الاثنين 31 آذار (مارس) 2014

مناورات تفاوضية

الاثنين 31 آذار (مارس) 2014 par محمد عبيد

موعد الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، انقضى، ولم يقدم الاحتلال على هذه الخطوة التي نصّ عليها تفاهم استئناف المفاوضات قبل ثمانية أشهر الذي توصل إليه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع الجانبين الفلسطيني و“الإسرائيلي”، وفي ظل المهل الضاغطة التي تحيط بظروف المفاوضات، المقرر أن تنتهي بنهاية شهر إبريل/ نيسان المقبل، يبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى مجدداً إلى انتهاج مقاربة المناورات الهادفة إلى إطالة أمد التفاوض وتمديده .
صحافة الكيان كشفت عن مقترح تقدمت به واشنطن و“تل أبيب” للإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، إضافة إلى 400 أسير آخرين مقابل تمديد المفاوضات ستة أشهر، وزعمت أن “إسرائيل” تعهدت بموجب المقترح الإفراج عن أسرى فلسطين المحتلة عام 1948 الذين تشملهم الدفعة الرابعة، وربطت تحديد هوية الأسرى ال400 المقترح إطلاق سراحهم بمعاييرها فقط، من دون أن يكون للطرف الفلسطيني دور في ذلك .
الواضح في الأمر، وكما هو دائماً، أنه لا مجال للركون لمثل هذه المناورات التي تنتهجها “إسرائيل” ومن خلفها الإدارة الأمريكية، فما كان جلياً، ولا يزال، منذ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن التوجه ينحو إلى الضغط على الجانب الفلسطيني لتمديد التفاوض حتى نهاية العام الحالي، بأيّ ثمن كان، والواضح أيضاً أن الجانب الفلسطيني لن يكون قادراً على مجابهة كل هذا الضغط في ظل الظروف الداخلية والإقليمية والدولية الحالية .
وحديث وزير الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع عن أن “إسرائيل” وواشنطن تقدمتا بالعديد من العروض، لكن عباس رفضها كلها قبل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، الذين لا يتجاوز عددهم 30 أسيراً، يثبت أن الحراك القائم لا يتعدى كونه محاولة لانتزاع موافقة فلسطينية على تمديد المفاوضات التي لا تجد ما يثبت أنها حقيقية، وتبدو مجرد شكليات، ولعبة لكسب الوقت لمصلحة الاحتلال ومخططاته .
هذه المناورات السياسية الأمريكية “الإسرائيلية” لن تقف عند أيّ حد، وعندما تتوقف فإن ما يحدد ذلك هو انتزاع قرار فلسطيني بتمديد المفاوضات، ما يعني المزيد من تضييع الوقت والجهود، ومنح الغطاء للاحتلال للاستمرار في مخططاته التهويدية والتوسعية، ومشاريعه لاقتلاع الفلسطيني من أرضه، وتشريده مجدداً، وما يعني إلغاء أي إمكانية لبناء دولة فلسطينية على الأرض المحتلة، وتقييد أي محاولة للضغط على الاحتلال أو ملاحقته دولياً، بحجة استمرار العملية التفاوضية .
وعلى الجانب “الإسرائيلي” الساعي بشدة إلى تمديد هذه المأساة، يبدو الخيار حيوياً، كونه يدرك أن الوسيلة المثلى لتثبيت مخططاته هي حالة “اللا سلم واللا حرب” التي يدفع الفلسطيني إليها، فنرى يومياً مزيداً من الاستهداف “الإسرائيلي” للكل الفلسطيني، من خلال القتل والهدم والاقتلاع والتوسع الاستيطاني غير المسبوق .
الأمر الوحيد الذي بيد الجانب الفلسطيني في هذه الوضعية، يتمثل في رفض تمديد المفاوضات، ووقف هذا المسار الذي ثبت أنه جاء لخدمة الكيان ومخططاته فقط، ومن ثم بحث الوسائل لمواجهة الاحتلال بكل الإمكانات المتاحة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 47 / 2177556

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2177556 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40