فلسطين تحيي الذكرى ال 38 ليوم الأرض

يحيي الفلسطينيون، اليوم، الذكرى الثامنة والثلاثين ليوم الأرض، وسط إدراكهم بأن المعركة الحقيقية مع الاحتلال هي على الأرض وليست على طاولة المفاوضات التي استخدمتها “إسرائيل” كغطاء على مواصلة سياستها الاستيطانية .
وفرقت شرطة الاحتلال بعنف، أمس، تظاهرة في القدس المحتلة ما أسفر عن سقوط 15 جريحاً بينهم أربعة صحفيين، فيما اعتقلت ستة فلسطينيين . وأصيب العديد من المتظاهرين وأربعة صحفيين بينهم مصوران لوكالتي “فرانس برس” و“رويترز” بمقذوفات أطلقتها قوات الاحتلال خلال مواجهات أمام باب العمود عند مدخل البلدة القديمة . ونقل مصور “فرانس برس” الى المستشفى بعد إصابته في رأسه .
وجرت التظاهرة التي شارك فيها عشرات من الأشخاص قبل ان يتم تفريقها، عشية إحياء “يوم الأرض” وهو ذكرى استشهاد ستة فلسطينيين في 30 مارس/ آذار 1976 خلال تظاهرات احتجاجاً على مصادرة أراض من جانب “إسرائيل” .
وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري إن “المتظاهرين بدأوا يرشقون عناصر الشرطة بالحجارة فرد هؤلاء مستخدمين وسائل مكافحة الشغب”، لافتة إلى اعتقال “ستة أشخاص” من بين المتظاهرين .
ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في هذه المناسبة إلى محاسبة “إسرائيل” على جرائمها ومحاصرة سياستها التوسعية، مؤكدة التمسك بالحقوق الوطنية ورفض المساس بالمرجعيات الدولية التي أقرت هذه الحقوق . وأعلنت اللجنة رفضها أي تمديد للمفاوضات . وأشارت إلى أن ذكرى يوم الأرض تأتي هذا العام في ظل هجمة استيطانية متصاعدة تهدف إلى المزيد من نهب الأرض وتكريس الاحتلال .
وأكد المجلس الوطني الفلسطيني في هذه الذكرى الاستعداد الكامل للعمل من أجل إحباط مخططات ومشاريع الاحتلال الهادفة إلى سرقة الأرض وطرد أصحابها الأصليين منها، مؤكداً أن لغة الصلف والعنجهية التي تتسم بها سياسات الاحتلال لن تزيد شعبنا إلا قوة وتصميماً على تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال، فالاحتلال إلى زوال، وسيبقى الشعب الفلسطيني متجذراً في أرضه يفديها بدمائه .
ودعا وزير الزراعة الفلسطيني وليد عساف، إلى أوسع مشاركة جماهرية في فعاليات الذكرى ال 38 ليوم الأرض، مؤكدا أن يوم الأرض يشكل علامة فارقة في طريق النضال الفلسطيني ضد مخططات الاحتلال، والهادفة إلى سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية لمصلحة التوسع الاستيطاني وجدار الفصل العنصري .
وأكدت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن المقاومة الشعبية هي الطريق لتقصير عمر الاحتلال وتغيير ميزان القوى المختل بالتوازي مع حركة المقاطعة وفرض العقوبات على “إسرائيل” وتعزيز صمود شعبنا واستعادة وحدته الوطنية، مجددة على أن يوم الأرض شكّل علامة فارقة في نضال الشعب الفلسطيني، سواء داخل أراضي ال 48 أو في الضفة والقدس وقطاع غزة .
وقالت المبادرة الوطنية الفلسطينية: “لم يتبق شيء لمن يراهن على المفاوضات مع اسرائيل بعد كل ما تقوم به وتفعله على الارض من اجل تحويلنا الى عبيد للابارتهايد ونشر اليأس والإحباط في صفوف شعبنا والانقضاض على حل الدولتين باستبداله بحلول انتقالية وجزئية، مطالبة بالتوجه الفوري إلى الأمم المتحدة للانضمام إلى مؤسساتها لا سيما محكمة الجنايات الدولية لملاحقة مجرمي الحرب”الإسرائيليين“ومحاسبة”إسرائيل" على كل ما تقوم به من استيطان وتطهير عرقي .
وأكد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” أن تحصين المشروع الوطني الفلسطيني، وتحرير الأرض والإنسان يستدعي إنهاء الانقسام ووضع استراتيجية وطنية متوافق عليها لمجابهة التحديات .
ودعا النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إلى ضرورة أن تشكل ذكرى يوم الأرض انطلاقة حقيقية لإنهاء الانقسام والتوحد، مشدداً على أهمية إدراك أخطار الانقسام على القضية الفلسطينية .