الخميس 3 نيسان (أبريل) 2014

رأي اليوم: البرغوثي- بولارد بالطريق

الخميس 3 نيسان (أبريل) 2014

ما لم تحدث مفاجئات من العيار الثقيل بحجم عملية عسكرية كبرى تنفذها احدى الفصائل الفلسطينية داخل دولة الكيان الصهيوني فأن الأيام القليلة القادمة ستشهد عودة مسار المفاوضات الفلسطينية الى سكته التي بدا اعلاميا انه خرج عنها فيما لا تزال فعليا المفاوضات مستمرة وتكاد ان تصل الى اتفاق لتمديدها حتى نهاية العام الحالي ضمن صفقة قد تحمل اسم اتفاق “بولارد-البرغوثي.
ومن عنوانها سيشمل اتفاق تمديد المفاوضات ان تبادر الأدارة الأميركية الى اعلان نيتها اطلاق سراح الجاسوس الأسرائيلي جونثان بولارد كثمن لأعلان اسرائيلي بأطلاق الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل توقيع اتفاق “أوسلو” و14 من هؤلاء يحملون الجنسية الأسرائيلية واستعدادها لاحقا لأطلاق سراح دفعة اخرى من اربعمائة الى الف اسير وتشمل اسماء فلسطينية قيادية وتاريخية وفقا لما ذكره وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمفاوض الفلسطيني صائب عريقات خلال لقاء استمر ثلاث ساعات ليلة اول من امس بحضور رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.
وتسعى السلطة الفلسطينية للحصول على ضمان اميركي بأن يكون اسم عضو حركة “فتح” مروان البرغوثي ضمن من وصفهم الوزير كيري باسماء “فلسطينية قيادية وتاريخية” سيفرج عنها.
ولم تقدم الأدارة الأميركية ضمانا بذلك حتى الأن ومن هنا جاء التصعيد الرسمي التلفزيوني الفلسطيني بتوقيع الرئيس محمود عباس على خمسة عشر اتفاقية خاصة بالأمم المتحدة على الهواء وضمن بث حي ومباشر لتلفزيون فلسطين وذلك من باب التهديد كون تفعيلها يحتاج لحراك عربي وتصويت اممي قد يمتد لنحو عام وهو ما لم تبادر له بعثة فلسطين في الأمم المتحدة لغاية الأن.
وعمليا فأن الأتفاقات التي وقعها عباس غير ذات صلة بالصراع مع اسرائيل ولا تتعلق بوضع الأراضي الفلسطينية تحت الأحتلال او محكمة جرائم الحرب وانما هي طلبات للانضمام الى مؤسسات الامم المتحدة الخاصة بالتمييز ضد المراة والطفل ومكافحة الفساد ومكافحة الارهاب واخرى مشابهة.
وعلى الصعيد الأسرائيلي فأطلاق سراح الجاسوس بولارد سيعزز من شعبية رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ومن قوة وتماسك حكومته اليمينية كونه نجح فيما عجزت عنه حكومات متتالية وفرض على الأدارة الأميركية أطلاق الجاسوس الأسرائيلي ليبدو نتنياهو بمظهر القائد الذي لا يترك جنديا خلفه في الميدان وهو ثمن يرتضيه مقابل موافقته على تقديم محفزات للفلسطينيين.
اما اميركيا فأطلاق سراح بولارد ليس عظمة كبيرة تقدمها أدارة اوباما لنتنياهو بل قد يضيف شعبية للأدارة الأميركية لدى اللوبيات المؤيدة لأسرائيل في واشنطن وتتيح لها استخدام ورقة بولارد قبل احتراقها سيما وان الجاسوس سينهي ثلثلي مدة اعتقاله في شهر نوفمبر من العام القادم وسيكون من حقه كمواطن أميركي الأفراج المشروط كونه لم يرتكب اي مخالفة داخل السجن خلال فترة اعتقاله.
وتشمل صفقة المغريات المقدمة للسلطة اعلان اسرائيلي بوقف التوسع الأستيطاني بالضفة الغربية بأستثناء القدس, ووقف الأعتقالات اليومية والمداهمات للمناطق الخاضعة لسيطرة السلطة والتوسع بموافقات لم الشمل وتسهيلات اقتصادية ومعونات نقدية اميركية. وبعيدا عن التصعيد الأعلامي بين الجانبين اللفسطيني والأسرائيلي فأن ما يعيق صفقة “بولارد-البرغوثي” هو مصادقة الرئيس الأميركي باراك اوباما على اطلاق الجاسوس وضمانة اميركية بأطلاق سراح البرغوثي فيما لا تعترض اسرائيل على اطلاق سراح القيادي الفتحاوي الأخر فؤاد الشوبكي لكبر سنه واعتلال صحته بينما ليس معروفا ان كانت الصفقة ستشمل امين عام الجبهة الشعبية احمد سعدات المحكوم بثلاثين عاما. وللتذكير فقط فأن انتهاء فترة المفاوضات الراهنة هو التاسع والعشرين من شهر ابريل الجاري وقد اعلن اليوم وزير الخارجية كيري ان الطرفين الفلسطيني والأسرائيلي سيواصلان التفاوض حتى نهاية الشهر الجاري فيما أبلغ الجانبين خلال لقائه معهما في القدس انه بحاجة لبضعة ايام للتشاور مع رئيسه ما يلقي الكرة في الملعب الأميركي فأن أطلق أوباما بولارد فسيطلق نتنياهو البرغوثي وعدة مئات من السجناء.

- رأي اليوم /د.سنان شقديح



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2178730

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178730 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40