الجمعة 7 آذار (مارس) 2014

الخليج:أحلام اليقظة

الجمعة 7 آذار (مارس) 2014

لا يفتأ نتنياهو يعيد ويكرر رؤيته لشروط التسوية، والسلطة ما تنفك تكرر وتعيد سياسة أحلام اليقظة في أن يكون هناك بصيص لتسوية في حدها الأدنى . في خطابه لاجتماع اللوبي اليهودي في واشنطن الثلاثاء الماضي جمع رئيس وزراء الكيان الصهيوني رؤيته للحل في تضافر قبول مطلبين . الأول، أن يعترف الفلسطينيون بيهودية الكيان . الثاني، أن يتخلى الفلسطينيون عن أحلام اليقظة بتصورهم أن يعود اللاجئون إلى بيوتهم . وهذه الرؤية ليست جديدة، فقد عهدها الفلسطينيون في كل أدبيات الحركة الصهيونية، وسياساتها على امتداد أكثر من قرن .
الجمع بين المطلبين هو باختصار أن فلسطين هي ملك لليهود . فيهودية الدولة تعني شرعياً أن المواطن هو اليهودي، وغيره ليس إلا مسألة طارئة تمنع من رميه خارج الكيان ضرورات السياسة والدعاية . ولكن في النهاية يمكن رميه كلما توفرت الإمكانية، وإلا فوضعه في ظروف الاضطرار للمغادرة . ومغادرة الفلسطيني ل “حلم اليقظة” يعني أن يعترف شرعياً بأن لا حقوق له غير قابلة للتغيير أو الإنكار . فكلا المطلبين يقول إن فلسطين ليست للفلسطينيين، ويزيد على ذلك بالتأكيد أنها لليهود . أحدهما يؤكد أن الفلسطيني يوجد في أرض لا تعود له، أما الثاني فيصرّ على التأكيد أن لا حق له في العودة إلى مكان لا يعود له .
بهذا المعيار يصبح التاريخ لا وجود له، فالفلسطيني الموجود في فلسطين هو غير موجود بحكم الاعتراف باليهودية للكيان . والفلسطيني الذي يريد أن يعود لا وجود له إلا في أحلام اليقظة . فالتاريخ لا قيمة له هنا ليس بمعنى الماضي وإنما أيضاً الحاضر . فلا الراغب في العودة له تاريخ حتى لو ولد في فلسطين، ولا الموجود له تاريخ لأنه طارئ . لقد أقفل نتنياهو التاريخ للفلسطيني من حيث ارتباطه بفلسطين، لكنه لم يقفل له التاريخ من حيث يريد أن يكون إلا في فلسطين . نتنياهو يريد أن يظل مرتبطاً ببعض الليبرالية الغربية الزائفة التي تعطي للأدنى مرتبة في الإنسانية خيار الموت أو العبودية .
لكن التاريخ يظل مفتوحاً لليهودي، فاليهودي الذي يعيش في أية بقعة في العالم له تاريخ طويل في فلسطين وحتى لم يكلف نفسه عناء الرحيل إليها، فهو مواطن بمجرد أن يلمس أرضها . وبهذه الطريقة يصبح التاريخ عنصرياً لأن صفته تعطى حسب المزاج . لكن نتنياهو يقع في الخطأ المريع لأنه لا يدرك أن التاريخ لا يشتغل خادماً لدى اللوبي اليهودي . من كان غارقاً في أحلام اليقظة من تحدث من منبر اللوبي، والذي يتخيل أن نتنياهو ليس إلا صورة أخرى لكل صهيوني .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165923

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165923 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010