الأحد 16 آذار (مارس) 2014

قرن الظلم وعام التضامن

الأحد 16 آذار (مارس) 2014 par خيري منصور

لو قرر العالم أن يكون القرن الحادي والعشرون هو قرن التضامن مع الشعب الفلسطيني لما كان ذلك مُبالغة، لأن مؤرخي القرن العشرين أطلقوا عليه اسم القرن اليهودي، بدأ مع وعد بلفور لهذا اعتبروه أقصر القرون، والمقصود بهذه التسمية ليس فقط ما حققه اليهود وهو ما يسمى “حرب الاستقلال الأولى” عام 1948 باعتبار أن احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967 هو استكمال لتلك الحرب ولذلك الاستقلال المزعوم والمقصود بالفعل هو نفوذ الصهيونية الذي بلغ أقصى الحدود في نطاق القارتين الأمريكية والأوروبية، وتم توظيف الهولوكوست لممارسة سلسلة من الابتزازات حتى في البلدان التي لم يكن للنازية فيها وجود كأمريكا، لهذا يرى مثقفون وناشطون أمريكيون أن بلادهم يجب ألا تُعاني مما يسمى الذاكرة الآثمة إزاء اليهود كما هو الحال في ألمانيا .
وقبل أسبوع عندما وقفت المستشارة ميركل بجوار نتنياهو كَررت مصطلح الدولة اليهودية مرتين، ما دفع صحفياً أوروبياً إلى التعليق على المشهد بقوله “إن أدولف هتلر كان له ظل فيه”!
ولو لم تكن السيدة ميركل ألمانية لربما اكتفت بذكر الدولة اليهودية كما يريدها نتنياهو مرة واحدة .
وقد دشنت سلطات الاحتلال والاستيطان عام التضامن مع الشعب الفلسطيني بخطوات عدة، أولها توسيع رقعة الاستيطان، وثانيها خلخلة ما تبقى من أسس الأقصى، أما ثالثها فهو إطلاق النار على أحد القضاة الفلسطينيين وهو قادم من عمان باتجاه الضفة الغربية، والذريعة المُعلنة بل الملفقة أنه حاول انتزاع السلاح من جندي “إسرائيلي” .
إن كلمة تضامن بحد ذاتها باردة وتقترب من الحياد إذا اتفقنا على أن لكل مقام مقالاً، وبالتالي مصطلحاً يليق به، والتضامن بالصيغة التي جُربت مراراً هو أضعف الإيمان، لأنه لا يعني بالضرورة إدانة وتجريم الطرف الآخر الذي يمارس الحصار والتنكيل والتشريد إضافة إلى تجريف الأرض والهوية .
ولأن احتلال فلسطين هو آخر احتلال مسكوت عنه دولياً فإنه وصمة عار على جبين كوكب برمته، فالبشر جميعاً مسؤولون عما يلحق ببعضهم من ظلم وانتهاك لأن الحقوق لا تتجزأ وكذلك منظومة القيم .
لقد اتسعت فلسطين ذات يوم لتصبح بسعة العالم كله، بعد أن كانت ذات نطاقين وإطارين أحدهما عربي والآخر إسلامي، إضافة إلى النطاق الإنساني . ومن استشهدوا أو اعتقلوا من غير الفلسطينيين والعرب في سبيل فلسطين اختاروا بمحض إرادتهم هذا النسب، وهذه الهوية . فقد وُلدوا أمريكيين على غرار راشيل كوري . . لكنهم ماتوا فلسطينيين .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2176801

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2176801 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40