الثلاثاء 25 شباط (فبراير) 2014

أردوغان ومحاولة الصمود؟

الثلاثاء 25 شباط (فبراير) 2014 par صالح عوض

ليس من السهل أن يصمد أردوغان، في مواجهة ما أثير في وجهه من تحديات، بدأت عقب إظهار مواقفه من السياسة الغربية والأمريكية على وجه الخصوصو تجاه الربيع العربي وبالذات في مصرو وتلقف الغربيون الموقف التركي الممتعض من سياساتهم في المشرق العربي، على اعتبار أنه تدخل في سياسات الحلف الأطلسي في المنطقة، ورغم أن تركيا عضو فاعل في الحلف إلا أنه من غير المسموح له أن يتحرك لإحداث تغييرات في السياسة الغربية.
كان لابد من تحجيم الموقف التركي، إلا أن الظروف التي تولدت عقب التفاهمات الإيرانية ــ الغربية تركت فسحة من المناورة أمام أردوغان، وهنا تفجّرت أحداث تقسيم، والتي كان من المقرر لها أن تفجر المشكلات على صعيد التراب التركي كله، لاسيما أن بعض الأحزاب التي كانت تشارك النظام رؤيته في مسألة تقسيم انسحبت واستغلّت الأحداث للتحريض ضد الحكومة، إلا أن حزم أردوغان أنهى الأزمة، ليفتحوا له أزمة أخطر وأشد عنفا مع تيار خدمة المنتشر في أوساط الشرطة والقضاء، والذي طالما ادّعى أن ليس له أي علاقة بالسياسة والعمل السياسي، وبطريقة مفبركة ومفاجئة قامت الشرطة والقضاء بتوجيه ضربة مخططة لعدد من الوزراء وأبنائهم بتهم تتعلق بالفساد المالي.
وهنا كان لابد من مواجهة التهم، فتحرك أردوغان لتوطيد العلاقة بإيران، وفتح المجالات العديدة لترسيخ أواصر من شأنها تعزيز الصمود، ولم تتردد إيران في فتح كل الأبواب لأردوغان، وعلى كل المستويات وإذا بالفخ المنصوب من قبل الغربيين بتفجير الصراع بين الدولتين المسلمتين الكبيرتين، عندما ألصقوا بكل منهما زعيمة لطائفة معيّنة، كان هذا التصرف هو السلوك المناسب في الرد على المؤامرة الغربية، وفي المقابل صعّد فتح الله غول، هجومه من واشنطن ولكن دون جدوى، استوعب أردوغان الصدمة ونزل بكل قوة يفنّد الادعاءات ويطالب بمزيد من الشفافية، ويعمّق وجوده بكريزمة تحتاجها تركيا في نهضتها.
محاولة الصمود ستملي على أردوغان، تعديلات واضحة في سياسته وخططه نحو المنطقة، فالملفات عديدة وحسّاسة وهو لن يقبل أن يكون على هامش الأوضاع، بل سيجد له مكانا في الملف الفلسطيني والسوري والعراقي، كما أنه يستطيع الاستثمار السياسي في الملف الإيراني، هذا بالإضافة إلى فتح علاقات متينة مع الصين وروسيا.
الانتخابات البلدية القادمة في تركيا، ستكون على غير ما يتوقع كثيرون، سيحقق أردوغان، ثمن صموده وتميّزه عن الموقف الغربي تجاه منطقتنا، وسيبعث بصموده روح الشرق العظيم في أبناء تركيا الذين حاول العلمانيون جرها نحو الغرب كثيرا وطويلا.
سيفوز حزب العدالة والتنمية، وسيخسر تيار الخدمة وسينهار وجوده لاسيما في السيطرة على رأس المال التركي، وستجد تركيا نفسها في حل من القيود بالمال المغشوش، ولن يستطيع فتح الله غول، أن يفرض واقعا مغايرا ذلك لأنه بدأ حربه على أردوغان، بدعوته لمؤتمر يحضره عدد من الشخصيات الإسرائيلية، ولابد إذ ذاك من انسحاب التأييد الشعبي عنه، إنها معركة الصمود والتطور متعددة الأشكال والمؤامرات.. تولاّنا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 30 / 2165274

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2165274 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010