أمن العدو يحذر من حالة الغليان في المسجد الأقصى و محادثات غزة قيد الاختبار

قالت تقارير إعلامية “إسرائيلية” إن انشغال أجهزة الاحتلال بتقييم المواجهات شبه اليومية في المسجد الأقصى، وحالة الغليان بين الفلسطينيين قد ازداد، وبات يحذر من احتمال التصعيد في ظل تزايد محاولات جهات يهودية متطرفة الدخول إلى باحات الحرم القدسي .

وذكرت صحيفة “هآرتس”، أمس، أنه في كل مرة تقتحم قوات الشرطة الحرم القدسي للاشتباك مع الشبان الفلسطينيين، تزج شرطة الاحتلال ب 2000 شرطي على الأقل، وقالت إنه خلال أسبوع “الفصح اليهودي”، تصاعد التوتر في الحرم القدسي ومحيطه “ويبدو أن الظروف نضجت لاندلاع جولة عنف جديدة مرتبطة بالمكان”، وأشارت إلى أن الشرارة الأولى للانتفاضة الثانية عام 2000 انطلقت من الحرم إثر دخول أرئيل شارون إلى الحرم . وأضافت أن حركات “الهيكل” المزعوم اليهودية المتطرفة، التي يبلغ عددها قرابة ،30 وفقاً للتقديرات، سجلت خلال “الفصح اليهودي” الأخير “إنجازا غير مسبوق في إدخال موضوع تغيير الوضع القائم” في الحرم إلى قلب النقاش العام، وجندت لهذا الغرض أعضاء “كنيست” ووزراء من حزب “الليكود” الحاكم وحزب “البيت اليهودي” اليميني الشريك في الحكومة، وشددت على أنه ساهم في تصعيد التوتر “اتساع دائرة الأشخاص الذين يصعدون إلى (الحرم)، من ثلة هامشية قبل عشر سنوات إلى حركة جماهيرية، وغالبيتهم يعتمرون القلنسوات المنسوجة” في إشارة إلى أتباع التيار الصهيوني الديني الاستيطاني .

إلى ذلك، اعتقل جيش الاحتلال 3 فلسطينيين في حملة دهم بالضفة الغربية، وقال مصدر حقوقي إن قوات الاحتلال داهمت فجراً بلدتي بيت عوا وبيت أمر قضاء الخليل، واعتقلت 3 فلسطينيين هم طارق مسالمة (25 عاماً)، ومعتز عوض (20 عاماً)، ويوسف أبو عياش (21 عاماً)، وأضاف أن جيش الاحتلال كثف من نشاطه الأمني في مدينة الخليل وسط انتشار لعدد كبير من جنوده بعد عملية قتل مستوطن على حاجز ترقوميا الأسبوع الماضي .من جهة أخرى، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه سيبدأ في الأيام المقبلة إرسال أوامر تجنيد لصفوفه إلى الشبان المسيحيين، رغم التوتر الحاصل حول الموضوع بين المسيحيين ورفض معظمهم وقياداتهم لهذا التجنيد . ويعني القرار أن أي شاب مسيحي يبلغ سن 5 .16 عام سيتلقى قريباً أمراً استدعاء للجندية، والمثول في تاريخ معين في مكتب التجنيد من أجل البدء في عملية تجنيده لجيش الاحتلال، لكن إذاعة الجيش أشارت إلى أن التجنيد سيكون تطوعياً وليس إلزامياً . وهاجم عضو “الكنيست” باسل غطاس، من حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” قرار جيش الاحتلال، وقال إنه “خلال عام واحد وبعد أن يروا أن المسيحيين يتجندون فإنهم سيفرضون التجنيد الإلزامي على الجميع”، وأضاف “نحن نعارض ذلك بالطبع ودعوت جميع الشبان العرب الذين تلقوا أوامر تجنيد بإعادتها بالبريد أو إحراقها بمظاهرات احتجاجية” .

وقال عضو “الكنيست” محمد بركة، من “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة”، في بيان إن “قرار جيش الاحتلال بمثابة اعتراف صارخ بفشل مشروع التجنيد الدائر منذ سنوات، في سلخ جماهير شبابنا عن شعبهم ومجتمعهم وهويتهم”، وأضاف “نحن شعب فلسطيني واحد ونعتز بانتمائنا وهويتنا ولن نسمح لأية جهة كانت بأن تدق الأسافين بيننا” .

من جهة أخرى أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” رئيس وفدها لحوار المصالحة عزام الأحمد، أمس، أن اللجنة الخماسية تسعى للاتفاق مع حركة “حماس” على تشكيل حكومة توافق والاتفاق على تحديد موعد للانتخابات العامة، تنفيذاً للاتفاقات السابقة .

وقال الأحمد عقب اجتماع وفد المصالحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله، قبيل توجه الوفد إلى غزة، إن الزيارة “تهدف إلى تنفيذ إعلان الدوحة وتشكيل حكومة توافق وطني من كفاءات مستقلة، برئاسة الرئيس، وأن أي تغيير غير وارد الآن”، وأضاف أن المباحثات ستهدف إلى الاتفاق على موعد الانتخابات بكل أشكالها، إما بإعلان موعد الانتخابات بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة، أو تخويل الرئيس التشاور مع الفصائل والفعاليات لتحديد موعد الانتخابات .

وذكر أن الوفد “سيطرح تفعيل لجنة تطوير منظمة التحرير، من خلال استئناف أعمالها لتنفيذ المهام الموكلة إليها وفق إعلان القاهرة عام ،2005 ومهمتها إعادة تشكيل المجلس الوطني بالانتخاب ما أمكن، وبالتوافق حيث ما لا يمكن، والتمهيد لانضمام”حماس“و”الجهاد الإسلامي“” .
وقال “نأمل أن نلاقي كل تجاوب من الأخوة في حماس، حتى ننهي صفحة الانقسام البغيض”، ونفى أن يكون التوجه للمصالحة جاء بسبب تأزم المفاوضات، قائلاً “أطمئن الجميع أننا لسنا ذاهبين بسبب مأزق المفاوضات، فموقف القيادة واضح أننا بحاجة لإنهاء الانقسام” .

ويضم وفد منظمة التحرير خمسة أعضاء، هم: عزام الأحمد وجميل شحادة أمين عام الجبهة العربية الفلسطينية والنائب المستقل مصطفى البرغوثي وبسام الصالحي أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، إلى جانب رجل الأعمال المعروف منيب المصري، وقال الصالحي إن عباس فوض الوفد “التوصل إلى اتفاق مع حماس لإنهاء الخلافات وتحقيق المصالحة”، وأضاف أنه سيتم “إعطاء الوقت اللازم للاتفاق على الجداول الزمنية”، وتابع “أعتقد أننا سننهي أعمالنا قبل السبت ونزف بشرى المصالحة لشعبنا” .
وأعرب القيادي في حركة “حماس” باسم نعيم وهو مستشار رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية للشؤون الخارجية عن تفاؤله، مشيراً إلى أن “حماس لديها قرار بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ولدينا تفاؤل كبير بأن تحقق جلسات الحوار في غزة هذه المرة اختراقا وخطوات ايجابية” .
وقال عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” زياد أبو عين إن عباس، سيتوجه إلى غزة إذا نجح لقاء المصالحة، ووصف اللقاء بأنه “سيكون مهماً ومصيرياً يحدد من خلاله طبيعة الوضع الداخلي” .
إلى ذلك، دعت حملات شعبية وشبابية إلى الاعتصام أمام مقر لقاءات بحث المصالحة الفلسطينية في قطاع غزة للضغط من أجل تنفيذها، وحثت على ممارسة الضغط على المجتمعين من أجل الخروج باتفاق يقضي بتنفيذ المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007 .

من جهة أخرى، تراجع المسؤولون الفلسطينيون عن تهديدهم بحل السلطة في حال فشل مفاوضات السلام المتعثرة مع “إسرائيل”، وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الفلسطينيين لا ينوون حل السلطة، وقال “نحن لا نتحدث عن حل السلطة الفلسطينية، ولا أحد فلسطينيا يتحدث عن حل السلطة من قبل الجانب الفلسطيني”، وأضاف أن “إجراءات حكومة”إسرائيل“برئاسة بنيامين نتنياهو هي التي تقضي على السلطة وتدمرها يوميا بشكل ممنهج، وقد ألغت الاتفاقيات الموقعة والولاية القانونية والأمنية والاقتصادية والوظيفية للسلطة”، مؤكداً أن “من المستحيل” القبول باستمرار هذا الوضع المفروض من “إسرائيل” .

وقلل نتنياهو من أهمية التهديدات قائلاً “نشاهد السلطة الفلسطينية التي تحدثت عن حلها، وهي تتحدث عن الوحدة مع حماس، وعندما تريد السلطة السلام فعليها أن تخبرنا” .

ووصفت الولايات المتحدة تفكيك السلطة الفلسطينية التي أنشئت عقب اتفاقيات اوسلو 1993 “بالخطوة القصوى”، محذرة من أنها قد تهدد المساعدات المالية الأمريكية للفلسطينيين، وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي “بذل المجتمع الدولي وأيضاً الفلسطينيون قدراً كبيراً من الجهود لبناء مؤسسات السلطة، وبالتأكيد لن يكون من مصلحة الشعب الفلسطيني فقدان كل ذلك” .

وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي استعداد الفلسطينيين لتمديد المفاوضات مع “إسرائيل” ثلاثة اشهر، وقال “نحن مستعدون لتمديد المفاوضات ثلاثة أشهر لترسيم الحدود، لكن لا يمكن تمديد المفاوضات لهذه المدة من دون وقف شامل للاستيطان”، وأضاف “يجب إطلاق سراح الأسرى وتنفيذ عدد من الالتزامات الأخرى، وبحث كل قضايا الوضع النهائي رزمة واحدة”، مطالباً الإدارة الأمريكية بالضغط على “إسرائيل” للقبول بذلك، ومؤكداً أنه في حال عدم قبول “إسرائيل”، فإن الفلسطينيين لديهم “خيارات على صعيد استمرار الانضمام للمنظمات الدولية” .

وذكرت صحيفة “هآرتس” أن عباس قال لأعضاء “كنيست” خلال اجتماعه معهم في رام الله، الأربعاء الماضي، إنه إذا استمر الجمود السياسي فإنه سيطلب من “إسرائيل” أن “تأخذ المفاتيح”، وأضاف أنه “لستم بحاجة إلى إرسال دبابة أو للعمل بقوة، وعليكم ببساطة أن ترسلوا ضابطا برتبة متدنية، ملازم، وسنسلمه المفاتيح”، وأضافت أنه في اليوم التالي، قال عريقات خلال لقاء ثلاثي مع طاقم المفاوضات وبحضور المبعوث الأمريكي مارتن إنديك، إن عباس مصر على حل السلطة وتسليم المسؤولية ل“إسرائيل” في حال عدم حدوث تقدم في المفاوضات .

وكان قد أبلغ محمود عباس مجموعة من الصحفيين “الإسرائيليين”، أمس، أنه سيتعين على “إسرائيل” تحمل عبء حكم الأراضي الفلسطينية إذا انهارت محادثات السلام بين الجانبين .

وقال عباس للصحفيين الذين زاروا مقره الرئاسي في رام الله: إذا توقفت المفاوضات فإن الحكومة “الإسرائيلية” هي التي ستتحمل المسوؤلية كذلك الوضع الاقتصادي ودفع رواتب الموظفين والعمال والفلاحين والصحة والتعليم مثلما كانت قبل إنشاء السلطة، وأضاف أنها ستتحمل كذلك مسؤولية الأمن، يعني “إسرائيل” ستتحمل المسؤولية كاملة ونأمل ألا نصل إلى هذه المرحلة وأن نصل إلى حلول والابتعاد عن كل ما يوتر الأجواء فالمنطقة لا تحتمل المزيد من التوتر .

واجتمع مفاوضون “إسرائيليون” وفلسطينيون وأمريكيون في جولة أخرى من المحادثات، أمس، وقالت مصادر فلسطينية و“إسرائيلية”: إنه لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الجانبين .وقال عباس إنه يرفض طلباً “إسرائيلياً” بطرد أسرى ال 48 من منازلهم بعد الإفراج عنهم ونقلهم إلى الضفة الغربية أو غزة كإجراء أمني احترازي .

من ناحية أخرى، دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رئيس حكومتها بغزة، إسماعيل هنية، أمس، إلى بدء التنفيذ الفوري لاتفاق المصالحة الفلسطينية، مؤكداً ضرورة وجود شبكة أمان عربية لتحقيقها .

وقال هنية في كلمة خلال استقبال وفد المصالحة الخماسي بحضور قادة فصائل وشخصيات وطنية: نحن في مرحلة التنفيذ والتطبيق لما تم الاتفاق عليه ولسنا في وارد فتح حوارات جديدة، وشدد على أن خيار المصالحة هو رغبة فلسطينية حقيقية، وأكد التمسك برعاية مصر للمصالحة وكل جهد عربي من أجل تحقيق المصالحة، واعتبر المصالحة ضرورية ليكون لنا حكومة واحدة ونظام سياسي واحد وقيادة واحدة وبرنامج وطني متفق عليه .

وطالب هنية بفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية، داعياً إلى اعتماد استراتيجية وطنية موحدة تحدد الأهداف والوسائل التي تحقق مبتغانا، وأكد التمسك بالانتخابات، وحرص على تأكيد حماس تمسكها بالثوابت الفلسطينية في القدس والأقصى وحق العودة .

بدوره، أكد رئيس وفد المصالحة عزام الأحمد، أن هذا اللقاء لتنفيذ الاتفاقات وليس لفتح حوارات جديدة، وأشار إلى أن المباحثات ستتناول أيضاً انضمام حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وصولاً لإنجاز مجلس وطني جديد يضع برنامجاً وطنياً .وأكد البرغوثي أن مهمة الوفد “بحث تشكيل حكومة توافق وطني والانتخابات وتفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير” .

وقالت تقارير إعلامية “إسرائيلية” إن انشغال أجهزة الاحتلال بتقييم المواجهات شبه اليومية في المسجد الأقصى، وحالة الغليان بين الفلسطينيين قد ازدادت، وبات يحذر من احتمال التصعيد في ظل تزايد محاولات جهات يهودية متطرفة الدخول إلى باحات الحرم القدسي، وذكرت أنه في كل مرة تقتحم قوات الشرطة الحرم القدسي للاشتباك مع الشبان الفلسطينيين، تزج شرطة الاحتلال ب2000 شرطي على الأقل، وقالت إنه خلال أسبوع “الفصح اليهودي”، تصاعد التوتر في الحرم ومحيطه “ويبدو أن الظروف نضجت لاندلاع جولة عنف جديدة مرتبطة بالمكان”، وأشارت إلى أن الشرارة الأولى للانتفاضة الثانية عام 2000 انطلقت من الحرم إثر دخول أرئيل شارون إلى الحرم .