عباس يبدأ مشاورات تشكيل “حكومة” التفاهم مع حماس وعمرو موسى يطالب حماس بالاعتراف بالعدو

طالب الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى ليل الأربعاء حركة حماس التي تقوم بعملية مصالحة مع السلطة الفلسطينية، بقبول المبادرة العربية وبالاعتراف بوجود “إسرائيل” .وقال موسى أمام صحفيين في واشنطن “على حماس أن تعلن قبولها بالمبادرة العربية للعام 2002 التي تشكل خطة للتطبيع والاعتراف بدولة”إسرائيل“وكذلك قيام دولة”إسرائيلية“والانسحاب من الأراضي المحتلة” .
وقال موسى انه في حال قبلت حركة حماس هذه المبادرة “فسيكون ذلك خطوة مهمة نحو رسم سياسة فلسطينية تجاه النزاع”الإسرائيلي“الفلسطيني” . وكان موسى قد ترأس الدبلوماسية المصرية من 1991 إلى 2001 ثم على رأس الجامعة العربية حتى عام 2011 .

من جهة أخرى كشف الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني عضو لجنة المصالحة الخماسية بسام الصالحي، أمس، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدأ مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني تنفيذاً لاتفاق المصالحة، فيما أكد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” د . موسى أبو مرزوق، أن الأسبوع المقبل سيشهد نهاية فعلية للانقسام حيث ستعقد لقاءات جديدة من أجل تشكيل حكومة التوافق الوطني .

وقال الصالحي إن “عملية مشاورات تشكيل الحكومة بدأت فعلاً وهي تتم بهدوء”، مشدداً على انه من غير المتوقع أن يجري الكشف عن كل لقاء أو اسم يتم تداوله . وأضاف أن عملية المشاورات ستجري من خلال التواصل مع القوى المجتمعية وبعد ذلك سيتم بلورة قوام الحكومة، متوقعاً أن يتم ذلك خلال أسبوعين، أي ضمن مهلة الأسابيع الخمسة التي حددها اتفاق المصالحة . وأكد المسؤول الفلسطيني أن أجواء المصالحة تسير بشكل إيجابي حتى الآن “رغم وجود بعض التصريحات المتزايدة التي لا مبرر لها”، داعياً إلى التقليل من التصريحات والتركيز على العمل من أجل إتمام وإنجاز ملفات المصالحة . وعما إذا كان الرئيس الفلسطيني سيكلف شخصية أخرى بتشكيل الحكومة، أم سيقودها بنفسه كما نص الاتفاق، قال الصالحي، إن الاتجاه الحالي أن يشكل الرئيس الحكومة لأن ذلك يمكن أن يسحب أي ذرائع في موضوع التعامل الخارجي معها ويعطيها قوة في تحقيق الملفات المطلوبة منها .

من جهة أخرى، قال أبو مرزوق خلال لقاء نظمته، أمس، نقابة المحامين في غزة بعنوان “المصالحة الفلسطينية ومبرراتها”، إن لقاءات ستعقد مطلع الأسبوع المقبل لمناقشة تشكيل حكومة التوافق، بالتزامن مع مباشرة كافة اللجان والهيئات لمهامها وأعمالها . وأضاف: “الأسبوع المقبل سنصل إلى مجتمع قوي ومصالحة محققة وانقسام في ذمة التاريخ”، مؤكداً أنه بالمعنى السياسي فإن الانقسام قد انتهى . وقال إن “حكومة التوافق ليست من فتح ولا حماس، وإنما من كفاءات وطنية سيتم التوافق عليها”، موضحاً أن أمام الحكومة المرتقبة ست مهمات تنجزها خلال ستة شهور، وتتعلق بالاستعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية، وإدارة شؤون الحياة اليومية للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وإعادة إعمار غزة وإنهاء الحصار وإنهاء ملف المصالحة المجتمعية والحريات العامة . وذكر أبو مرزوق أنه سيتم إعادة بناء المجلس الوطني لتنشيط منظمة التحرير ومؤسساتها، إضافة إلى أن لجنة المصالحة المجتمعية ستمضي إلى تفعيل الصندوق المالي الخاص بتعويضات ضحايا وجرحى مرحلة الانقسام .

وفي غزة اتهمت صحيفة فلسطين التي تصدر من غزة، السلطة الفلسطينية بمنعها من التوزيع في الضفة الغربية رغم الموافقة المسبقة على طباعتها هناك .وقال مدير عام صحيفة فلسطين، إياد القرا، إنهم تبلغوا صباح امس، بعد ساعات من الانتظار من مطبعة صحيفة الأيام في رام الله، عدم موافقة الجهات الأمنية في الضفة على توزيع الصحيفة، حيث تم طباعة الأعداد ولكن لم يجر توزيعها، داعياً لجنة الحريات إلى التدخل لحل هذه الإشكالية .

وفي ذات السياق، دخلت صحيفة “الأيام” المحلية الصادرة من رام الله،، صباح أمس إلى قطاع غزة .
وقال مسؤول توزيع الصحيفة بغزة، حاتم القيشاوي، إن حكومة “حماس” أبلغت لجنة الحريات العامة أمس بموافقتها على إدخال صحيفة الأيام “كخطوة تجاه دعم المصالحة خاصةً بعد سماح الحكومة بالضفة بطبع وتوزيع صحيفتي فلسطين والرسالة” .

واضاف أنه جرى التنسيق مع الجانب “الإسرائيلي” لإدخال الصحيفة عبر معبر بيت حانون “إيرز”، وتمت الموافقة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، وبدأ إدخال الصحيفة صباح امس إلى جانب صحيفة القدس التي دخلت الأربعاء إلى القطاع لأول مرة .