أؤكد كثافة المشاركة الفلسطينية في إحياء الذكرى ال 66 للنكبة، في الداخل الفلسطيني والشتات حول العالم، من خلال المسيرات والاعتصامات، أن هذا الشعب مصمم على العودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس، على الرغم من عنجهية ونرجسية الكيان الصهيوني، وإجراءاته غير المسبوقة لتكريس احتلاله، ومحاولاته المستميتة لشطب كل ما يمت لعروبة فلسطين بصلة، وآخرها مطالباته المتكررة بالاعتراف بما يسمى “يهودية الدولة” .
الشعب الفلسطيني، الذي يؤكد مراراً أن العودة حق مقدس كفلته المواثيق والقرارات الدولية، ويرفض التنازل عنه تحت أي ضغط أو مغريات، متشبث بمواصلة نضاله حتى تحرير كل شبر من فلسطين وإنجاز أهدافه الوطنية وإنهاء تشرده الذي تسببت به جريمة العصر، ويدرك تماماً أن العودة حق فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم، وأن لا أحد يستطيع المس به، وأنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار، من دون أن يستعيد كامل حقوقه الوطنية المغتصبة بعد أن تآمرت عليه كل قوى البغي والطغيان .
مفاتيح المنازل القديمة التي لا يزال يحتفظ الفلسطينيون بها، والأعلام السوداء الخاصة بحق العودة، تثبت أنه مهما تكالبت أمم الأرض ضد هذا الشعب المكافح وألحقت به النكبات، فإنه لن يتنازل عن حقوقه الثابتة وتقرير مصيره، وأنه ماض في كفاحه البطولي وصموده الأسطوري حتى يمحو آثار هذه المأساة، التي نجمت عن وعد بلفور المشؤوم، ويحقق مبتغاه في وطن حر كريم، مهما طال الزمن أو قصر .
المجتمع الدولي مطالب بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يئن تحت وطأة الاحتلال، ومطالب بتمكينه من الحصول على كامل حقوقه الوطنية المشروعة، وفي المقدمة منها حق العودة إلى دياره التي شرد منها عام 1948 وتقرير المصير وإنهاء المأساة المتواصلة التي يعيشها في كل بقاع الأرض ومخيمات اللجوء .
ما يزيد أهمية حق العودة، الجهود المبذولة لترتيب البيت الداخلي، وإنجاز المصالحة الوطنية وإعادة اللحمة بين مكونات الشعب الفلسطيني، وقضية الأسرى في سجون الاحتلال، وفي المقدمة منهم الأسرى الإداريون ممن يواصلون خوض معركة الأمعاء الخاوية، رفضا لسياسة الاعتقال الإداري .
حان الوقت لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لتحقيق طموحات شعبه ومواجهة أصعب وأشرس هجمة في تاريخ قضيته بموقف موحد، لأن الإرادة الفلسطينية مرتبطة على الدوام بالحق، والشعب الفلسطيني رغم كل ما يتعرض له من حصار ومحاولات اقتلاع سيصمد، وسينتزع حقوقه في الحرية والاستقلال وسيرحل المحتلون في نهاية المطاف، لأنهم ليسوا أصحابها ولا أهلها مهما فعلوا .
قدم الشعب الفلسطيني تضحيات جسيمة مكنته اليوم من أن يرسم لنفسه مكاناً على خارطة السياسة الدولية ويستمر في هذا الجهد حتى تصبح فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وإيجاد حل لقضيته العادلة، التي يحاول عدوه المراوغة في المفاوضات وإفشالها بتكثيف الاستيطان وتسريع عمليات تهويد ما تبقى من الأرض المحتلة، ولعل المصالحة وتوحيد الفصائل هو الرد العملي المناسب للخطوات العدوانية الصهيونية، لأنها أهم وأبرز العناصر التي تحافظ على شعلة النضال الفلسطيني متقدة للوصول إلى تحقيق أهدافه المشروعة .
الأربعاء 21 أيار (مايو) 2014
المصالحة رداً على النكبة
الأربعاء 21 أيار (مايو) 2014
par
أحمد مصطفى علي
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
27 /
2177396
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
17 من الزوار الآن
2177396 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 21