الجمعة 21 آذار (مارس) 2014

ماهي السلطة الوطنية الفلسطينية؟

الجمعة 21 آذار (مارس) 2014 par نواف أبو الهيجاء

السلطة الفلسطينية كانت وليدة اتفاقية اوسلو لعام 1993. وهي التي تدير المناطق الفلسطينية المتفق على إدارتها في الاتفاقية. هناك جسم فلسطيني يمثل الشعب العربي الفلسطيني هو (منظمة التحرير الفلسطينية). اعترافات دول العالم كانت ولا تزال بالمنظمة وليس بالسلطة. لكن السلطة ما لبثت أن تغولت وأصبحت البديل العملي على الأرض لمنظمة التحرير الفلسطينية. شلت المنظمة ومنذ نحو عشرين عاما. والمجلس الوطني الفلسطيني هو أيضا كائن على الورق وليس على الأرض. والحقيقة أن السلطة لا يمكن أن تمثل الشعب الفلسطيني كونها تحكم جزءا من الأرض في الضفة الغربية فقط بعد انفصال قطاع غزة قبل أكثر من ست سنوات.
وقد أقرت مرات عدة إعادة هيكلة المنظمة والسعي إلى انتخابات جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني دون أن يحدث على الطبيعة ما يفيد بالعزم على تفعيل المنظمة وإعادة هيكلتها أو السعي إلى انتخابات جديدة لمجلس وطني فلسطيني يمثل الشعب في الداخل كما في الشتات.
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مجرد هيكل لا حياة جدية فيه والسلطة هي التي تقوم بكل شيء. ولكن الرئيس الفلسطيني هو رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة وهو في الوقت عينه رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إذا لا وجوب نظريا للحديث عن تناقض أو تباين بين الطرفين (السلطة التي يرأسها رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة) لكن الواقع يقول إن السلطة تتعامل مع العدو المحتل تعاملا يوميا وهي محكومة بنواظم واشتراطات اتفاقية رفضها الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله. بالتالي هناك حاجة لوجود ممثل حقيقي للشعب الفلسطيني يتعامل مع الوقائع محكوما بالثوابت الوطنية الفلسطينية. أي أن المنظمة عمليا لا تكون محكومة بنواظم واشتراطات الاتفاقيات المبرمة بين السلطة والاحتلال والمنظمة هي التي تحتوي وتضم كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة والتي تؤمن مثلا بالكفاح المسلح الذي تخلت عنه السلطة عمليا بدليل أنها تصدر بيانات استنكار كلما وقعت عملية فدائية ضد الاحتلال أو كلما انطلق صاروخ فلسطيني من قطاع غزة مستهدفا المحتلين الذين يحاصرون القطع منذ ست سنوات أو أكثر.
أي أن السلطة تتصرف ضمن المفروض واقعيا ضمن الممكن أما المنظمة فهي تتصرف على وفق الطموح والفرق ساشع بين الواقع والطموح. الواقع أن هناك احتلالا متغولا وهو احتلال يدمر وينسف ويغتال ويقتل ويؤسرل ويهود ويصادر ويعتقل يوميا ويبني المستوطنات، أما الطموح فهو السعي الى الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة في مقدمها حق العودة والقدس العاصمة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الثرى الوطني الفلسطيني.
المسافة هي بين التعامل مع الاحتلال كقوة قائمة، وهذا واجبات السلطة الفلسطينية وبين السعي بكل الوسائل ومنها الكفاح المسلح لانتزاع الحقوق الفلسطينية والعربية في فلسطين.
المشكلة أن السلطة متغولة وهي تنوب اليوم عن المنظمة وعن الفصائل وبذلك يتراجع السعي إلى التحرير والعودة في مقابل تقديم التنازلات للمحتل، وهذا هو الإشكال الذي يجب حله اليوم قبل الغد.
أن نسعى إلى استعادة قوتنا إلى الوحدة الوطنية وإلى تفعيل المنظمة وإعادة السلطة إلى حجمها الطبيعي. فهل تقوم القيادات المسؤولة بتحمل المسؤولية التاريخية قبل أن تقود المفاوضات إلى الاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني ما يعني التخلي عن فلسطين العربية الفلسطينية؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165261

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165261 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010