عضوية جنيف الرابعة مع تدمير منازل مولّتها أوروبا

أعلنت وزارة الخارجية السويسرية، أمس، أن دولة فلسطين أصبحت رسمياً عضواً في اتفاقية جنيف الرابعة . وأعلن مصدر دبلوماسي أوروبي أن “إسرائيل” دمرت عدداً من المساكن التي مولها الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية المحتلة، في وقت قمعت قوات الاحتلال بهمجيتها المعهودة المسيرات الأسبوعية ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري في الضفة .
ونقلت “وام” عن الخارجية السويسرية قولها إن انضمام فلسطين تم تسجيله، الخميس، وتم إبلاغ الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة التي ولدت في 12 أغسطس ،1994 وتعتبر ذات أهمية خاصة للفلسطينيين لأنها تنطبق على الأراضي الفلسطينية وتحظر على سلطة الاحتلال القيام بعمليات الترحيل القسري أو تدمير الممتلكات .
من جانبه قال متحدث باسم وفد الاتحاد الأوروبي في الضفة ل “فرانس برس” إنه “في التاسع من إبريل/ نيسان هدمت ثلاثة من أصل 18 مسكناً من الصفيح في جبل البابا قرب مستوطنة معالي ادوميم شرق القدس” . وأوضح أن أكواخ الصفيح الجاهزة التي تؤوي فلسطينيين فقدوا مساكنهم بسبب الأحوال الجوية القاسية بداية السنة “مولتها جزئياً دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي” . وأوضح دبلوماسي من بلد عضو في الاتحاد الأوروبي ل “فرانس برس” أن هذه الأكواخ الجاهزة مولتها فرنسا وهيئة “ايكو” للإغاثة . وحذر الدبلوماسي من أن “إسرائيل” توشك على هدم مساكن جاهزة ما زالت قائمة في جبل البابا . وأفاد موقع “اوراكتيف” الإعلامي في بروكسل نقلا عن دبلوماسي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته، أن عدداً من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعتزم مطالبة “إسرائيل” بتعويض مالي “كلما دمرت مشاريع مساعدة إنسانية يمولها الاتحاد” .
وفي غزة في مشهد يحاكي “المقاومة الشعبية” التي اشتهرت بها قرية بلعين في الضفة الغربية المحتلة، لمناوئة جدار الفصل العنصري، دأب شبان في قطاع غزة منذ بضعة أسابيع على التظاهر الجمعة من كل أسبوع لاختراق “المنطقة العازلة” التي تقيمها سلطات الاحتلال بعمق أكثر من 300 متر، وعلى طول السياج المحيط بالقطاع من الناحيتين الشرقية والشمالية .
عشرات الشبان الفلسطينيين انتظموا خلال الأسابيع الماضية في التظاهر بدعوة من “ائتلاف شباب الانتفاضة” . وأصبحت هذه المظاهرات، تمثل ظاهرة متنامية في القطاع .
يقول الناشط ماجد أبو سلامة، إننا نحب الحياة، ومن أجل حياة كريمة حرة نسعى إلى تحويل منطقة السياج إلى “بلعين جديدة” .
أبو سلامة، واحد من أبرز النشطاء الشباب ضمن “ائتلاف شباب الانتفاضة”، الذي يقف خلف الدعوات لهذه التظاهرات الأسبوعية، ويقول: إننا لا نذهب إلى هذه المنطقة الحدودية الأمنية الخطيرة من أجل الموت، وإنما بحثاً عن حياة عزيزة بلا احتلال .
ويرى أبو سلامة أن كسب التعاطف الدولي مع نشاطهم الأسبوعي يعتبر هدفاً رئيسياً .
وتحظى فعاليات بلعين الأسبوعية الواقعة غرب رام الله بتضامن دولي واسع، ويشارك فيها عشرات المتضامنين القادمين من مختلف أنحاء العالم .
الناشط الشبابي يونس أبو عيطة هو زميل أبو سلامة في “ائتلاف شباب الانتفاضة”، يقول إن تحركهم الأسبوعي سلمي ويعتمد على الطابع الشعبي ومبادرة الشباب “لتأكيد رفض الاحتلال وكل ممارساته” . وبالنسبة للناشط الشبابي صلاح سمهان، فإن تحركاتهم قادرة على حشد الضغط على “إسرائيل” للتراجع عن إجراءاتها بحق القطاع بما في ذلك الحصار . ويشدد على أن الاستهداف “الإسرائيلي” للمتظاهرين لن يقضي على استمرار المظاهرات حتى كسر المنطقة العازلة .
وتعمد قوات الاحتلال إلى إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بالقوة . ومن النادر أن يغادر أحد الشبان الفلسطينيين مكان المظاهرة من دون استنشاق الغاز .
ويقول أستاذ الإعلام في جامعة الأمة في غزة المختص بالشؤون “الإسرائيلية” عدنان أبو عامر، إن تجارب غزة في المظاهرات الشعبية السلمية تحتاج إلى أن تكون منظمة الفعاليات واضحة الأهداف لتحقيق النتائج المرجوة . ولخلق نموذج عن “بلعين” يرى أن المقاومة الشعبية بحاجة إلى الإبداع والإقناع من أجل كسب الرأي العام الدولي، وجذب المتضامنين الأجانب للمشاركة فيها .
ورأى المحلل السياسي طلال عوكل أن المطلوب من المقاومة الشعبية في غزة، الحفاظ على سلميتها، ولا يجب أن تشهد أي عمليات لرشق الحجارة تجاه جنود الاحتلال .
وقال إن بلعين قدمت ولا تزال نموذجاً رائعاً وفاعلاً للمقاومة الشعبية السلمية، التي استقطبت المتعاطفين من كل مكان حول العالم، وهذا النموذج على الناشطين في غزة السير على نهجه .
ويتفق رئيس “اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار” النائب جمال الخضري مع سابقيه أبو عامر وعوكل، في أهمية المقاومة الشعبية، باعتبارها نوعاً من أنواع المقاومة الجادة والمهمة .