الأحد 18 تموز (يوليو) 2010

هل كانت حركة «فتح» مغامرة كبرى؟ (1/3)

الأحد 18 تموز (يوليو) 2010 par حسن خليل

يوم كنا - أوائل الستينيات - ندعو أبناء شعبنا للانضمام إلى حركة تحرير فلسطين (فتح) لم نكن مميزين عن غيرنا في الحركات والمنظمات الأخرى؛ ذلك لأننا كنّا جميعاً - قرابة ثلاثين تنظيماً - ننادي بنفس الأفكار والأهداف والمبادئ، وكان اسم «فلسطين» هو القاسمَ المشتركَ بيننا جميعاً.. يومذاك لم يكن أيّ تنظيم يحظى بعدد أكبر من الأتباع والأنصار، وكان الخوف من بطش الأنظمة البوليسية يسكن في نفوس أبناء شعبنا، مما جعل عدد الأعضاء الذين ينتمون إلى تلك المنظمات قليلاً جداً بالقياس إلى عدد أبناء شعبنا رغم أن مبادئنا كانت براقة وجذابة..

فكلنا كنا ننادي بضرورة أن يكون أبناء فلسطين هم رأس الحربة في أيّ عمل عربي يهدف إلى خوض معركة التحرير، وأنه يجب أن نكون في الطليعة، وأن نمسك بزمام القضية بأنفسنا؛ لأن فلسطين حين ضاع 22,5% من مساحتها عام 1948 كان العمل من أجل الدفاع عن عروبتها وأرضها ومقدساتها تحت قيادة غيرنا، وإن كانوا أشقاء، إلا أنهم كانوا في معظمهم خاضعين لسيطرة الدول الاستعمارية أو دائرين في فلكها.. وكانت تجربة تحرير الجزائر ماثلة للعيان (يوليو / تموز 1961) فأردنا أن نحذو حذوها، فارتفع شعار : أهل مكة أدرى بشعابها.. وما حكّ جلدك غير ظفرك.. وانفردت حركة «فتح» بهذا الشعار الذي ميزها عن غيرها، وإن كان سبباً لجلب المتاعب والشبهات لها في تلك المرحلة، من مثل :

- «فتح» تابعة لحلف «السنتو»، وتهدف إلى توريط نظام جمال عبد الناصر في معركة غير متكافئة لتدمير مشروع البناء الاشتراكي.

- «فتح» صنيعة الرجعية العربية بزعامة السعودية وإمارات الخليج؛ لتحرج النظام التقدمي، وتنحرف به إلى مسار عدمي يفقده القدرة على مواجهة النظام الرجعي العميل.

- «فتح» تريد أن تجهض عملية الاستعداد لتحرير فلسطين قبل أن يحين أوانها.

- هل يمكن أن يصدق إنسان بأن القنابل الصدئة والبنادق البدائية قادرة على مواجهة طائرات «إسرائيل» وصواريخها ودباباتها المتطورة؟

وحين قررت القمم العربية، خاصة قمتا القاهرة (13/1/1964) والإسكندرية (سبتمبر1964) إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، خاصة جيش التحرير الفلسطيني، وتنظيمها الشعبي، مما أدى إلى إشاعة روح الانقسام ومشاعر الكراهية بين بعض الدول العربية والمنظمة الوليدة بزعامة المناضل الكبير أحمد الشقيري وحملات التحريض المضادة ما بين تلك الدول وشقيقات أخرى.. حينذاك قررت قيادة «فتح» أن تحرج الجميع، وتضعهم أمام أمر واقع، خاصة القيادة العربية الموحدة بقيادة الفريق أول المصري علي علي عامر.

فأعلنت في ليل الفاتح من عام 1965 (1يناير 1965) انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة بقيادة قوات العاصفة (وهو اسم لم يكن قد طرح من قبل ليشكل سترة واقية من احتمالية قيام عملية ردّ فعل قوية من الدول العربية).. يومذاك انبهرت جماهير شعبنا الفلسطينية خاصة في المخيمات بشعار : أيها الغزاة الصهاينة.. قوات العاصفة مرت من هنا.. وإنها لثورة حتى النصر.. وبدأ عدد الشبان المقبلين على حركة «فتح» بعد أن تم الإعلان عن اسمها الحقيقي دون الإفصاح عن أسماء قادتها.. بدأ العدد يتضاعف.. فالجماهير المشردة مسكونة بحلم التحرير والعودة!!

ثم كانت كارثة 5 يونية /حزيران/ 1967 وضياع ما تبقى من فلسطين، ومعه كل سيناء المصرية، والجولان السورية، وتهافتت الجماهير على حركة «فتح»، خاصة بعد معركة الكرامة (21/3/1968)، وتسابقت المنظمات الفلسطينية إلى تبني عقيدة الثورة المسلحة، متناسين ما كانت تطلقه ضد حركة «فتح» من شبهات واتهامات.. ليبدأ فصل آخر في مسيرة الثورة المسلحة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165653

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165653 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010