الأحد 11 أيار (مايو) 2014

مخاوف من «إرهاب يميني» تسبق زيارة البابا للأراضي المحتلة

الأحد 11 أيار (مايو) 2014 par حلمي موسى

تزايدت التقارير في الصحف «الإسرائيلية» حول الخشية من قيام جهات يمينية ليس فقط بمحاولة تخريب زيارة البابا فرنسيس المقررة نهاية الشهر الحالي إلى الأراضي المقدسة وإنما أيضا بممارسة الإرهاب ضده. وكانت «هآرتس» قد نشرت تقريرا يتحدث عن مخاوف الشرطة وجهاز «الشاباك» من محاولات جهات يمينية يهودية بتخريب الزيارة. ولكن «يديعوت أحرنوت» نشرت، أمس، أنباء تتحدث عن خشية من توسع موجة عمليات «شارة سعر» أثناء زيارة البابا باستهداف الكنائس المسيحية.
ومعروف أنّ الأسابيع الأخيرة شهدت تنامي استهداف جماعات يهودية متطرفة لمنشآت عربية إسلامية ومسيحية في أنحاء مختلفة من الأراضي المحتلة العام 1948. وكانت هذه الجماعات التي تعمل تحت شعار «شارة سعر» قد قامت بحرق مساجد وتخريب أماكن مقدسة وكتابة شعارات معادية للمسلمين وللمسيحيين وللعرب على الجدران. وبرغم اتساع نطاق هذه الظاهرة التي تدخل في نطاق «جرائم الكراهية» إلا أنّ الشرطة الإسرائيلية تكاد لا تعثر على أثر للقائمين عليها. ويعرف الجميع أن عدم اعتقال هؤلاء وتقديمهم للمحاكمة لا ينبع من عجز في التعرف عليهم بقدر ما ينبع من رغبة في تشجيعهم. ووجد البعض مؤخرا في تنامي كراهية هذه الأوساط للجيش الإسرائيلي فرصة لمحاولة تصنيفهم كجماعات إرهابية إلا أن هذه المحاولة فشلت.
وفي كل الأحوال، فإنّ الشرطة «الإسرائيلية» ترى، وفق «يديعوت»، أنها لا تملك معلومات ملموسة حول جرائم كراهية يخطط لها متطرفون يهود أثناء زيارة البابا ولكن لديها تقديرات. وتتحدث التقديرات عن أن ناشطين يهودا متطرفين سوف يستهدفون كنائس وأديرة وخصوصا في القدس والناصرة في إطار «موجة الإجرام القومي». ونقلت عن ضباط في الشرطة قولهم «لا شك عندنا في أن زيارة البابا يمكن أن تشكل حافزا لجرائم قومية ضد رمز المسيحية. فهذه الجرائم تتجه أيضا ضد الرموز الإسلامية مثل ما هي ضد الرموز المسيحية». وأصدرت الشرطة «الإسرائيلية» تعليمات لرجالها بزيادة اليقظة قرب الأماكن المقدسة للمسلمين وللمسيحيين على حد سواء أثناء زيارة البابا. ونقلت «هآرتس» عن جهات في الشرطة قولها إنّ تركيز الحماية سيتم في مدن مثل اللد والرملة ويافا فضلا عن القدس والناصرة.
وقد اضطر المسؤول في الفاتيكان عن الأماكن المقدسة للمسيحية في فلسطين للإعراب عن قلقه من التقارير حول احتمالات تزايد جرائم الكراهية ضد المسيحيين. كما وجه العديد من رجالات الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة انتقادات للحكومة الإسرائيلية لعجزها عن مجابهة أعمال الكراهية ضد المؤسسات المسيحية.
وجاء في بلاغ أصدره حارس الأراضي المقدسة من البعثة الفرنسيسكانية الأب بيير باتيستا بيتسابالا «أننا بتنا في الأيام الأخيرة شهود على تواصل مقلق لعمليات عنف موجهة ضد الأماكن المقدسة للمسيحية تترافق مع تحريض ضد الكنيسة ورجالها والفاتيكان ... وتتضمن هذه الأعمال تهديدات بل وأضرارا مادية بالأماكن المقدسة وبالسكان المسيحيين أنفسهم. ويصعب عدم أخذ الانطباع بأن التصعيد في هذه النشاطات وثيق الارتباط بالزيارة القريبة للبابا».
وأشار البلاغ إلى ما نشرته «هآرتس» قبل يومين، وقال إنّ «الحارس يتابع بقلق ما نشر مؤخرا بشأن تقديرات الشرطة «الإسرائيلية» والشاباك، بأن جماعات متطرفة قد تحاول المساس بالأماكن المقدسة للمسيحية في «إسرائيل» وبالسكان المسيحيين في هذه الأماكن، قبيل وأثناء زيارة البابا فرنسيسكو (فرنسيس) «لإسرائيل» في نهاية الشهر. ونحن ندعو كل الجهات في «دولة إسرائيل»، بمن فيها جهات فرض القانون، للعمل بشكل عاجل ضد هذه الجهات المتطرفة، وضمان السلامة العامة والحفاظ على الأماكن المقدسة للمسيحية في البلاد».
وأشار تحليل نشر في «هآرتس» إلى أن قادة الكنيسة الكاثوليكية في فلسطين لم يتفاجأوا بما نشرته «هآرتس» عن تقديرات الشرطة و«الشاباك» وهم يقولون إنّ ذلك متوقع بسبب غياب الردع من جانب السلطات وعزم ناشطي اليمين على بث الكراهية ضد المسيحيين خصوصا وكل من ليس يهوديا على وجه العموم. ونقلت الصحيفة عن مستشار كبير في الكنيسة مقرب من الفاتيكان، هو وديع أبو نصر، قوله إنّ «قادة الكنيسة سبق وحذروا من عواقب هذه الأحداث على منظومة العلاقات بين الكنيسة والمسيحيين من جهة وبين سلطات الدولة وعلى منظومة العلاقات بين كل مواطني الدولة من جميع الطوائف. إننا نعيش حاليا أجواء إرهاب وفقط سلطات الدولة هي المفترض أن تعالج ذلك، ففي نهاية الأمر لن يقع الضرر فقط على المسيحيين، وإنما سوف تتضرر مكانة «إسرائيل» أمام الأسرة الدولية».
ومع ذلك، أكد أبو نصر أن لا تغيير على جدول زيارة البابا برغم أن ما يجري في إسرائيل غريب من وجهة نظره. وأضاف أن «الغريب في نظرنا هو أنه في دول كثيرة في العالم، عشية زيارة هامة مثل زيارة البابا، يركز الرأي العام على شخصية الزائر ومآثره، لكنهم في «إسرائيل» يركزون على تهديدات جهات متطرفة للمس بجدول وأجواء الزيارة، برغم أن البابا يصل إلى الأرض المقدسة حاملا رسالة السلام والأخوة بين كل الشعوب والأديان».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2165786

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165786 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010