الجمعة 18 نيسان (أبريل) 2014

رأي الخليج: المفاوضات للمفاوضات

الجمعة 18 نيسان (أبريل) 2014

الولايات المتحدة تريد المفاوضات بأي ثمن، والكيان الصهيوني يريد المفاوضات ولكنه يتدلل حتى يحصل على تنازلات أكثر من الأمريكيين والفلسطينيين . والفلسطينون يعلنون بطريقة غير مباشرة أن ليس هناك غير المفاوضات وذلك حينما يؤكدون أن ليس هناك إلا طريق واحد . الكيان الصهيوني يريد المفاوضات لأنها تغطي جرائمه وانتهاكاته لكل ما هو متفق عليه مع الفلسطينيين، ولكل ما حبّرته الأمم المتحدة من قرارات . وهو يريدها لأنه يستشعر بأن الإدارة الأمريكية تسترضيه عند كل منعطف مفاوضات، وتزيد من ضغطها على الفلسطينيين لكي يتماشوا مع الطلبات “الإسرائيلية” .
أما الإدارة الأمريكية فهاجسها أن تفعل لنفسها شيئاً يغطي على إخفاقاتها . فهذه الإدارة تسير من إخفاق إلى آخر بعضها مدوٍ وبعضها الآخر تغطي عليه قدرتها الإعلامية والسياسية والاقتصادية والعسكرية . أما الفلسطينيون فليس في المفاوضات من أية غنيمة لهم فيها مهما كانت قيمتها . بل إنهم ضيعوا فرصة إيجاد وقائع مجاراة لما يفعله الكيان الصهيوني . فقد كانت هناك فرصة الذهاب إلى الأمم المتحدة لكي ينشئوا وقائع معنوية . ولكنهم تخلفوا كثيراً عن ذلك حتى اللحظة الأخيرة .
وقد كان بالإمكان القول للولايات المتحدة خلال السنوات الماضية إن كل واقعة جديدة يوجدها الاحتلال ستوجد واقعة في داخل الأمم المتحدة . ولكنهم رضخوا للضغط الأمريكي . وهم الآن يتعرضون للتهديد من الكيان الصهيوني لأنهم ذهبوا إلى الأمم المتحدة لتأكيد حقوق لهم تعترف بها الأمم المتحدة بل وكانت الولايات المتحدة إلى جانبها في فترة ماضية .
لقد كانت المفاوضات خسارة صافية للطرف الفلسطيني، من جهات عدة . فقد أتاحت للكيان الصهيوني أن يمضي قدماً في تنفيذ مخططاته وإجراءاته، ومكنته من خلال الابتزاز أن يؤاكل من الموقف الأمريكي تجاه القضايا التي يراد البحث فيها حتى أصبح مماثلاً إن لم يكن متطابقاً مع الموقف “الإسرائيلي” . وشلت حركة الموقف الفلسطيني على الصعيد الدولي لأنه كان متعلقاً بالأمل الذي باعته إياه الإدارة الأمريكية . وما يحزن أن سيناريو المفاوضات نفسه يتكرر طوال السنوات الماضية، ولم يتعظ أحد من دروسه كما تكشف الممارسة وإن كانت التصريحات تؤكد عكس ذلك .
الفرق الذي نشاهده في المواقف، أن الجانب “الإسرائيلي” وهو يشدد على المفاوضات لا يتوقف لحظة عن العمل الذي يراكم الوقائع، بينما نرى الجانب الفلسطيني يبدو وهو يؤكد المفاوضات أن لا حول له ولا قوة . الخيار السياسي لا يعني مجرد المفاوضات، وإنما ينبغي أن تصحبه أيضاً إجراءات سياسية ودبلوماسية وإعلامية .
وقد تكون هذه الفترة ملائمة لمراجعة نقدية حقيقية لما يجري .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2178784

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2178784 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40