الخميس 1 أيار (مايو) 2014

حكاية الاعلام الفلسطيني المرئي.. امثلة من تجربتي عن الفساد والافساد

الخميس 1 أيار (مايو) 2014 par رياض سيف

بعيدا عن القامات الكبيرة، والهامات العالية التى اسست للاعلام الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة الفلسطينيه والتى كانت بحق مثار فخر على مدى عقود بروادها التى لاتتسع القائمة لذكرهم .. والذين يحتاجون منا الى دراسة معمقه، لان كل واحد فيهم مدرسة، وكانت اقلامهم وابداعاتهم الفنيه قنابل حارقة تهز كيان الاحتلال وتقض مضاجعه ..
منهم من مضى شهيدا ومنهم مازال حيا بعيدا عن المشهد المؤلم الذي الت اليه الصورة التى اضحت باهتة محزنة بل ومخجلة، وخاصة بعد اوسلو وما تبعها من ارهاصات جعلت من الوضيع متحكما،وجعلت من المبدع منبوذا، فأعلت السفيه بسفهه،وحطت من قدر الرجال الذين صنعوا مجد الاعلام الفلسطيني.
ثلة مضت وكانت منارات شامخه، عايشت معظم رجالاتها وسط النار والفقر ضم معظمهم اتحاد الكتاب الفلسطينين فى الستينات من القرن الماضي… يدفعون من جيوبهم على حساب انفسهم وابنائهم من اجل تحقيق غاياتهم، يكتبون بالدم.. لا يرتجون شكرا ولا مالا.. ولا يهدفون الى مصلحة سوى مصلحة فلسطين.
هم السادة الذين يستحقون منا ان نخلد ذكراهم،سواء كانوا شهداء ام احياء .. وهي المهمة التى يجب على من عايشوا تلك الفترة لتعريف الجيل الجديد بمبدعيهم لعل فى ذلك تكريم لهم .. وكشف الغطاء عن المتسولين الجدد الذين استلموا الراية فأساؤا وافسدوا ونهبوا وتجبروا وهم صغار وسيبقون صغارا،وهذه حكايتهم …
البداية:
فى عام 1993 كنت فى زيارة احد المنتجين الاردنيين لغرض الاتفاق على مسلسل درامي وكان برفقتى احد الفنانين.. وحين دخلت الصالة باتجاه غرفة المنتج، كان احدهم يسترخي على كنبه شبه نائم .. طلب منى مرافقي ان يعرفني عليه . فسألته من يكون، فقال لي هو مساعد صوت كان يعمل فى تلفزيون ابو ظبي، وهو يعمل لدى منتجنا .. وكانت اجابتى ومادخلي به ايا يكن ..
فى جلسة لاحقه مع مرافقى حكى لي حكاية هذا المسترخي ( ه.م ) ..انه كان يعمل مساعد صوت فى الشركة الاردنيه للانتاج .. وان احد المخرجين المعروفين ونتيجة اخطاءه طلب اخراجه من الاستوديو واصفا اياه بصفات الغباء ..وعمل لاحقا فى تلفزيون ابو ظبي ليتم بعد ذلك الى طرده وتسفيره من الامارات بعد ان اكتشف انه كان يتاجر بأشرطة اباحية ..
وبعد عامين او اقل من هذه الواقعه فوجئت بما لم يكن متوقعا ..حاولت ان اقنع نفسي ان من تم تنصيبه عميدا للاعلام المرئي فى فلسطين ليس هو الشخص الذي سمعت عنه الحكايات العجاب،ومنها انه كان يلعب الورق بشراسه حتى يتمكن من توفير عشاءه من السندويشات التى يدفع ثمنها المغلوبين الذين صرحوا لي بذلك ..وعلقت فى حينها ( اي اعلام هذا الذي يقوده شخص هذا ماضيه وهذا حاضره والى اين سيقود دفة الاعلام المرئي ) .
ساقتنى الاقدار للحصول على لم الشمل عام 1999م،وتعرفت اكثر على جوقة الاعلام المرئي .. بل وتعاملت مع بعضهم ليتضح لي ان كل تعاملاتهم تقتضي مصلحة ما . وكانو اضافة الى المذكور ثلاثة :
اولهم : اسس شركة للانتاج مجيرا كل طاقات التلفزيون من اجهزه وبعض الكوادر وما يتوفر لمصلحة شركته .
وثانيهم : كان دائم الحلم بقناة مشتركة مع مدير مكتب بيرز ( يوسي سافير ) باسم تلفزيون السلام معددا ما سيحصده من اموال بعد تقاعده .وهذا ما جعله متشجعا لعمل برنامج مشترك بين قناة فلسطين والقناة الاسرائيليه بعنوان ( الملتقى ) وكان عارا وصفه المرحوم صخر ابو نزار ( بملتقى العار في حينه ). وهو الان يقيم فى عكا اقامة دائمه .
والثالث : اصغرهم كان مدرسا للابتدائيه وجد نفسه مديرا فأعلن الوهيته ( معلنا بوقاحة ان الفضائية هو وهو الفضائيه ومن لا يعجبه فلينصرف ) .
وكان لي اكثر من موقف مع الجميع .. كبيرهم وقبل ان يسقط برصاصات مجهوله وحقده على من عرفوا تاريخه وممارساته فى السرقه والنهب من اعلاميي وفناني الاردن .. حيث قمت بتهديده بالمحامي بعد ان حاول انكار حقوقي المادية والمعنويه ..
والاخرين ممن استحقوا ازدرائي وازدراء المرحوم خضر سبيتانى صانع اشهر المسلسلات العربية بكاميرته التى لم يخلو منها مسلسل مصري او لبناني او اردني فى بدايات الدراما العربيه .. وكان له نصيب منا اظنه ما زال ظاهرا على جسده ..
اما عن الملايين التى سلبت وكيف سلبت فهذه حكايات عرفتها من بعض مصادرها حيث اذكر ان احد المنتجين والموزعين فى الاردن اقسم لي بمكتبه انه صدر الاف الاشرطه لعميد الاعلام المرئي بأسعار لاتزيد عن المئة دولار للساعة الواحده .. ودُفع مقابلها مابين اربعمئة الى خمسمئة دولار نقدا من تلفزيون فلسطين ( فتخيل الفرق فى هذا الجانب فقط )وقسعلى ذلك الاجهزة والمعدات واشياء اخرى جعلت من العميد مليونيرا خلال اعوام قليله ..اما كيف استطاع ان يصل الى منصبه وما كان يسلكه لاجل تركيز سلطته والوصول الى مركز القرار وعن مناسبة قوله لاحدى نجمات مصر ( اتظنين ان هذا العجوز( ويقصد الرمز ابو عمار) قادر على تسيير اموره لولا انا من يقوده ). اضافة الى تفاصيل كثيرة يدخل ضمنها الصراعات على السلطه فى القطاع المحتل ..فهذا له قصة اخرى تطول .. كما تطول قصة من اتو بعده ..اذ ان لكل واحد منهم قصة اخرى ادت الى فساد الشاشة بفساد اغراضهم وتصرفاتهم ..ويبقى تلفزيون فلسطين منفذا لاصحاب المصالح يستفيدون منه بشتى الطرق واهونها العمولات التى يحاصصونها مع الموردين لكونهم يعتبرون ان المؤسسة ملك لهم يحتكرون قرارها ومعاملاتها ولايسمحون لأي من العاملين الاضطلاع بمهامه الا بما يرونه هم .
تفاصيل كثيرة .. و قصص مخزية .. وحكايات يطول شرحها مازالت حاضرة فى الذاكرة ومازلت احتفظ بها لتكون كما وعدت عنوان مسلسلي الجديد . فشعبنا يستحق منا كشف الحقيقه وشهدائنا وجرحانا واسرانا لهم علينا واجب الوفاء .. ومسيرتنا نحو الدولة تقتضي منا ان نتخلص من كل الطفيليات التى ظهرت على سطح اوسلو وما زالت تنخر بعظام فلسطيننا ..



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2176801

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2176801 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40