الثلاثاء 6 أيار (مايو) 2014

الخلبج: الحلقة المفرغة

الثلاثاء 6 أيار (مايو) 2014

ليس هناك أكثر قدرة على الافتراء الوقح من قادة الكيان الصهيوني . من قبل كانوا يسخرون بالقول إنه كيف يمكن الوصول إلى اتفاق مع سلطة لا تمثل إلا نصف الشعب الفلسطيني . والآن يقولون كيف يمكن تحقيق تسوية مع من يأخذ مباركة ممثلي النصف الآخر لتشكيل تلك الحكومة . وخلال ذلك، جعلوا من الاعتراف بما يريدون لا بواقع الأمر شرطاً لأية تسوية . كل الشروط التي يضعونها لا علاقة لها بالتسوية السياسية .
فهي خارج كل المرجعيات المعترف بها ليس فقط القانون الدولي أو قرارات الأمم المتحدة التي يضربون بهما عرض الحائط وإنما حتى اتفاقيات أوسلو التي خدعوا الجانب الفلسطيني بها . المفاوضات الأخيرة التي أخفقت كانت أسبابها واضحة وقد أفصح عنها مداورة المسؤولين الأمريكيين، حينما في لحظة صراحة أكد كيري أن الكيان الصهيوني يسير نحو حالة العنصرية، كأن حاله ليس كذلك . فالمفاوضات جرت بين فريقين ليس هناك تكافؤ إطلاقاً بينهما، واحد يحتل الأرض ويفرض الهيمنة حتى على حياة أفراد الفريق المفاوض، وآخر يرزح تحت الاحتلال .
مفاوضات كان يتداول وضع الشروط فيها على الفلسطينيين المفاوض “الإسرائيلي” والوسيط “النزيه” الولايات المتحدة التي جعلت أهم عنصر في فريقها شخصاً كان يمثل الفريق المتطرف في اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة . مفاوضات كان الكيان الصهيوني يقوم خلالها بكل الانتهاكات للشرعية الدولية والقوانين والقرارات الدولية، من استلاب الأرض وإقامة المستوطنات وسرقة الموارد الطبيعية . بينما كان الجانب الفلسطيني لا يستطيع أن يذهب إلى المنظمات الدولية للاعتراف بما هو حق له وما كان يقوله الوسيط “النزيه” بأنه سيكون خاتمة المطاف للمفاوضات .
وحينما ذهب الطرف الفلسطيني إلى بعض هذه المنظمات أصبحت هذه سبب اخفاق المفاوضات لا ما التزمت به “إسرائيل” رسمياً أمام الوسيط من أنها ستطلق سراح الأسرى الفلسطينيين . وحقيقة الأمر أن نكث الكيان الصهيوني بوعده لإطلاق سراح الأسرى الفلسطنيين ليس إلا السبب المباشر .
أما السبب الحقيقي الذي ينبغي ألا يغيب عن ذهن المفاوض الفلسطيني هو أن الكيان الصهيوني لم يكن مرة واحدة جاداً في أن تكون المفاوضات سلماً إلى التسوية .
كيف يمكن لأحد ألا يرى ذلك، وهو يشاهد أن الكيان الذي يفاوضه تمثله حكومة تستمر في الحياة لأن بعض أطرافها لا يمكن أن يقبل بحل الدولتين، وهي تمثل الفاشية بكل أوجهها . إن أكبر العمى السياسي يأتي حين يختلط على المرء ظاهر الأمر وما يشكل لب حقيقته . ولب الحقيقة أن “إسرائيل” ترى وجود فلسطين إنكاراً لوجودها .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2178716

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2178716 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40