الخميس 10 نيسان (أبريل) 2014

موقف مسيحي جدير بالاحترام

الخميس 10 نيسان (أبريل) 2014 par صالح عوض

لم تكن فتوى الفاتيكان عقب نكبة حزيران جوان 1967 ببراءة اليهود من دم المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام بريئة..نعم نحن المسلمون نعتقد ونؤمن بأنهم “لم يقتلوه ولم يصلبوه ولكن شبه لهم”..ونحن نؤمن كذلك بأن كل نفس بما كسبت رهينة، ولا نقبل أن نأخذ الأبناء بجريرة الأباء..لكننا ندرك أية جغرافيا للكلمة يومذاك كانت شاهدة حول موقف الفاتيكان؟..إنها جغرافيا الدعم بكل معانيه للعدوان الصهيوني على الدول العربية.. وتحطيم أخر حاجز نفسي شعبي مسيحي حول اليهود الغزاة.

من هنا بالضبط تأتي أهمية الموقف الأخير الذي جاء من خلال البيان الختامي لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك الذي دعا لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي، وخرج بتصريحات تقوض الأساطير الصهيونية.

وقد خلص أساقفة كاثوليك، بعد مؤتمر استغرق أسبوعين في روما إلى دعوة المجتمع الدولي، وخصوصاً الأمم المتحدة، إلى العمل على “وضع حد لاحتلال الأراضي الفلسطينية”.

قال المطران كيرل سليم بسطرس، أسقف كنيسة الروم الكاثوليك في الولايات المتحدة في البيان الختامي للمؤتمر: “نحن المسيحيون لا يمكننا الحديث عن”أرض الميعاد“كحق حصري ومطلق للشعب اليهودي.. فقد أبطل هذا الحق بمجيء المسيح.” وأضاف قائلاً: “لم يعد هناك شعب مختار، فكل الرجال والنساء من كافة الدول أصبحوا شعباً مختاراً”.

وقال المطران: إن إسرائيل تستخدم “الكتاب المقدس لمواصلة احتلال المناطق الفلسطينية”، وأضاف أنه “لا يمكن استخدام الكتاب المقدس لتبرير عودة اليهود وتهجير الفلسطينيين”.

إسرائيل تخرج عن طورها

ونددت إسرائيل بما خلص إليه اجتماع الأساقفة، ووصفت بيانهم بأنه “افتراء”، وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، في تصريحات نقلتها عنه شبكة “سي إن إن”ـ “إننا نعبّر عن خيبة أملنا بأن يصبح هذا المؤتمر المهم منبراً للهجوم السياسي على إسرائيل في سياق الدعاية العربية الموجهة”.

وأضاف قائلاً: “إن المؤتمر تعرض للاختطاف على أيدي غالبية مناهضة لإسرائيل.”، وأشار إيالون إلى تصريحات الأساقفة الكاثوليك الذين قالوا إن “إسرائيل ليست أرض الميعاد لليهود.” وقال إيالون: “لقد شعرنا بالصدمة من تصريحات ولهجة بسطرس على وجه الخصوص في مؤتمره الصحفي”. وتابع يقول: “إننا ندعو الفاتيكان إلى النأي بنفسه عن تصريحات المطران بسطرس التي تشكل افتراء بحق الشعب اليهودي ودولة إسرائيل، وينبغي ألا يتم طرحها باعتبارها الموقف الرسمي للفاتيكان.” وأضاف: “ويجب ألا تلقي هذه التصريحات العدائية بظلالها على العلاقة المهمة بين الفاتيكان ودولة إسرائيل والشعب اليهودي”.

إننا نشعر بالتقصير في بناء علاقات طبيعية وحقيقية مع أصحاب الديانات، سيما وأن هناك رموز دينية عالمية من يهود ومسيحيين يعلنون الحقيقة ويتصدون لجريمة الكيان الصهيوني، ويطالبون بعودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه..كما أن المسيحيين العرب هم من يتحمل مسؤولية متقدمة في التقصير..كان لابد أن يتحرك العرب المسلمون والمسيحيون بصوت إنساني مدو ضد العنصرية الصهيونية، مؤكدين على أن فلسطين هي أرض الإنسان أرض من يسكنها، وهي الأرض المباركة، وهي لن تكون أرض العنصرية الصهيونية المعادية لكل إنسان.

إن الضربة المعنوية التي تلقاها الكيان الصهيوني من تصريحات هؤلاء القساوسة المحترمة، سيكون لها ما وراءها من مواقف شعبية وسياسية يجب عدم الجلوس وتكتيف الأيادي، بل لابد من التقدم لإحداث مزيد من الوعي بجريمة الكيان الصهيوني ضد الإنسانية جمعاء..تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 64 / 2166058

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2166058 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010