعت حضورها المؤثر في النفوس، اضافة الى انها وصلت الى الفرات عبر الجيش الاميركي، في حين انها حققت من خلال معاهدة كامب ديفيد واقعية هي الأهم في تاريخ نشوئها بتحييد أكبر دولة عربية وإسلامية عن الصراع معها.

ومع ذلك لم تزل «إسرائيل» التي وصلت إلى هذا المبتغى تنظر بعين عدم الرضا عما وصلت اليه لأن ثمة خروقاً في المنطقة لايأمن لها بال، وان جل تفكير جهابذتها منصب على كيفية الخروج من هذا الواقع الذي تريد كسره وتجاوزه بكافة السبل المتاحة التي يفترض بالمنطق الطبيعي ان لايتاح على المدى المنظور.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2166096

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2166096 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010