الأحد 23 آذار (مارس) 2014

لن تفلت« إسرائيل» من الحساب

الأحد 23 آذار (مارس) 2014 par صالح عوض

قبل يومين، اغتالت القوات الصهيونية ثلاثة من رجال المقاومة الفلسطينية، في مخيم جنين، الأمر الذي يكشف إلى أي حد أصاب قادة الكيان الصهيوني العمى والغرور، شأن كل مستعمر. وكما قال المفكر الأممي الثائر فرانس فانون: “الاستعمار حيوان بليد”.. لا تعرف القيادة الصهيونية أن الشعب الفلسطيني كله يقف على قلب رجل واحد عندما يتعلق الأمر بالدم الفلسطيني والمقدسات.. وعندما يهرب القادة الصهاينة من استحقاقات ضرورية تتعلق بالتوقف عن الاستطيان والتخلي عن الغطرسة والاحتلال والاستجابة للموقف العربي والدولي.. قادة إسرائيل يفرون إلى الأمام ولكن نحو كمائن التاريخ ونهايات الظلم والاستبداد.

في المنطقة، كما في العالم، أصبح الضمير الإنساني أكثر تأففا من أساليب القيادات الصهيونية المنحطة المحقورة.. حتى إن الأمريكان حلفاء« إسرائيل» الاستراتيجيين بل الأكثر من حلفاء، يتذمرون من تصرفات قيادة الكيان الصهيوني المتعجرفة، ولا تزال الإدارة الأمريكية تنتظر اعتذارا من يعلون وزير الحرب الصهيوني عن تفوهات بخصوص القوة العسكرية الأمريكية..

الآن مرحلة تاريخية مفصلية في عمر الكيان الصهيوني.. ولقد أصبح التجمع الصهيوني في حالة من الذعر الوجودي في الضفة الغربية وقطاع غزة والـ48 وجنوب لبنان والجولان والضرب بالقنابل والصواريخ والعبوات يتناوش أمن إسرائيل وقواتها وهي تغرق بردات فعل تمعن من خلالها في استفزاز الإقليم والعالم.. كما أن الضغط السياسي الدولي الذي يتصدى لجنوح التطرف الصهيوني حيث يتصدى العالم كله للاستطيان من خلال مقاطعة كل ما ينتج عن المستوطنات.. والأمر نفسه في عدم الاعتراف بالجدار العنصري العازل.

لن يتنازل الفلسطينيون عن حقوقهم الثابتة في أرضهم وبيوتهم ووطنهم.. ولن يتنازل العرب والمسلمون بمقدساتهم وأرضهم المباركة ولن يقبل الضمير الإنساني الحر أن تستمر هذه العنجهية الصهيونية بقتل وحصار وعزل الفلسطينيين ومصادرة ممتلكاتهم وإهانة شعب بكامله بحرمانه من تقرير مصيره.

ولئن كانت ظروف استثنائية في الأمة دعت إلى مثل ما نحن فيه من تشتت فإنه على قادة إسرائيل أن يدركوا أن العرب سريعو الكسر ولكنهم سريعو الجبر، وأن فلسطين بالنسبة إليهم هي محل الإجماع الأوحد.. ولئن اختلفت طلائع الأمة وقادتها على كل شيء في السياسة والثقافة والأولويات فإنها جميعا تتفق على فلسطين. وهي كما قال المرحوم الرئيس الجزائري: فلسطين هي الإسمنت المسلح الذي يوحد أمتنا..

لن تقبل قيادة الكيان الصهيوني بأي حل سياسي حتى لو خرج من مطابخ الولايات المتحدة الأمريكية ذلك لأنهم لا ينظرون بعين التحليل المنطقي الواقعي، الأمر الذي سيدفعهم إلى تفجيرات أكثر تعقيدا في سوريا ولبنان وغزة والضفة بل قد يتعدى الأمر ذلك كما صرح يعلون بضرورة ضرب أهداف حيوية في إيران.

«إسرائيل» لن تبقى كما هي الآن.. ستخرج حتما من مدن الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة وحينذاك يكون الفسطيينيون قد تجاوزوا كثيرا من أزماتهم الداخلية.. وستدفع «إسرائيل» من جسدها الافتراضي ومن أمنها وسيكتشف الصهاينة أن مشروع «إسرائيل» لم يكن إلا وصفة للقلق والحيرة والخوف والموت المجاني.. إن حسابا عسيرا سيلاقيه هذا الكيان العنصري.. وسيتحقق النصر المؤكد لشعب عزيز وأمة كريمة وسينتصر الصبر الفلسطيني على العدوان الصهيوني.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 45 / 2165777

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165777 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010