الخميس 1 أيار (مايو) 2014

لا حاجة لـ “حسن النوايا”

الخميس 1 أيار (مايو) 2014 par محمد عبيد

لا يحتاج الفلسطينيون إلى إظهار “حسن النوايا” في مواجهة “إسرائيل” وما تمثله من احتلال توسعي عنصري تهويدي، ولا يحتاجون أيضاً إلى التأكيد مراراً وتكراراً أنهم على استعداد للعودة إلى طاولة التسوية في حال فعل الكيان كذا، أو التزم بكذا، أو أوقف كذا، فهذا كله يغدو مجرد صرخة في بئر عميقة فارغة، ترتد صدى لدعوات لا معنى لها ولا قيمة .
لم تكف “إسرائيل” منذ وقع الفلسطينيون اتفاق إنهاء الانقسام، عن اتخاذ الخطوات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، والتهديد بتصعيدها، ولن تكف عن رفع مستوى التهديد والوعيد، ولن تتورع عن شن العدوان، ولم تكن حتى كفت بعض أيدي العدوان والتوسع الاستيطاني والمشروع التهويدي على مدى تسعة شهور من إعلان استئناف المفاوضات المرحلة التي انتهت مدتها فعلياً الثلاثاء الماضي، وفي محصلتها النهائية أرقام وإحصاءات أبلغ من أية “نوايا حسنة”، وأوضح من أي تصريحات وأكاذيب “إسرائيلية” .
سلطات الاحتلال وافقت على إنشاء قرابة 14 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال شهور المفاوضات التسعة، التي فشلت في “ولادة” أي تطور يذكر على الصعيد الفلسطيني، واستغلت لتسمين المستوطنات، بمعدل 50 وحدة يومياً، إلى جانب تصاعد وتيرة المشاريع التهويدية في القدس، حيث بات المسلمون والمسيحيون محرومين من الوصول إلى مقدساتهم وأداء شعائرهم، وتحول الحرم القدسي إلى ساحة للتدنيس وجولات غلاة المتطرفين من الحاخامات والمستوطنين، في محاولة لتثبيت “تقسيم زمني” للحرم، كما هي الحال في الحرم الإبراهيمي في الخليل .
تسعة شهور كما قلنا ومازلنا نقول إنها كانت ستاراً وفرصة لكسب الوقت على المستوى “الإسرائيلي” لمزيد من الضم والتوسع والتهويد والعدوان، وفي المقابل لا تطور على الإطلاق على مستوى التسوية، والكيان ماضٍ في مخططه، وعندما تتأزم الأمور، فإنه يعرف إلى من يوجه سهام الاتهام والإدانة، ويعرف كيف يحمل الجانب الفلسطيني المسؤولية .
على مستوى “الراعي” الأمريكي للتسوية، لا تغيير يذكر، وذلك أمر طبيعي وعادي، فحتى عندما يعبس الأمريكيون في وجه “الإسرائيليين”، فإنهم يسارعون بعد لحظات إلى تحوير “العبوس” وجعله “ابتساماً”، ومن ذلك ما حصل مع نهاية مدة المفاوضات عندما سارعت الإدارة الأمريكية إلى الاعتذار، وتكذيب التصريحات التي صدرت عن وزير خارجيتها جون كيري وتحذيره من تحول “إسرائيل” إلى نظام فصل عنصري، الأمر الذي يجعل من مجرد الحديث عن استمرار واشنطن في لعب دور “الوسيط - الطرف”، أمراً ممجوجاً ومن دون معنى أو هدف .
حان الوقت لوضع استراتيجية مواجهة فلسطينية، فالمفاوضات أثبتت فشلها، وأنها كانت أداة لمصلحة الاحتلال، والمطلوب الآن الاتفاق على نهج يعتمد المواجهة على مختلف الصعد، السياسية والشعبية والاقتصادية، ما يتطلب وعياً فلسطينياً تاماً بما ستنطوي عليه هذه المواجهة من عدوان، وترسيخاً للوحدة الفلسطينية، وتحويل المصالحة إلى سلاح رئيسي .
الاحتلال لن يقف عند حد، ولن يكف عن جرائمه بحق الإنسانية والحضارة والتاريخ، والفلسطينيون مطالبون بأن يكونوا خط الدفاع الأول أمامه، لذا عليهم أن يكونوا متفقين متحدين أكثر من أي وقت مضى .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165247

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165247 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010