الجمعة 14 آذار (مارس) 2014

الخليج: القضية الفلسطينية

الجمعة 14 آذار (مارس) 2014

القضية الفلسطينية هي الأرض والشعب، فإن ذهبا أو ألغيا بطريقة أو بأخرى فلن تكون هناك قضية فلسطينية . هذه هي المسألة بكل بساطة، وكل إضافة أخرى إلى ذلك فهو تعقيد لها للالتهاء بالقضايا الثانوية، أو لصرف النظر عما يحدث . وليس هناك أكثر إدراكاً لهذا الأمر من نتنياهو . لم يقل هو ذلك بشكل مباشر، لكن مطالبه أكدت الأمر وأوجزته .
فهو يدعو إلى الاعتراف بيهودية الدولة، وهو يطالب بنسيان حق العودة . وكلاهما يستلب الأرض والناس . فالكيان الصهيوني يشكل أكثر من ثمانين في المئة من فلسطين، وحينما نضيف إليها الاغتصاب الذي تم في الضفة الغربية، فإن النسبة ستصل إلى أكثر من تسعين في المئة . وما تبقى، الاستيلاء عليه مسألة وقت . فالاعتراف بيهودية الكيان يعني تثبيت الحق لليهود في فلسطين كما يّدعون، وينتهي حق الفلسطينيين فيها .
وإلغاء حق العودة ليس إلا شرطاً مكملاً لتثبيت الحق اليهودي . فالإلغاء يعني على الأقل ضمناً أن لا حقوق للفلسطينيين . وما سيتبقى في فلسطين التاريخية من فلسطينيين فهو لن يكون سوى أمر طارئ . وبطريقة أخرى قد يعتبرون لاجئين حتى يجد المجتمع الدولي ملجأ يؤويهم . والكيان الصهيوني طالما كرر أن على الفلسطينيين العودة إلى البلدان العربية أو ربما إلى كيان بديل .
هذا هو معنى الصراع الوجودي . ففي هذا الصراع ليس هناك مكان إلا لوجود واحد . وهذا ما يفهمه القادة الصهاينة . وما يثار أحياناً من حجج “إسرائيلية” حول أمن “إسرائيل” لا يعدو أن يكون صرفاً للأنظار عن المسألة الحقيقية .
فالعودة بالنسبة لهم ليست خطراً بالمعنى الأمني، وإنما بالمعنى الوجودي . فمجرد الوجود الفلسطيني هو إلغاء لكل الدعاوى الصهيونية في فلسطين . كما أن طرح مسألة الأمن في حال قيام الدولة الفلسطينية لا علاقة له بالأمن الحقيقي للكيان .
فهذا الأمن تكفله أكبر قوة في العالم . . ساندها في ذلك قوى أوروبية لها مصالح ضالعة في استمرار الكيان الصهيوني في الوجود . فهذه القوى لم تتوقف لحظة عن تمكين الكيان الصهيوني القوة العسكرية التي لا يجاريها أحد في المنطقة حتى بشكل جماعي .
هذه الحقيقة البسيطة هي جوهر الصراع، والخوض في كل الأمور الثانوية الأخرى تعمية عن الحقيقة . فالمفاوضات في ظل هذا المفهوم ليست فقط مضيعة للوقت وإنما تمكين للطرف الآخر للمضي قدما في خططه، واستمرار مشاريع الاستيطان والتهويد .
هذا الفهم البسيط لجوهر الصراع الذي أعاده إلى نصابه نتنياهو هو الذي ينبغي أن يحدد أي مقاربة للتسوية من الجانب الفلسطيني والبلدان العربية، وهو الذي يفرض عليهم جميعاً تصويب بوصلة الصراع باتجاه العدو الحقيقي الذي يمثل تهديداً وجودياً للأمة العربية .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2180839

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2180839 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40