الجمعة 23 أيار (مايو) 2014

“الحكومة”الفلسطينية المنتظرة

الجمعة 23 أيار (مايو) 2014 par محمد عبيد

حكومة التوافق الفلسطينية باتت عنواناً رئيسياً يومياً في معظم وسائل الإعلام سواء الفلسطينية منها أو الدولية، لكن المتداول حولها يبقى حبيس عنصرين هما الشكليات والمواعيد، الشكليات متمثلة بتشكيل الحكومة وعدد الوزراء بعد التسريبات عن أن رئيسها سيكون رامي الحمدالله، والمواعيد المتعلقة بمهلة الأسابيع الخمسة التي وضعت عند توقيع ما بات يعرف باتفاق “الشاطئ” لإنهاء الانقسام .
أسهم ترتفع وأخرى تنخفض، وبورصة الترشيحات لا تنفك تأتي كل يوم بجديد، لكن ذلك كله لا يتعدى الحاجة المرحلية إلى إنهاء الانقسام وتثبيت الوحدة، ومن ثم الانطلاق نحو عملية ديمقراطية جديدة من خلال انتخابات عامة رئاسية وتشريعية، ويبدو آخر ما يتم الالتفات إليه سواء في التصريحات الرسمية وغيرها من نقاشات الساسة والمسؤولين أمر في غاية الأهمية والخطورة يتمثل في إيجاد استراتيجية مواجهة شاملة للاحتلال .
لعل هذا الأمر المغيّب عن النقاشات ووسائل الإعلام مرتهن لإرادة سياسية تمثلها السلطة الفلسطينية، التي قد ترى إمكانية ولو كانت معدومة لاستئناف مفاوضات التسوية، مع أن المؤشرات جميعها تشي بالعكس، وتصريحات قادة الحرب في كيان الاحتلال والتوسع لا تتوقف عن التأكيد مراراً وتكراراً على نعي التسوية بزعم عدم وجود الشريك تارة، وبدعوى إقدام الفلسطينيين وتحديداً الرئيس محمود عباس على المصالحة مع “حماس” تارة أخرى .
استراتيجية المواجهة الشاملة هي العنصر الأهم والغائب عن النقاش المستمر، مع أنها بالتأكيد الأمر الأكثر جدارة بالبحث والدراسة، وهي المشروع أو لنقل “البيان الوزاري” الذي يجب أن تتم بناء عليه المصادقة على حكومة التوافق الفلسطينية، كون هذه الحكومة - كما هو مفترض - ستشكل خدمة لأمرين، الأول تثبيت عرى الوحدة والتحضير لمرحلة جديدة على المستوى السياسي الداخلي، والثاني إيجاد حلول ووسائل لدعم صمود الفلسطينيين أمام آلة الضم والدمار والقتل والحصار “الإسرائيلية” .
هجمات الاحتلال ومستوطنيه المتطرفين تتصاعد، ومخطط تهويد القدس وحرمها ومحيطها مستمر، والتوسع الاستيطاني يرفد كل يوم تقريباً بمزيد من الدعم على مستويات التمويل والتخطيط والتنفيذ، وردود الفعل “الإسرائيلية” والسياسات التي سينتهجها الكيان في المستقبل القريب بعد تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية، لن تكون إلا المزيد من التصعيد والحصار، وحملة دولية شعواء ضد “أعداء السلام” الفلسطينيين، والولايات المتحدة كشفت أوراقها فرئيسها باراك أوباما يزعم أنه يريد ترك عباس ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو “يعانيان” عواقب أفعالهما، والواضح بالتأكيد أنه يريد ترك الحبل على الغارب للأخير، ووضع الأول تحت ضغوط كثيرة وشديدة .
الحكومة الفلسطينية ستكون معلنة قبل الخميس المقبل، بعد التوافق على رامي الحمدلله على رئاستها حسب إعلان أحمد يوسف القيادي الكبير في حركة “حماس” ومستشار رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، وأسماء المرشحين أصبحت بين يدي عباس لاختيار التشكيلة، التي لن تضم أياً من وزراء “حماس” .
الموعد بات قريباً جداً، لكن تبعات التوجه الفلسطيني وردود الفعل عليه على المستوى “الإسرائيلي” بدأت بالفعل منذ زمن، وستشهد تصعيداً، وهذا ما يوجب بالضرورة سرعة التوافق على استراتيجية مواجهة شاملة، بالتزامن مع تشكيل الحكومة، توضع من خلالها السيناريوهات المتوقعة، وتطوّر أدوات الصمود، ويتم تحضير المستوى الشعبي للتعاطي مع التطورات والضغوط، وإلا فإن الحكومة المنتظرة لن تكون إلا مجرد بنية شكلية غير قادرة على الإنجاز، وفي هذا من الخطورة الكثير، وعلى مختلف المستويات .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165561

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

34 من الزوار الآن

2165561 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 34


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010