الجمعة 14 آذار (مارس) 2014

شلّح: ملتزمون بالتهدئة طالما التزم بها العدو

الجمعة 14 آذار (مارس) 2014

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلح التزام حركته بالتهدئة، «طالما التزمها العدو الإسرائيلي»، مشدداً على أن المقاومة الفلسطينية وقعت في السابق اتفاق تهدئة برعاية مصرية لكنها لم توقع صك استسلام.. وأن هناك اتفاقاً عاماً بين الفصائل الفلسطينية على حق المقاومة في الرد. وقال شلح في مقابلة مع الميادين إنه «من المعيب أن نصمت على الحرب المتواصلة بالاستيطان والترهيب. صبرنا لكنْ للصبر حدود وأخذنا زمام المبادرة لأن الأمر يتعلق بسقوط شهداء من الجهاد الإسلامي». وأضاف: «إسرائيل جربتنا بالأمس واليوم وفي كل الاجتياحات ونحن مزقنا أحشاء هذا الكيان»، مؤكداً أن «العدو الإسرائيلي انكفأ عن غزة تحت نار المقاومة».
وأكد شلح على التواصل المستمر بين «الجهاد» و«حماس»، وأنه لم ينقطع في أي وقت من الأوقات. واعتبر أن لـ «إسرائيل» مشروعاً واحداً هو الدولة اليهودية وهذا ما يطرح الاستفهامات الكبيرة حول مسار المفاوضات، منتقداً مسار المفاوضات مع «إسرائيل». وقال: «غيرنا جرب الحل السلمي ولم يفلح فيه».
وعن الأزمة في سورية أكد شلح أنه ليس أمام سورية إلا الحل السياسي من أجل مستقبل أفضل، معتبراً أنّ ما يحصل هناك «محرقة لتقسيم البلد والارتماء في أحضان إسرائيل»، متسائلاً: «ماذا يمنع أن تمتد الأزمة في سورية إلى مئة سنة إذا استمرت وتيرة الدمار على ما هي عليه اليوم».
من جهته، أعلن الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب أنه تم بعد ظهر أمس التوصل لاتفاق لتثبيت التهدئة مع «إسرائيل» بوساطة مصرية. وقال شهاب إن «الجانب المصري أبلغنا بالتوصل لاتفاق لتثبيت التهدئة بشكل متبادل وفقاً لشروط التهدئة التي تم الاتفاق عليها بعد الحرب «الإسرائيلية» الثانية على غزة في نهاية 2012 وموافقة الإحتلال الإسرائيلي». وأضاف إن «فصائل المقاومة ملتزمة بتثبيت التهدئة شرط الالتزام الإسرائيلي الكامل بها».
ولكن مكتب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو نفى التوصل إلى اي اتفاق على التهدئة، فيما قال القيادي في حركة «حماس» غازي حمد إن الجانب المصري «لم يبلغنا بأي اتفاق والمفروض أن ينسقوا معنا مسبقاً».
ودعت الحكومة الفلسطينية فصائل المقاومة بتوخي غدر الاحتلال، لا سيما عقب ما أعلنه نتنياهو، وأن الهدوء سيقابله هدوء. وأكد أمين عام مجلس الوزراء عبد السلام صيام أن المقاومة الفلسطينية تتعامل مع الاحتلال على قاعدة الهدوء يقابله هدوء، والنار بالنار، مشيراً إلى أن حكومته تدعم المساعي التي تعمل على تثبيت التهدئة التي أبرمتها الفصائل مع الاحتلال كافة برعاية مصرية إبان حرب الأيام الثمانية الأخيرة.
وأوضح صيام أن العدوان «الاسرائيلي» على قطاع غزة لم يتوقف منذ شهرين، مشيراً إلى أن الإحصائيات أثبتت وقوع العديد من الشهداء والجرحى نتيجة خروقات الاحتلال المستمرة.
وكان قطاع غزة شهد ليلاً طويلاً أول من أمس من الغارات والاعتداءات «الإسرائيلية»، بعد يومين فقط من سقوط 15 شهيداً فلسطينياً في سلسلة اعتداءات.
اعتداءات ردت عليها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي التي توعدت «إسرائيل» بالرد، مستهدفة المستوطنات «الإسرائيلية» بعشرات الصواريخ. يأتي ذلك في وقت نقل فيه موقع القناة الثانية «الإسرائيلية» أن سلطات الاحتلال وبعد تقدير للوضع أجراه الجيش الإسرائيلي، قررت سير الدراسة كالمعتاد في مدارس المستوطنات حول قطاع غزة.

«الجهاد الإسلامي» من التأسيس إلى اليوم تطوّر كبير في المقاومة

ماهر الخطيب
في ظلّ الأزمات الكبيرة التي تعصف بالعالم العربي، وتولد صراعات طائفية ومذهبية، استطاعت حركة الجهاد الإسلامي أن تعيد توجيه الأمة إلى البوصلة الصحيحة، من خلال الردّ السريع والمدروس على الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على قطاع غزة، بعدما اعتقد الكثيرون أنّ المقاومة لم تعد قادرة على المواجهة بسبب ما يجري من حولها.

بغضّ النظر عن كلّ التحليلات التي ستتمّ حول ما حصل في الأيام الأخيرة، استطاعت سرايا القدس أن تؤكد للعالم أنّ المقاومة لا تزال تمتلك القوة، لا بل ضاعفتها، من أجل ردّ أي عدوان إسرائيلي جديد، وأنّ زمن الهزائم قد ولى بشكل نهائي، وما على العدو إلا انتظار الهزائم المتتالية في أي عدوان قد يقدم عليه، سواء في فلسطين أو في جنوب لبنان أو سورية.
ومن وجهة نظر الكثير من المتابعين لتطورات الساعات الأخيرة، ينبغي التنبّه إلى أمرين أساسيين، الأول أنّ العدو الإسرائيلي هو من طلب التهدئة لا فصائل المقاومة الفلسطينية، ما يؤكد أنّ كلّ التهديدات التي أطلقها بعد الردّ على اعتداءاته لا قيمة لها، أما الثاني فهو السعي الإسرائيلي والأميركي الحثيث إلى عدم حصول أي معركة تعيد تذكير الشعوب العربية بالعدو الأساسي، ما يعني أن هناك مصالحة مشتركة باستمرار الأوضاع المضطربة داخلياً في أكثر من ساحة على ما هي عليه.
في هذا السياق، من الضروري التطرق إلى واقع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من خلال العودة إلى النشأة، وأبرز المحطات السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى آخر التطورات التي حصلت في الأيام الأخيرة، والى استعدادات المقاومة لرد أي عدوان في المستقبل.
منذ النشأة حتى عام 1995
منذ لحظات التأسيس الأولى، عمدت حركة الجهاد الإسلامي إلى تجنيد وتشكيل الخلايا العسكرية من أجل مواجهة العدو الإسرائيلي، حيث بدأت تنفيذ عملياتها منذ مطلع الثمانينات.
وتعتبر تجربة الحركة على الصعيد العسكري، من التجارب الغنية جداً التي تضاف إلى تجارب فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، وهي مرّت بمراحل عدة بدءاً من العمل الفردي عبر ما عُرف بثورة السكاكين في عامي 1982 1983، لتبدأ مرحلة جديدة من تشكيل المجموعات العسكرية، التي ترأس أولاها مؤسس الحركة الشهيد فتحي الشقاقي، والتي نفذت العديد من عمليات الهجوم المسلح بالقنابل والذخيرة الحية في أماكن مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة، كان أهمّها الهجوم بالقنابل على تجمع للجنود الإسرائيليين في ساحة فلسطين بميدان غزة.
وعلى اثر هذه العمليات، حكم على الشقاقي بالسجن أربع سنوات، بتهمة تهريب السلاح إلى قطاع غزة والتحريض على العنف، كما حكم على الباقين بأحكام تراوحت بين الأربع سنوات والمؤبد، إلا أن مسيرة النضال العسكري لم تتوقف، بل استمرت أكثر قوة ونشاطاً. وشهد العامان 1986 1987 سلسلة عمليات طعن وإطلاق نار وإلقاء قنابل وزجاجات حارقة على الصهاينة ودوريات للجنود، ما دفع بالجيش الإسرائيلي إلى القيام بحملة اعتقالات واسعة في صفوف أعضاء الحركة، حيث اعتقلت العشرات، من أبرزهم الشهيد مصباح الصوري الذي فجر معركة الشجاعية لاحقاً.
وعلى رغم حملة الاعتقالات الواسعة ضدّ أعضاء الحركة وجناحها العسكري، نجح ستة منهم في 17 أيار 1987 في الهرب من السجن الإسرائيلي في غزة ليقودوا سلسلة عمليات كبرى، منها قتل المستوطن الصهيوني جليل غروسين وقائد الشرطة العسكرية في لواء غزة النقيب رون طال، لتتسارع بعد ذلك وتيرة العمل العسكري من ناحية والحصار الصهيوني من ناحية أخرى، وتحولت مجموعة الشهيدين مصباح الصوري ومحمد الجمل إلى مصدر إزعاج رئيسي للاحتلال ومثال يحتذى لدى الشبان الفلسطينيين، حتى اشتبكت المجموعة في السادس عشر من تشرين أول عام 1987 مع دورية صهيونية لمدة ساعات أسفر عن استشهاد المجاهدين ومقتل ضابط الاستخبارات الصهيونية فيكتور أرجوان.
ومع شيوع خبر المعركة التي اندلعت في الشجاعية، خرجت الجماهير في مسيرات غاضبة، واستمرت الصدامات حتى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
مع اندلاع الانتفاضة الأولى، أخذ العمل العسكري لحركة الجهاد طابعاً أكثر تنظيماً وإيلاماً للعدو، فتم العمل تحت اسم «القوى الإسلامية المجاهدة قسم» وكان على رأسه الشهيدين محمود الخواجا وهاني عابد. وقد نفذ هذا الجناح العسكري حتى عام 1995 أكثر من مئتي عملية عسكرية تنوعت بين إطلاق النار والهجوم بالقنابل ووضع الكمائن وتفجير العبوات وتفخيخ السيارات إضافة إلى العمليات الاستشهادية.
وكانت أبرز الهجمات الاقتحامية العسكرية التي قادها مجاهدو الجناح العسكري أثناء الانتفاضة الأولى، الهجوم في التاسع عشر من شباط 1992 على معسكر «جلعاد» الصهيوني الواقع على الخط الفاصل بين الضفة الغربية والمناطق المحتلة منذ عام 1948، وأدت إلى مقتل أربعة جنود وجرح العديد، إضافة إلى عملية الشهيد رائد الريفي في آذار 1992 في قلب القدس والذي هاجم بسيفه تجمعاً صهيونياً وأدى الهجوم إلى مقتل صهيونية وجرح 21 آخرين.
ولم تقتصر العمليات العسكرية للحركة على الداخل الفلسطيني فقط، حيث قامت مجموعات الحركة بالعديد من العمليات داخل الشريط اللبناني المحتل آنذاك، وكانت أهم هذه العمليات في نيسان عام 1992، حيث قادت مجموعة هجوماً بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة ضد موكب صهيوني لحدي قرب قرية حولا الحدودية أوقع قتيلين صهيونيين وإصابة ستة جنود بينهم ليفتنانت كولونيل وقائد كتيبة.
أما بالنسبة إلى العمليات الاستشهادية للجهاد، فكان أخطرها وأهمها العملية الاستشهادية المزدوجة التي نفذها الاستشهاديان صلاح شاكر وأنور سكر، في الثاني والعشرين من كانون الأول 1995، في محطة باصات للجنود الصهاينة في منطقة بيت ليد، وأدت إلى مقتل 23 إسرائيلياً، وجرح أكثر من 80 آخرين وجميعهم من الجنود.
هذه العملية الاستشهادية الكبرى، والتي أكدت زيف اتفاق أوسلو، الذي وقع في عام 1993، وتمسك حركة الجهاد في القدس تزامنت مع عمليات استشهادية لحركة حماس، تشكل على أثرها مؤتمر دولي في شرم الشيخ لمحاصرة العلم الجهادي في فلسطين، سرعان ما ظهرت نتائجه بمزيد من الاعتقالات والمطاردة والحصار للمجاهدين، بل تعدى الأمر ذلك إلى تصفية قيادات وكوادر حركة الجهاد، حيث تم اغتيال الشهيد هاني عابد، ثم اغتيال الشهيد محمود الخواجا وهما من أهم القادة العسكريين للجهاد، إلا أن الغدر لم يتوقف عند هذا الحدّ، بل قام العدو بأكبر جرائمه عندما اغتال أمين عام الجهاد الإسلامي الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا في السادس والعشرين من تشرين الأول عام 1995.
بعد اغتيال مؤسّسها
بعد اغتيال الشقاقي، قام مجلس شورى الحركة بانتخاب الدكتور رمضان عبد الله شلح أميناً عاماً جديداً، وبدأت الحركة منذ ذلك التاريخ دورة جديدة في مسيرتها على مختلف المستويات.
لدى تسلمه قيادة الحركة، كانت أمام شلح تحديات كبيرة أهمها ترتيب البيت الداخلي والحفاظ على الوحدة الداخلية وملء الفراغ الكبير الذي حصل باستشهاد الشقاقي، لكن التحدي الرئيسي كان سياسياً تمثل بأنه تسلم القيادة في مرحلة خطرة على مستوى الوضع الفلسطيني لأن اتفاق أوسلو كان يتمدد ويتجذر.
ويعتبر الشلح، في حديث صحافي، أن السؤال الأبرز كان: «هل نحافظ على الوتيرة نفسها في مواجهة العدو أم لا؟ وهل نستطيع ذلك أم لا؟»، ويضيف: «جاءت مرحلة ضربت فيها المقاومة وتحديداً أعوام 1996 و1997 و1998 و1999 فكانت سنوات عجافاً، بل إنني تحملت شخصياً الكثير لكني كنت واثقاً من أن مرحلة أخرى ستأتي، فركزنا على البناء الداخلي وتوسيع بنية الحركة التنظيمية والحركة المؤسساتية، إضافة إلى زيادة الاهتمام بالعمل الثقافي والخيري لإنتاج جيل جديد يستطيع استئناف المقاومة وفق رؤيتنا ومشروعنا وهو استنهاض الأمة على قاعدة مركزية قضية فلسطين لاعتقادنا أن استهداف فلسطين هو نقطة ارتكاز للمشروع الصهيوني الذي هو رأس حربة المشروع الغربي للسيطرة على العالم الإسلامي ومقدراته».
وخلال هذه الفترة عمل الشلح على بناء الجيل الثاني في الحركة، استناداً إلى قدرات شخصية مستمدة من دراسته الاقتصاد وتمتعه بالاحترام والتقدير بين رفاقه ومتابعته لأدق التفاصيل، إلى درجة يوصف بها بـ«الوالد» من قبل القواعد، خصوصاً في الضفة الغربية حيث تم بإشرافه توسيع انتشار «الجهاد» فيها.
وشكل اندلاع الانتفاضة في نهاية أيلول 2000 امتحاناً لهذا التوسع والتماسك والاستعداد العسكري، حيث تمت معها إعادة تفعيل الجناح العسكري للحركة، واتضحت قوة الدافع الذي يحرك الجهاد الإسلامي في الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي بدأت في عام 2000 عندما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن أكثر من 40 هجوماً استشهادياً.
بعد ذلك، يشير مصدر مطلع في الحركة، في حديث لـ«البناء»، إلى أن الحركة استطاعت أن تطور كثيراً من قدرتها على المستوى البشري والعسكري، ويلفت المصدر إلى أن الحركة سجلت العديد من المحطات النضالية، منذ انتفاضة الأقصى في عام 2000، سقط خلالها المئات من الشهداء، وتطورت إلى حد بعيد عمليات إطلاق الصواريخ التي باتت قادرة على الوصول إلى مدى أكبر.
ويعتبر المصدر أن من أبرز الملاحم البطولية التي سطرها مقاتلو الحركة خلال هذه الفترة كانت المواجهة في مخيم جنين في عام 2002، إضافة إلى المواجهات خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2008، الذي استمر 22 يوماً، حيث سقط 41 شهيداً من قادة ومجاهدي سرايا القدس.
ويلفت المصدر إلى العمليات الاستشهادية التي نفذتها سرايا القدس، حيث يشير إلى أنه ما بين عامي 2000 و2010 تمكنت من تنفيذ 101 عملية في مختلف الأراضي الفلسطينية، وبعض هذه العمليات كان ينفذها اثنان أو ثلاثة من الاستشهاديين.
ويوضح المصادر أن العدو الإسرائيلي كان يعتقد بعد اغتيال مؤسس الحركة أنها ستنتهي، لا سيما أنها حركة شديدة المركزية، لكن المفاجأة كانت بأن هذه الجريمة ساهمت في شد عصب الحركة، وكانت دافعاً من أجل القيام بانطلاقة نوعية تطورت معها الجهاد الإسلامي إلى حد كبير على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ويعتبر المصادر أن العامل المساعد على هذا الموضوع، إضافة إلى الإرادة التي يمتلكها عناصر الحركة، الدعم الكبير الذي كان تحظى به على مختلف الصعد من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية وحزب الله في لبنان.
من ناحية أخرى، يشير المصدر إلى أن الحركة منذ البداية رفضت اتفاق أوسلو وكل ما نتج منه، ويلفت إلى أن هذا السبب هو الذي دفع الحركة إلى عدم المشاركة لا في الانتخابات الرئاسية ولا في الانتخابات التشريعية، وتفضيلها التركيز على العمل المقاوم الذي يعتبر أولوية بالنسبة لها.
جاهزون لصدّ أيّ عدوان
في الأيام الأخيرة، وبعد سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة ومن حملات التصعيد والتهديدات، التي سجل آخرها يوم الثلاثاء الماضي باغتيال ثلاثة مقاومين من «سرايا القدس»، قررت حركة الجهاد الإسلامي تغيير الوضع القائم منذ أشهر في قطاع غزة، عبر إطلاقها في عملية أسمتها «كسر الصمت»، العشرات من الصواريخ باتجاه جنوب الأراضي المحتلة، لتخلق بذلك مفاجأة وحالات من الإرباك، في حين شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية على أهداف عدة في قطاع غزة، قبل أن يتم الاتفاق يوم أمس على الالتزام مجدداً بالهدنة التي تم التوصل إليها عام 2012 بوساطة مصرية.
وفي هذا السياق، أكد مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي أن الشعب الفلسطيني يشعر اليوم بالانتصار على العدو الإسرائيلي من جديد، بعد أن أثبتت المقاومة قدرتها على رد العدوان.
وعلى الصعيد العسكري، يوضح الرفاعي، في حديث إلى «البناء»، أن هناك إرادة كبيرة لدى المقاومين، لا سيما في صفوف سرايا القدس، على رد أي عدوان قد يحصل في المستقبل، من خلال الاعتماد على القدرات العسكرية، وبالتعاون مع باقي الفصائل الفلسطينية المقاومة، ويشدد على أن الرد الرائع والمركز الذي قامت به حركة الجهاد الإسلامي أثبت أن المقاومة لديه القدرات الكبيرة.
ويشدد الرفاعي على أن رد المقاومة حمل عدة رسائل، أبرزها التأكيد بشكل حاسم أنه لم يعد مسموحاً أن تبقى إسرائيل تستبيح الأراضي الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، من دون أن يكون هناك رد حاسم من قبل فصائل المقاومة، وبالتالي لن يسمح بأن تبقى غزة تحت رحمة التهديدات وعمليات الاغتيال.
ويؤكد الرفاعي أن هناك أجواء من النصر والتلاحم القوي بين أبناء الشعب الفلسطيني والمقاومة، ويلفت إلى أن العدو كان يظن أن الشعب الفلسطيني أصبح وحيداً في المعركة اليوم، في ظل ما يجري في المنطقة من صراعات داخلية ناتجة من الدور الأميركي الهادف إلى زرع الفتن وإثارة النعرات بين الشعوب، لكنه يعتبر أن المقاومة نجحت في إعادة توجيه بوصلة الشعوب العربية والإسلامية نحو قضيتهما المركزية التي تمثل البوصلة الصحيحة.
ويشدد الرفاعي، في رسالة إلى العدو الإسرائيلي، بأن أي تمادٍ من قبله في المستقبل سوف يدفع المقاومة إلى التوسع بالرد ليشمل مناطق أوسع وأعمق.
من ناحية أخرى، يعبّر الرفاعي عن رضاه عن حجم تعاطف الشعوب العربية والإسلامية مع المقاومة الفلسطينية، ويضيف: «هذا هو الشعب العربي وروحه العداء إلى الإسرائيلي والارتباط بفلسطين والمقاومة»، ويعتبر أن الارتباك الأميركي والإسرائيلي دليل على ذلك، حيث يرى أن لديهما خشية من صحوة الشعوب العربية من جديد، ويؤكد أن ذلك من أسباب الخضوع إلى التهدئة التي تولى الجانب المصري التفاوض بها، ويؤكد أن العدو الإسرائيلي هو الذي طلبها لا المقاومة.
ويوضح الرفاعي أنّ المقاومة استطاعت بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة أن تراكم من قدراتها على مختلف الصعد، وباتت تمتلك الإمكانيات، وهي حاضرة وموجودة للردّ على أي عدوان.

- البناء اللبنانية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2178237

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178237 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40