كيري يلغي زيارته إلى رام الله، نتنياهو عطاءات لبناء 700 وحدة استيطانية في القدس

أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن سلطات الاحتلال واصلت الشهر الماضي حملات الاعتقال التي تمارسها ضد الفلسطينيين . ورصد المركز خلال شهر مارس/ آذار 385 حالة اعتقال لفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة بينهم ثلاثة محامين، وأوضح أن الاحتلال واصل خلال الشهر نفسه استهداف الأطفال الفلسطينيين ما دون الثامنة عشرة والنساء الفلسطينيات، مشيراً إلى تعرض ما يزيد على 70 طفلاً لعمليات اعتقال لفترات مختلفة إلى جانب سبع سيدات.

فيما أفادت إذاعة العدو أمس، أن دوي الانفجارات في مدينة “إيلات” على البحر الأحمر، ناجم عن إطلاق صواريخ “بطريق الخطأ” . ونقلت الإذاعة عن شرطة الاحتلال قولها إن الأمر لا يتعلق بإطلاق صواريخ “غراد” على المدينة كما تردد إعلامياً، بل ناجم عن انطلاق صواريخ خطأ من منظومة “القبة الحديدية” المنتشرة في المدينة.

ومن جهة أخرى وقع محمود عباس أمس، طلب الانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الأمم المتحدة، وذلك خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية ترأسه في مقره في رام الله، ورفع أعضاء القيادة الفلسطينية بالاجماع أيديهم تأييداً للقرار .

وقال عباس في افتتاحه للاجتماع الذي انتهى عقب توقيعه الطلبات “القيادة وافقت بالإجماع على توقيع” طلبات “التوجه إلى المنظمات والمعاهدات، وسترسل فوراً إلى عناوينها”، وأضاف “لا نريد استخدام هذا الحق ضد أحد ولا نريد المواجهة مع أحد أو الصدام مع الولايات المتحدة”، مشيرا إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي “بذل جهداً خلال 39 لقاء عقدناه معه” .

وأضاف “نحن لا نعمل ضد أمريكا ولا ضد أي طرف آخر، رغم أن هذا حقنا ووافقنا على تأجيل استخدامه تسعة شهور”، وتابع عباس “بعد ما رأينا من مماطلة لم نجد مناصا من التوقيع على هذه الاتفاقيات، وفي الوقت نفسه نحن مصرون على الوصول إلى تسوية من خلال المفاوضات” .

وقال: “نحن وافقنا على عدم التوجه إلى الأمم المتحدة من أجل إطلاق سراح هؤلاء الأسرى أحبتنا، ونحن قلنا إنه إذا لم يتم إطلاق سراحهم سنبدأ بالذهاب إلى منظمات ومعاهدات الأمم المتحدة”.

وكانت قد تصاعدت وتيرة الانتهاكات “الإسرائيلية” في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، في وقت مازالت فيه حالة ترقب عامة لما قد تفضي إليه نتائج المباحثات التي يقودها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بخصوص تمديد فترة المفاوضات حتى نهاية العام، وطبيعة الثمن المعروض على الجانبين “الإسرائيلي” والفلسطيني لقاء هذا التمديد، وأشارت مصادر فلسطينية رسمية ل(الخليج)، إلى إمكانية عقد لقاء اليوم الأربعاء، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكيري في رام الله، بعد أن أجل الاجتماع مساء أمس الأول .

في وقت لاحق قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن كيري ألغى، أمس، اجتماعاً مع الرئيس الفلسطيني في رام الله بخصوص إجراء محادثات في اللحظات الأخيرة بشأن تمديد مفاوضات السلام مع “إسرائيل” . وقال المسؤول “لن نسافر غداً” (اليوم الأربعاء) .

وأعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حالة انعقاد دائم لحين تبيان ما يحمله كيري من نقاط لدراستها واتخاذ المواقف السياسية بشأنها .

وفي إطار السياسات “الإسرائيلية” المنافية لأي إمكانية للتفاوض، أقرت حكومة الاحتلال قرار سلب 600 دونم من أراضي الفلسطينيين لبناء مزارع وبنية تحتية خاصة بالمستوطنين قرب قرية قريوت جنوبي نابلس .

وأعلنت حركة “السلام الآن” المناهضة للاستيطان في الكيان، أن “إسرائيل” أعادت طرح عطاءات لبناء 708 وحدات استيطانية في القدس . وقال مصدر “إسرائيلي” قريب من محادثات السلام إن “إسرائيل” ربما تفرض تجميداً جزئياً على البناء في المستوطنات لكي تستمر المحادثات . والوقف المقترح للتوسع في الضفة الغربية المحتلة، سيكون جزءاً من خطة تشمل الإفراج عن الجاسوس “الإسرائيلي” جوناثان بولارد المسجون في الولايات المتحدة ومئات الفلسطينيين، وقال المصدر القريب من المحادثات بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وكيري إن الفلسطينيين سيوافقون في المقابل على تمديد محادثات السلام بعد المهلة التي تنتهي في 29 من الشهر الحالي، حتى نهاية العام" .

وتوجه كيري إلى بروكسيل لحضور اجتماع لحلف شمال الأطلسي . وذكرت مصادر قريبة من المحادثات أنه قد يطلق سراح بولارد قبل عطلة عيد الفصح التي تبدأ في غضون أسبوعين، وامتنع متحدث باسم استر زوجة بولارد عن التعليق .

وقال البيت الأبيض إنه ليس لديه أي جديد ليعلنه عن الجاسوس “الإسرائيلي”، مشيراً إلى انه مدان بتهمة التجسس وهو يقضي عقوبته" .

والتقى كيري نتانياهو مرتين خلال 24 ساعة، وكان اللقاء المقرر الثلاثاء، بين الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الأمريكي في رام الله ألغي، واستبدل بلقاء بين الأخير وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، وعقد في مدينة القدس .

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي عقب مشاركته في اجتماع للقيادة استمر حتى وقت متأخر من الليل، إنه جرى الاتفاق على ثلاث نقاط تتعلق بالحالة الفلسطينية الراهنة، وأضاف أن القيادة الفلسطينية اتفقت على “عدم الموافقة على تمديد المفاوضات التي، من دون وقف كامل للأنشطة الاستيطانية”، إلى جانب التوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين إذا لم تفرج “إسرائيل” عن الدفعة الرابعة من الأسرى ب“الكامل”، وإن الاجتماع انتهى أيضاً للاتفاق على إرسال وفد من 5 أشخاص للتوجه للتحدث مع حماس من أجل إيجاد مخرج للمصالحة الوطنية