الأحد 11 أيار (مايو) 2014

اليرموك وزياد أبو شاويش

الأحد 11 أيار (مايو) 2014 par علي بدوان

عبد الرزاق أبو شاويش أو بالإسم الحركي (زياد أبو شاويش) فلسطيني (قُح)، ويرموكي حتى النخاع، إبنُ بلدة (برقة) قضاء يافا المُحتلة عام 1948، واللاجىء لقطاع غزة، ومنها في رحلة دياسبورا المنافي والشتات.
رحل زياد أبو شاويش يوم التاسع من أيار/مايو 2014 مودعاً دنياً الوجود بشكلٍ مفاجىء، صاعداً نحو ملكوت السماوات عند ربٍ غفورٍ رحيم، بعد عمر مديد أضناه في معتركات الحياة التي لم تترك فلسطينياً واحداً دون أن تُثقله بكواهلها وأعبائها.
رحل زياد أبو شاويش، الذي عشق فلسطين، ومعها مخيم اليرموك وأهل اليرموك وفلسطينية سوريا، بالرغم من قدومه المتأخر نسبياً لليرموك، بعد رحلاته الطويلة الممتدة من مصر والأردن ولبنان وغيرها من دياسبورا المنافي.
أروع مافي زياد أبو شاويش روحه المرحه، وزهوته بشبوبية جميلة بقيت مُرتسمة عليه قلباً وقالباً حتى لحظاته الأخيرة بالرغم من تجاوزه الستين عاماً. وأروع مافيه أيضاً أنه كان يحب الحياة بمعناها الواسع، ليس حياة الدنيويين، بل حياة الوعد والأمل، حياة الكفاح والسعي، حياة الصعود والإرتقاء، فكان منطلقاً على الدوام في دروبها المضيئة وإن إعترتها مسارب مُظلمة في بعض أوقاتها.
درس في جامعة القاهرة أواخر ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في كلية الرياضة والتربية البدنية، وتخرج منها متفوقاً في تقديره الجامعي وفي مهاراته الرياضية التي كانت كان الراحل مبدعاً فيها، فقد كان عضواً في (منتخب فلسطين) لتنس الطاولة علاوة على كونه بطل ملاكمة أحرز المرتبة الثانية ضمن فريقه في مرحلة معينة.
في العام ١٩٧٠، إنتقل إلى الأردن وأنتمى في البداية لقوات الصاعقة، فدائياً متدرباً في المعسكرات ومقاتلاً مشاركاً في أحداث أيلول عام ١٩٧٠. وبعد الخروج الفلسطيني المسلح من الساحة الأردنية اواخر العام 1971، توجه إلى مصر ليتابع دراسته فحاز على درجتي البكالوريوس و الماجستير مُتخصصاً في الرياضة، و كان عضواً فاعلاً في الإتحاد العام لطلبة فلسطين.
وفي عام ١٩٧٦، إنتقل إلى لبنان وأنخرط في صفوف (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، فعمل في أكثر من مجال من مجالات العمل الوطني بعد تفرغه في صفوف الجبهة الشعبية، وقد شارك في مراحل العمل الوطني المختلفة ومنها معارك إجتياح العام ١٩٨٢، حين عاد بعدها لسورية وأستقر في مخيم اليرموك حتى لحظاته الأخيرة قبل محنة اليرموك.
تسلم في الجبهة الشعبية العديد من المهمات، كان منها العمل في أطر الشبيبة وبنائها، ومن بعدها أصبح ضابط الإرتباط المُعتمد من قبل الجبهة الشعبية مع الجهات العسكرية السورية حيث قدم لأبناء شعبه وأبناء الجبهة الشعبية خدمات شتى في هذا الميدان، وكان في هذا المجال مُتميزاً عن أقرانه من ضباط الإرتباط لعموم القوى والفصائل.
غادر صفوف الجبهة الشعبية عام 1999 لأسبابٍ تخصه، لكنه بقي الرجل الوفي للجبهة الشعبية وتاريخها الوطني ولمواقفها وسياساتها، كما بقيت الجبهة الشعبية وفيه لزياد ودوره بصفوفها، فأعتمدته على قوائمها العسكرية كضابط مُتقاعد في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، على العكس من بعض الفصائل الموتورة ناكرة الجميل، التي تبدأ ببث أراجيفها بحق كل من يغادرها خلافاً او توافقاً.
خَرَجَ زياد من سوريا قسراً بسبب الأحداث الدامية هناك، وعلى إثرها تشتت شمل أسرته وعائلته في أكثر من دولة، حيث منع من العودة إلى الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال «الإسرائيلي» على مدار (43) عاماً متتالية.
كان سمحاً كريماً في بيته ومكتبه يُكرّمُ ضيوفه بالرغم من مشاغله في الكتابة والعمل، وعندما كان يأتيه ضيف من خارج سورية يحتفي به ويدعوه مع الأصدقاء للعشاء والسهر، فرحم الله أياماً قضيناها سوياً، كان أخرها قبل محنة اليرموك بفترة قصيرة عندما تناولنا العشاء في مطعم من مطاعم ومنتزهات بلدة ( ببيلا) المجاورة لليرموك (زياد ، علي بدوان ، خليل صمادي، أوس يعقوب).
زياد أبو شاويش، علامة من علامات مخيم اليرموك، أنجب أبناءاً عصاميين، لهم منّا العزاء الوافر، والذكرى الطيبة لوالدهم، ولذكراه الحية بين حواري وأزقة اليرموك وفي منازل أهاليها الذين أحبهم زياد وأحبوه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 53 / 2165424

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي بدوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165424 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010