على القارئ العربي أن يكون قد شاهد فيلم “التانغو الأخير في باريس” والذي قام ببطولته مارلون براندو كي يستوعب جيداً ما كتبه شمعون شيفر في صحيفة “يديعوت” قبل يومين . رقصة التانغو في واشنطن سياسية بعكس تلك التي قدمها فيلم براندو في باريس، لهذا فالراقصون ثلاثة وليسوا اثنين فقط، هم الأمريكيون و“الإسرائيلييون” والفلسطينيون .
يقول الكاتب: إن الرقصة حتى الآن بين أوباما ونتنياهو والطرف الفلسطيني يقف بعيداً .
ولكي ينضم الفلسطينيون إلى هذه الرقصة الثلاثية يجب أن يتوقف الاستيطان أولاً، وألا يستمر نتنياهو في إصراره على ما يسميه دولة يهودية، إضافة إلى قضية الأسرى المزمنة، والذين يفرج عنهم بالتقسيط المريح لنتنياهو وبالتقسيط الباهظ والممل بالنسبة لذويهم .
ما لم يقله شمعون شيفر هو أن رقصة واشنطن بين نتنياهو وأوباما لم تكن حميمة أو حتى متناغمة مع الموسيقى السياسية التي تضبط خطوات الراقصين، فالعلاقة بين الاثنين لا تُحددها ابتسامات ومصافحات بروتوكولية أمام الكاميرات، لأن العيون تفضح أحياناً ما في القلوب والمطلوب من أوباما كي يحصل على شهادة حسن سيرة وسلوك، ليس فقط إرسال وزير خارجيته كيري إلى التجمع السنوي ل“الإيباك”، وما يمثله من اللوبي اليهودي في أمريكا، المطلوب منه أن يبصم على بياض، وأن يقبل بالسلام الكوميدي الذي يريده نتنياهو والذي يريد أن يعقده بينه وبين نفسه .
تماماً كما أراد للمفاوضات أن تكون، مجرد مونولوج لا يصغي خلاله إلا لصدى صوته وبلغة عبرية، بل يديشية لا يشوبها حرف عربي واحد من الأبجدية . بالطبع ثمة ما يشغل بال أوباما والأوركسترا السياسية كلها في أمريكا، خصوصاً في أوكرانيا التي تختبر منسوب ما تبقى من ثقافة وأدبيات الحرب الباردة .
لكن ما قاله نتنياهو في مذكراته بعنوان “مكان تحت الشمس” وبكل وضوح هو أن على “إسرائيل” أن تستثمر أية أزمة دولية لمصلحتها، ومن ذلك عدوان جديد يكون بعيداً عن آلات التصوير وبؤرة الاهتمام الدولية .
الجمعة 14 آذار (مارس) 2014
التانغو الأخير في واشنطن
الجمعة 14 آذار (مارس) 2014
par
خيري منصور
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
24 /
2181116
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
6 من الزوار الآن
2181116 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 4