الجمعة 16 تموز (يوليو) 2010

سفينة أمل.. وسقوط «الَمرْجَلة» العربية!

الجمعة 16 تموز (يوليو) 2010 par د. عدنان بكرية

تراجع سفينة أمل لكسر الحصارامام الغطرسة «الاسرائيلية» ..هو هزيمة لكل الجهود المبذولة لفك الحصار عن غزة الصامدة هزيمة لقوى الإنسانية في العالم وقبلها هزيمة للنظام الرسمي العربي المهزوم أصلاً! هو تراجع محزن ومخجل عن الرسالة السامية التي كان من المفروض أن تحملها القوافل ..فأهل غزة لا ينتظرون (الأرز والزيت) بقدر ما ينتظرون كسر الحصار المعنوي والسياسي والإنساني الذي يعيشونه..

كلما لاح في الأفق بصيص أمل لفك الحصار عن غزة سرعان ما يخبو هذا الأمل..ومما زاد في الإحباط.. الزفة الإعلامية التي ترافق تنظيم الحملات وتبعث الأمل ..لكن سرعان ما تتحول الزفة الى أتون من الإحباط واليأس .. فهل نحن بحاجة لكل هذا العبث والتلاعب بالأعصاب ؟!

لقد ارتأينا من هذه القوافل الرسالة الإعلامية والإنسانية قبل رسالة «الخبز والأرز» توقعنا منها أن تواجه الغطرسة الصهيونية .. وان تنسف الحصار من أساسه..وان تحرج «اسرائيل» أمام العالم وتعريها تماماً كما فعلت سفينة «مرمرة» .. وآخر ما توقعناه هو تراجع سفينة الأمل ورسوها في ميناء العريش ..مانحة الصهاينة نشوة الانتصار!

وهنا من حقنا أن نسأل القائمين على تنظيم السفينة.. ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء التراجع ..هل هو الخوف وسقوط «المرجلة العربية» أمام التهديد الصهيوني ..أم أن هناك أسباباً أخرى تدخل في إطار موازين المصالح العربية والإقليمية ؟! ومن حقنا أن نسأل أيضاً..أين تبخرتا سفينتي مريم وجوليا ..؟ وهل انهزمت الإرادة العربية والعالمية أمام غطرسة «إسرائيل» وتعنتها؟ أم أن قوافل كسر الحصار كانت مجرد ردود فعل عاطفية لا قيمة لها..سرعان ما تخبو أمام التهديد «الإسرائيلي»؟!

منظمو السفن يعرفون مسبقاً بأنهم سيتعرضون للتهديد الصهيوني ويعرفون أيضاً انهم ربما يدفعون دماءهم ثمنا لمواقفهم .. يعرفون بأن ثمن الحرية غالي جداً .. وهم انطلقوا من بلدانهم مشكورين ليدافعوا عما تبقى من هيبة وكرامة للأمة..انطلقوا ليكسروا حصاراً جائراً لم يشهد التاريخ مثله .. وفجأة وأمام التهديد يتراجع الحماس .. .. ويضيع الأمل دون مبرر مقنع.

إن ما نقرأه من تراجع سفينة الأمل الليبية.. ان هناك ضغوطاً مورست على منظمي السفينة ..ومن اجل ان لا تفقد الحملة رسالتها ومعانيها ..يتوجب اطلاع الرأي العام على الجهة والأسباب التي أدت الى تراجع السفينة عن رحلتها المقررة ..وإلا فان الصمت وعدم المبادرة لكسر الحصار أفضل من التراجع والانهزام في غمرة الفرح الذي عم غزة وقوى الإنسانية ! فارتدادات هذا التراجع ستكون قاسية جداً نفسياً وسياسياً ودبلوماسياً .. وسيشكل سابقة غير محمودة قد تؤدي الى تراجع العديد من الحملات !

«اسرائيل» فرحة جدا لأن غطرستها انتصرت .. ولأن تهديدها أتى بمفعوله..وهي ستستمر باستعمال نفس الأساليب في التعامل مع باقي السفن والحملات ..ولا ابالغ اذا قلت بأن تراجع السفينة الليبية اساءت لقضية كسر الحصار اكثر مما خدمته!

يبدو اننا دخلنا مرحلة جديدة عنوانها سقوط المرجلة العربية حتى لو كانت هذه المرجلة استعراضية وخالية من المضمون.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 72 / 2165777

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165777 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010