السبت 17 تموز (يوليو) 2010

السلطة الفلسطينية.. اختراع «إسرائيلي» عبقري!

السبت 17 تموز (يوليو) 2010 par د. عدنان بكرية

قبل فترة كتب المحلل «الإسرائيلي» (عكيفا الدار) بأن السلطة الفلسطينية اختراع عبقري وصنيعة «إسرائيلية»! اختراع أمريكي على مقاس «إسرائيلي» وفعلاً فمنذ رحيل ياسر عرفات بدأت «إسرائيل» توظف هذا الاختراع العبقري لخدمتها وخدمة مصالح الاحتلال وبوجود السلطة أعفت «إسرائيل» نفسها من مسؤوليات أمنية واقتصادية عديدة .. فهي لم تعد بحاجة للتواجد الأمني المكثف في الضفة… فأجهزة السلطة تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه.. تطارد المناضلين وتعتقلهم… ولم تعد بحاجة للتواجد العسكري المكثف لان السلطة الفلسطينية تقوم بهذه المهمة فهي تقمع المظاهرات وتحرس حدود «إسرائيل» من تسلل «الإرهابيين»! ولا تبخل بإيصال المعلومات للأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» تحت ستار التنسيق الأمني!

يا للعار!

عندما تتحول السلطة إلى عبء على الشعب ويبلغ حدود التعاون مع المحتل درجة التآمر على مصالح الشعب والوطن فمن الواجب أن تنتفض القوى الشعبية لعزل السلطة فنحن لسنا بحاجة لسلطة أصبحت عبئاً على الشعب وقضيته تُشَوه سمعة الشعب وقضيته دون رادع.

عندما تتحول السلطة إلى أداة بيد الاحتلال وتوظّف لحماية مصالحه وعلى حساب الشعب المضطهد فيحق لهذا الشعب أن ينتفض..فتنظيف البيت الداخلي هي المهمة الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت وهذا التنظيف يجب أن يشمل كل العناصر التي تواطأت وتعاونت مع المحتل وما زالت تتعاون وتتآمر مستخفة غير آبهة بعقول البشر.

عندما يصبح دم الشهداء سلعة للمقايضة في البازارات التصوفية فعلى الشعب أن لا ينتظر أكثر لأن مستقبله ومصيره بات مهدداً وقضيته في طريقها إلى التصفية فيما لو صمت على ما يحصل. فهل سيمرر شعبنا هذه الخطيئة دون حساب؟! وهل سيصمت على استباحة حقوقه وقضيته من قبل السلطة الفلسطينية أم انه سيستعيد مجد الماضي ويثبت انه وبحق شعب الجبارين.

يا للعار

شهداء غزة لا يساوون إلا شركة هواتف نقاله! في زمن الردة والعهر والخيانة.. وغزة التي زنّرت خاصرتها بالألغام دائماً، ليس حباً بالموت بل دفاعاً عن كرامة الشعب تباع بابخس الأثمان ارضاءا للمحتل الغاصب وارضاءاً لأسياد السلطة .. إن الصمت على فعلتهم خيانة لشهداء شعبنا جميعاً.

لا احد منا ينكر بأن السلطة شوهت سمعة الشعب الفلسطيني التي رسمها بالدمع والدم .. تلك الصورة الصافية النقية التي شدت العالم تجاهها متعاطفاً مع قضيتنا وحقنا بالتحرر .. لكن ما حصل في الأيام الأخيرة جعل العالم لا يبالي إزاء قضيتنا وحقنا! وجعله يسخر منا .. كل ذالك بفضل السلطة الفلسطينية التي فقدت كرامتها الوطنية والأخلاقية أيها الماضي! لا تغيِّرنا… كلما ابتعدنا عنك! أيها المستقبل : لا تسألنا : مَنْ أنتم؟ وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف ايها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل.. يا للعار!

أن تقف السلطة مع المعتدي وتؤمن له غطاءاً سياسياً لارتكاب جرائمه ولا تكتفي بهذا بل تحاول فلسفة فعلتها وتبريرها وإلقاء المسؤولية على الغير … لم يشهد التاريخ «قيادة» ثورة وقفت ضد أبناء الثورة مؤازرة المحتل مؤمنة له زورق نجاة من المساءلة الدولية!

لم يشهد التاريخ مثل هؤلاء .. الإعلام «الإسرائيلي» يرقص فرحاً ويثني على دور السلطة… كيف لا فهي التي أنقذتهم من الحصار الدبلوماسي الذي تواجدوا فيه.. وكيف لا يحصل ياسر محمود عباس على كل الامتيازات من المحتل .. كل ذالك مقابل التنازل عن حق شهداء غزة .. لقد ماتت الكرامة وفقد الإحساس .. وفعلاً وكما قال (عكيفا الدار) السلطة اختراع عبقري.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 64 / 2181151

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181151 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40