الجمعة 23 أيار (مايو) 2014

أولويات “حقل لفيتان” إقليمية : فشل صفقة مع شركة أسترالية

الجمعة 23 أيار (مايو) 2014 par حلمي موسى

بعد شهور من المفاوضات المكثّفة بين “شراكة حقل لفيتان” (كونسورتيوم) وشركة “وودسايد” الأسترالية، جرى، أمس، إعلان إبطال الصفقة لشراء ربع امتياز الحقل بقيمة 2,7 مليار دولار. ويكشف هذا الإبطال صعوبة إنجاز الصفقة التي كانت ترمي لضخ دماء دولية في قطاع« الغاز الإسرائيلي» لأسباب اقتصادية وسياسية على حد سواء. فانضمام الشركة الأسترالية كان يعني تصدير قسم من الغاز إلى جنوب شرق آسيا، في حين أنّ المصلحة الإسرائيلية والأميركية تريد بيع الغاز لكل من تركيا ودول عربية لأسباب إستراتيجية

وفي بلاغ نشر في أستراليا أمس، أعلن مدير عام شركة “وودسايد” الأسترالية بيتر كولمان أنّ الاتصالات مع “شراكة لفيتان” والتي بدأت في نهاية العام 2012 وصلت إلى طريق مسدود ولم تحقق الغاية المرجوة. وأضاف أنّ “الجانبين عملا بدأب كبير للتوصل إلى نتيجة تكون مقبولة من الناحية الاقتصادية، لكن بعد شهور طويلة حان الوقت للاعتراف بأننا لن نصل إلى هناك في الظروف الحالية”.

وفي أعقاب هذا البلاغ، أعلنت شركة “نوبل إنرجي”، وهي الشريك الأكبر في “حقل لفيتان”، ما يؤكد فشل الاتصالات وانسحاب “وودسايد” من الصفقة. وأظهر بيان “نوبل إنرجي” أنّ السبب المركزي لفشل الاتصالات هو الخلاف المبدئي حول أولويات تطوير الحقل. ومعروف أن “وودسايد” متخصصة في تطوير منشآت تسييل وبيع الغاز السائل لزبائن في الصين واليابان. ولكن شركة “نوبل إنرجي” وشريكتها الإسرائيلية “ديلك” لا تريدان إنشاء محطة تسييل غاز إلا في المرحلة الثانية بعد أن ينهي الحقل تلبية السوق المحلي «الإسرائيلي» وأسواق الدول المجاورة، وخصوصا مصر والأردن وتركيا وقبرص.

وأكد مدير عام “نوبل إنرجي” تشارلز ديفيدسون أنه منذ بدأت الاتصالات قبل عامين مع الشركة الأسترالية طرأت تغييرات جوهرية على خطط تطوير الحقل. وأشار إلى أن ظهور الأسواق في دول مجاورة «لإسرائيل» يمكنها أن تستقبل الغاز في أنابيب دفع بمشروع تسييل الغاز إلى المرحلة الثانية من تطوير الحقل. وقال ديفيدسون إنه “برغم عدم نجاحنا في التوصل إلى تفاهمات مع وودسايد فإننا سنواصل التقدم مع شركائنا ومع حكومة إسرائيل في خطط تطوير هذا الحقل، العالمي، لصالح أصحاب الأسهم”.

ومع ذلك، عاد المتحدث باسم “وودسايد” ليؤكد أنّ شركته مستعدة للعودة للبحث في مستقبل شراء جزء من حقل “لفيتان” إذا “تغيرت شروط الاستثمار الحالية بشكل جوهري”. وكان مدير عام “وودسايد” قد أعلن في الماضي خيبته من تركيز خطة تطوير “حقل لفيتان” على إنشاء أنبوب للأسواق المحلية بدل تطوير منشأة تسييل لتصدير الغاز إلى شرق آسيا.

وبموجب مذكرة التفاهم التي أبرمت مطلع العام الحالي، تعهدت “وودسايد” بدفع مبلغ 2,7 مليار دولار لـ“شراكة لفيتان” مقابل 25 في المئة من الحقل، على أن تدفع 1,3 مليار دولار فوراً والباقي وفق جدول تطوير الحقل.

وبحسب بيان “نوبل إنرجي”، فإن تطوير “حقل لفيتان” سيبدأ مع نهاية العام الحالي في حين يتوقع بدء ضخ الغاز من الحقل خلال العام 2017. ومن المتوقع أن يضخ الحقل في المرحلة الأولى 1,6 مليار قدم مكعب يوميا عبر منشأة عائمة بهدف تزويد قطاع الطاقة في إسرائيل والدول المجاورة. وفي المرحلة الثانية يتوقع إنشاء محطة تسييل غاز عائمة.

غير أن وراء الأكمة ما وراءها. فمن ناحية اقتصادية تطمح الشركات «الإسرائيلية» في تحقيق مكاسب سريعة عبر ضخ الغاز للسوق« الإسرائيلي» وللأسواق العربية وهو أمر لا يتطلب استثمارات كبيرة. وقد نجحت شركتا “ديلك” و“أفنير” مؤخرا في تجنيد 2 مليار دولار من البورصة لتمويل تطوير “لفيتان”. وهذا المبلغ يسمح لشركاء “لفيتان” بمرونة تمويلية والبدء في تصدير الغاز من دون اقتسام الكعكة مع شركاء آخرين.

وكان الخلاف الأساسي بين “وودسايد” «والحكومة الإسرائيلية» بسبب الضرائب الكبيرة التي تفرضها على استخراج الغاز والقيود التي وضعتها على حرية تصديره. ولكن إلى جانب ذلك، هناك الاتفاقات التي أبرمتها شركات إسرائيلية مع الأردن والسلطة الفلسطينية لتزويد شركات الكهرباء فيهما بالغاز. ولكن لا يقل أهمية عن ذلك اتفاق “شراكة لفيتان” المبدئي مع اتحاد شركات أجنبية يعمل في مصر “Union FenosaGas” لتصدير كميات كبيرة من الغاز لتشغيل منشأة تسييل عائمة قبالة شاطئ دمياط المصري.

تجدر الإشارة إلى أنّ الإدارة الأميركية تحاول ممارسة “ديبلوماسية الغاز” لتطوير العلاقات في حوض البحر المتوسط ولممارسة الضغط على روسيا. ولهذا السبب فإن مبعوثاً أميركياً خاصاً يحاول حل الخلاف القائم بين لبنان وإسرائيل على مثلث مائي حدودي قبالة الناقورة. كما تحاول الإدارة الأميركية عبر نائب الرئيس جو بايدن حل الخلاف بين قبرص وتركيا حول حقول الغاز والتنقيب في البحر. وتريد أميركا من «إسرائيل» العمل على ضخ الغاز إلى أوروبا عبر تركيا لإضعاف الهيمنة الروسية على أوروبا في مجال الطاقة.

وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وصل إلى قبرص، أمس، في زيارة يتضمن جدول أعمالها، إضافة إلى متابعة “عملية السلام” لتوحيد الجزيرة، مباحثات في ملف الطاقة خصوصاً بعد اكتشاف حقول غاز كبرى قبالة السواحل القبرصية ما لفت أنظار الاتحاد الأوروبي الذي يسعى لتقليص اعتماده على الغاز الروسي.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 84 / 2166019

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2166019 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 28


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010