الجمعة 7 آذار (مارس) 2014

عزازي علي عزازي الابداع في النضال

الجمعة 7 آذار (مارس) 2014 par معن بشور

بين اليوم الذي التقيت به عزازي علي عزازي في القاهرة واحدا من مجموعة من الشباب الناصري “الصاعد” في اواسط الثمانينات وبين اليوم الذي استقبلته في منزلي في بيروت بعد ثلاثين عاماً، لم تتغير في الرجل إلا بعض ملامحه الخارجية، اما الجوهر فبقي كما هو شخصية شجاعة متمسكة بوطنيتها وعروبتها وبحس الدفاع عن العدالة والكرامة والاستقلال دون مساومة او تفريط.
المتغيرات خلال العقود الثلاثة كثيرة دون شك، والمتغيرون أكثر، لكن عزازي بقي ممتلئاً عزة واستقامة وبهاء. حصل على شهادة الدكتوراه فالتصق بهموم الناس أكثر وشارك في تظاهرات ومسيرات كما يفعل أصغر طالب، وأبسط عامل او فلاح، اختارته ثورة يناير محافظاً للشرقية ففتح باب مكتبه للبسطاء والفقراء الذين طالما أغلقت في وجوههم مكاتب المسؤولين، لكن المنصب الرفيع لم يكن غاية له او هدفاً بل أعلن استقالته فور وصول الدكتور محمد مرسي للرئاسة لانه ظن ان برنامجه مختلف عن برنامج الحكم الجديد، وان رؤيته غير الرؤى الحاكمة ، فأعاد للسياسة معناها الحقيقي كجدل بين الرؤى والبرامج لا كأداة للوصول الى السلطة ثم التشبث بها.
في جلستي الاخيرة معه، قبل أشهر، اضاف المناضل الى صلابته رونق الانفتاح على الرأي الآخر، واضاف الى ثوريته ألق الحكمة التي ما اجتمعت مع روح التمرد مرة وإلا كان الانتصار حليف الشعوب، وسألته بعد لحظات اللقاء الاولى: اين اصبحت اليوم يا عزازي بعد دورك في الحركة الناصرية، وحزب الكرامة وجريدته، وحركة كفاية، وقبلها في أندية الفكر الناصري، وبعدها متحدثاً رسمياً باسم جبهة الانقاذ، أجاب عزازي:” أنا الآن عضو في مجلس امناء التيار الشعبي ” فضحكت وقلت له:” يا عزازي انت تيار جارف لوحدك وانك تختصر شعباً كاملاً بحركتك وهمتك.. ثم خضنا في حديث طويل عن مصر ومستقبلها ولم تكن 30 يونيو قد حصلت بعد…
كان المرض العضال يفتك به لكنه لم يفتك ابداً بارادته، ولا بتجرده واستقامته، ولم يزيّن له مقايضة هدف سام بهدف آخر، ومن يقرأ تغريدات عزازي يكتشف أصالته، فرغم خلاف حاد مع جماعة الاخوان بعد وصولهم للسلطة لم يوافق على اعتقال الفتيات التعسفي في الاسكندرية ودافع عن المستشار الدكتور محمود الخضيري الذي ما زال معتقلاً والذي يتولى الدفاع عنه المحامي الناصري عبد العظيم المغربي لا سيّما وان الخضيري قد اعتزل العمل السياسي…
سيرة عزازي علي عزازي واحدة من حكايات الابداع النضالي في مصر، فالابداع في ارض الكنانة لا يقتصر على الادب والفكر والفن والعلم فقط، بل ان المبدعين المصريين في النضال هم مدارس يتعلم منها الجميع.
لقد أختار عزازي موعداً لرحيله في الايام ذاتها التي استشهد فيها الفريق عبد المنعم رياض قائد الجيش المصري الباسل وهو يزور الخطوط الامامية لجبهة السويس بعد حرب حزيران 1967، كما اختار موعداً لرحيله مع الذكرى الاول لرحيل القائد البوليفاري الفنزويلي هوغو تشافيز الناصري في امريكا اللاتينية، ومع الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد القائد الناصري اللبناني معروف سعد، ومع الذكرى الثالثة والاربعين لاستشهاد غيفارا غزة وهو يقاوم الاحتلال في القطاع الذي رحل عزازي وعقله مشدود الى آلام شعبه، وهمه مسكون برفع الحصار عنه، وعقله مأزوم وهو يرى حملات على شعب فلسطين بأسره بذريعة الانتقام من تنظيم او قيادة او افراد.
عزازي عزازي كان في قلب ميادين مصر دائماً منتصراً لفلسطين، رافضاً للحصار على غزة، ملتزماً بالمقاومة في لبنان رافضاً للعدوان الصهيوني عليه، كما كان رافضا للاحتلال واثاره المستمرة في العراق، ملتحماً بكل نضال قومي وانساني، مسترشداً بهدي المعلم الخالد الذكر جمال عبد الناصر ونهجه، رحمه الله.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 51 / 2165988

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع معن بشور   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165988 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010