الاثنين 24 شباط (فبراير) 2014

وصل الموقف..... من د.محمد ناصر لمحمود عباس

الاثنين 24 شباط (فبراير) 2014

- د . محمد ناصر.

رسالة مفتوحة «للرئيس» الفلسطيني أبو مازن
ليس دفاعا عن أحد ، بل دفاعا عن السيد الرئيس .
أرى بأنني مرغما أن أتوجه إليكم بطرق أخرى للتعبير عما يجول في نفسي بعد أن تقطعت السبل بالوصول إليكم , عبر الطرق الرسمية وشبه الرسمية .
وبما أنني لا أرى بنفسي إلا ذاك المناضل , فلم يكن على إلا أن أكون كذلك , وأتولى الفضول للوصول إليكم مزعجا , مشاغبا , منسيا , مباحا , مظلوما , وصامتا قابضا على الجمر , مغردا في سرب المناضلين المنسيين غير المتملقين , المصفقين , المغادرين حين تتطلب الأيام وقفة عز وشرف للدفاع عن هذا الشعب المسحوق الواقع بين ساحة النضال وساحة الغدر والصراع بين الأخوة الأعداء , الفاسدين , المهرولين سابقا و أبطال التغيير والإصلاح حاليا ؟

سيادة «الرئيس» ،
يبدو أن القيادة الفلسطينية , السابقة واللاحقة لم تكن في موقع تحسد عليه وخياراتها كانت محدودة وضيقة بعد أن بُددت اتفاقية أوسلو وما تلاها من اتفاقيات ومباحثات واقتراحات ومناورات معظم أوراق الضغط التي كانت بحوزة القيادة الفلسطينية .
فبعد أحداث 11 أيلول وما تلاها من هجمة إسرائيلية منظمة , ومدعومة أمريكيا على الشعب الفلسطيني والهادفة تمرير الحل الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة .
كان على القيادة الفلسطينية أن تتقدم خطوة تجاه الشعب الفلسطيني من خلال الرئيس الفلسطيني بما يحمله من رمزية وفي هذه الأيام الحالكة , بأن يقوم باختيار أحد المّْوِقعَينّْ الأساسيين فلسطينيا . إما أن يكون في رئاسة السلطة الفلسطينية أو رئاسة منظمة التحرير , لأنه أصبح وجليا وفي ظل الظروف التي مر بها العالم بعد أحداث نيويورك وواشنطن وأحداث العراق , والأحداث على الساحة الفلسطينية وتبعاتها التي مازالت مستمرة تحت الرماد , ومن أجل صالح الشعب الفلسطيني واستمرار الانتفاضة , عليه أن يفصل بين هذه المسؤوليات . .

فبينما يتفرغ رئيس المنظمة وقيادتها لوضع الإستراتيجية لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني ,يقوم من يترأس السلطة الفلسطينية العناية بترتيب أدارته بعد تطهيرها من كل ما أصابها من علل , وتنفيذ البرامج الصادرة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية .

وبعد أن بُدِدت ورقة الاعتراف بإسرائيل يمكن إعادة التلاعب مجددا بهذه الورقة على المكشوف . ويمكن تفتيت الأوراق كعملية ضاغطة , لأن الشعب الفلسطيني هو وحده الذي يمنح إسرائيل شرعية ( الوجود ) والبقاء حتى لو ضمنت اعتراف العالم كله . وهو ما يدركه الإسرائيليون ويسعون لإنجازه وتثبيته من خلال كافة الحلول والمقترحات التي يطرحونها .

والمطلوب من السلطة الفلسطينية ومن خلال رئيسها مصارحة الشعب الفلسطيني بكل ما جرى ويجري بخصوص قضيته العادلة , وأن يكون الرأي العام الذي يتمثل من خلال الشعب الفلسطيني هو المرجعية الأولى لأي قرار يتخذ فلسطينيا .

ومن واجب القيادة الفلسطينية ومن خلال رئيسها أن يعترف بان السياسة التي كانت مألوفة والمسمى سياسة المهادنة والتبرير ، وأعطوا للمفاوضات والهدنة فرصة , قد فشلت ووصلت بالشعب الفلسطيني إلى ما وصل إليه .

فبعد ما جرى في سجن أريحا من اعتداء صارخ ، ليس على الموقوفين من قيادات وكوادر فلسطينية ، بل على سيادة الرئيس أبو مازن شخصيا. فالمراهنة على أن هناك من سيتدخل في اللحظة الأخيرة , قد فشلت تماما , بعد أحداث أريحا وما قبلها في مخيم بلاطة ومخيم جنين ، من سفك للدماء والخطف ، وسياسة البلطجة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والخاصة الصهيونية ، والسياسات القائمة على قهر وإذلال الشعب الفلسطيني ، والمتمثلة في الحواجز المقامة أمام كل قرية وبلدة ومدينة ، والتي تستهدف عرقلة مصالح افرد الفلسطيني ، وإهانته في كل الأوقات .

ولذا أنه من الأفضل الآن الاعتماد على الشعب الفلسطيني , وقواه الوطنية , وبدء التصرف المعتمد على الذات الفلسطينية هو الأفضل .

فالمخاطر تستوجب تحضيرا فلسطينيا من استنفار الوحدة الوطنية والسياسية بين القوى الفلسطينية والسلطة إلى تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ، والتهديد ، أو تنفيذ إعلان الدولة الفلسطينية ، كي تكون ولادتها مستقلة ، تعبر عن حقوق الشعب الفلسطيني ، وليس وليدة أزمة ، أو مرحلة على طريق الحل الشامل ، ناتجة عن وخز (الضمير العالمي المزعوم ) .

يا سيادة «الرئيس» ،

إن حياة كل إنسان منا حلقات متصلة قد يختلف فيها الشكل لكن المضمون واحد ... لا يتغير المضمون إلا لدى العباقرة والمجانين والخونة.. وعلى هذا فإن مبادئ الإنسان وقيمه الأخلاقية لا تتغير ... فيتأخر الوصول للهدف لكنه لا يتغير.

إنني أتخيل أحيانا يا أيها السيد الرئيس إنك ترى بحكم موقعك من سوء الأحوال ما لا نراه ويطيب لي أحيانا أن أتخليك كربان السفينة التي يتهددها الغرق فيمنعه حنانه من إزعاج الركاب بخطورة وضعهم ويتحمل الألم وحده ويسلك بالسفينة طرقا غريبة لا يفهم الركاب سببها كي يصل بهم إلى بر الأمان ... لكن لماذا لا تصارح شعبك أيها الرئيس ؟ وهل وصلنا إلى درجة الخراب فلا نستطيع أن نعيش إلا بمقايضة مستقبل أجيالنا ؟ وهل بلغ الهوان بالشعب الفلسطيني أن يرغم بالموافقة على الحلول الخارجية , وان يرتضى كل ما يجرى له من أجل أن يرضى عنه العالم الأخر ويطمئن إليه ، بالرغم من عدالة قضيته .

يا سيادة «الرئيس»،
إنه رد فعل خاطئ , لواقع أشد خطأ , وأنتم تعلمون أن ما أقوله حق ، فان الحق باطل , والباطل حق. وليس ثمة شيء أن يقنع الشعب الفلسطيني والفتحاويين الأصليين الملتزمين بان يستمر هذا ..حتى لو في سبيل الاستقرار . فمن قال أنه يريد لهذه الأوضاع الخاطئة أن تستمر أو أن تستقر.

وإنني أرى يا سيادة الرئيس أن ما تنادينا أليه ليس استقرارنا بل استمراركم. أجل ليس الاستقرار بل الاستمرار .... الاستمرار ليس ضد اتجاه المصلحة والناس فقط وإنما ضد التاريخ أيضا. لكن الباطل لا يمكن أن يستمر أو يستقر إلا إذا شوه الحق. الاستمرار مهما سحق الوطن أو المواطن ...الاستمرار مهما خسف الحق وساد الباطل ... الاستمرار مهما أهدر المنطق .!

فلم يعد للحكام العرب والأصدقاء والراعيين لعملية السلام في المنطقة إلى من يقنعهم بأن إسرائيل تتجه بالمنطقة إلى حرب مؤكدة ، وانتفاضة فلسطينية عارمة . وفوضى لم تشهد لها الأراضي الفلسطينية المحتلة مثيل . والحقيقة أن شارون هو وحده الذي نجح في إقناعهم بأنه لا يحترم قرارات الشعب الفلسطيني ولا يحترم إلا لغة الواقع .

والواقع يعكس الهوان والضعف الفلسطيني والعربي في ناحية والقوة والغطرسة والحماية الأمريكية في الناحية الأخرى .. فماذا تنتظر ؟! إن القرار العربي مركون في درج رد الفعل كالعادة !
كانت إسرائيل تخطط ونحن ننتظر .. ولا أريد أن أدعو إلى شن حرب مسلحة .. أو حرب عصابات مدروسة ومحسوسة .. فهذه سوف تفرضها إسرائيل إن آجلاَ أو عاجلاَ ، وإن بدأت الأمور تنحني نحو هذا المنحنى ، ساعة اقتحام ساحة المسجد الأقصى ومن قبلة الحرب اليومية المسعورة ضد الشعب الفلسطيني دون أي مبرر وما زالت .

ولكن أريد إلى قرار فلسطيني رئاسي صارم بإنزال الشارع الفلسطيني للتعبير عما يجول بداخله واحترام قراراته ، وفضح الدول الصامتة والدول المؤيدة والدول الحامية للبطش الإسرائيلي ولخطط العدوان التي تقوم بتنفيذها الحكومة الإسرائيلية .
سيادة الرئيس ،
لا تنتظروا بطولة من الولايات المتحدة . ولا شهامة الفرنسيين ولا نخوة الربيطانيين .
فالبلطجة تأتي من الولايات المتحدة والنذالة من التراخي الفرنسي ، وأصل البلاء هم البريطانيون .. المجرمون الحقيقيون في هذه المصيبة حين أعلنوا وعد بلفور المشئوم وسلموا فلسطين لليهود ! .
سيادة الرئيس ،
إن الفلسطينيين يملكون من أسباب القوة ما يوفر لهم إمكانية الفوز باحترام العالم . وأمريكا بالذات دولة قامت بالقوة ، مثلها مثل إسرائيل ، وهي لا تحترم إلا الأقوياء ، حتى الين يستسلمون لنزواتها تراهم ضعفاء أحق بالركل !

سيادة «الرئيس ،»

إن ما لمسناه بالأمس بعد اقتحام المسجد الأقصى وحملة الاعتقالات التي قامت بها وما زالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية معززة بالجيش . أن إسرائيل تريد أن تقول أن العلقات الساخنة وحدها تجبر القيادة الفلسطينية قبول العرض الإسرائيلي بالحدود الآمنة حسب ما تريدها إسرائيل .
وسياسة تحطيم الضلوع ودق عنق الرئيس الفلسطيني أبا مازن وجرح كبريائه وإذلال كرامته ... حتى يمضي إلى حبل الشفقة مهاناَ أمام شعبه الفلسطيني ، وتأكيد فشله وأطروحاته التي تقول أعطوا للمفاوضات فرصة .

ولكن سيادة« الرئيس،» عليك أن تتقدم الصفوف، وتعلن من خلال سياسة واضحة ومتصاعدة أن القيادة الإسرائيلية تقود الإسرائيليين إلى مواجهة ستلحق بهم الدمار والخراب، وسوف يكون الجميع خاسراَ.
سيادة الرئيس ،
العودة إلى سلاح الحجر هو الذي جعل الانتفاضة الفلسطينية شعوراَ شعبياَ عالمياَ . هو الذي خلع التعاطف على القضية الفلسطينية ، ومع أنه لا تكافؤ بين الأطراف في مواجهة مسلحة ، فعلينا استنباط أساليب نضالية جديدة .
إن الثمن “الشعبي” فادح... لكنه الطريق الوحيد للاستقلال ..
إسرائيل تفعل ما تقول .. ونحن نقول ونقول ونقول ..فقط .. ونبرر .. حل القول محل الفعل . ربما لأنه ألذ . وبلا تكلفة حالية .. ولكن المصيبة تتجمع خيوطها هناك .. في كسل القيادة الفلسطينية .

سيادة «الرئيس» ،

حتى لا تفوتني الفرصة وبما أنني أتجرأ بمخاطبتكم برسالة مفتوحة ، فلا يسعني إلا أن أرتاح مما أريد منذ زمن قوله ، مضافاَ إلى رسائلي التي كنت قد أرسلتها للرئيس الراحل أبو عمار رحمه الله واتصفت ببعض من الجراءة ، ولكنها محسوبة وتنقل وجهة نظر الكثير من المناضلين المنسيين .

سيادة «الرئيس،» أبا مازن

يأخذ خُدام السلطان ( الندماء ), بتشويه المناضلين وضمائر هذا الشعب . لكننا في فتح وفي الشارع الفلسطيني فهمنا اللعبة .كان كل ذلك من بطانة السوء التي تخيل لكل حاكم أن كل من يدفع بالحق والحقوق ويدافع عن الآخرين ويلتزم الصمت رغم مما يحصل له ويبقى صامتا يخالونه إما خائن أو عميل أو متآمر لا تغضب يا سيادة الرئيس وخذ من التاريخ عبرة فإن العبيد والجواري الذين كانوا يؤلهون عبد الناصر وصدام حسين ,هم الذين يجلدون اليوم بالسياط ذكراهم , والأحرار الذين عذبوا ولم يحصلوا حتى على مستحقاتهم , هم الذين يدافعون الآن عن مبادئهم (وأنا والكثير أمثالي لم نحصل ولم نقبض ، وبقينا على المبادئ) فلا تغضب أما على الصعيد التنظيمي والإداري , فحدث ولا حرج . وهنا لا أريد أن أطيل ، لان هناك الكثير ممن ظلموا وما زالوا , وهناك ممن قبضوا ، واصبحوا في سدة الحكم في الوزارات والأجهزة , وهناك بالطبع الإدارة والتنظيم وليتها تنظم وتدير ، فوالله الذي صنعني من طين لان اصدق أن الذي يجروء بالقول بأنه يمسك بالقرارات ، من خلال قلم الرصاص الذين بين يديه ، بحيث يكتب إذا ضغط عليه ، ويمسح من خلفه حين إدارته بالاتجاه الآخر، والمحاية التي في مؤخرة القلم هي التي تتكلم ( إدارة وتنظيم ) . كيف لي أن أصدق انه ليس أباً للفساد والإفساد ؟ !
وهل من مهمة اخطر من تلك المهمة لتمرير الفساد ، يرفع من جندي إلى نقيب بخط القلم , من عريف إلى مدير ، مدير(أ) , إلى مدير عام وهكذا ، وأخرون وهم كثر يرزحون تحت ظلم هذا القلم. لماذا ؟!
سيادة ا«لرئيس،»
ألم تقرأ قول سيدنا عمر بن الخطاب: أن من ولى أمر المسلمين فاجرا فهو فاجر مثله ... عليه وزر ما فعل... (وحاشاك الله) .
سيادة ا«لرئيس»،
إن التجاوز عن فاسد في أي موقع سوف يفرخ مئات الفاسدين...ان مصائر شعبك وأبناء فتح والمناضلين معقودة بك ...فماذا فعلت وماذا ستفعل ...؟؟
سيدي «الرئيس» ،
لقد درجت العادة في بلادنا العربية أن يكون الحاكم نبيا طالما حكم ، ثم شيطانا رجيما عندما يترك الحكم . ولست أخشى على نفسي نفاق لرئيس السلطة ، قائد. م.ت.ف.. بل على العكس أخشى أن لا أعطي الرجل بعض حقه استجلابا بفرض شجاعـة مزعومـه.فلا تعجـب... أنا من صمـد حتـى الثمالة في تل الزعتـر ( ناصر - 5-7 ) وتجرئ على مقارعة الصلف الصهيوني في الكثير من المواقع وهناك من هم يدرون ذلك ولم تفوتني الشجاعة أن أتقدم دائما نحو شعبي وأهدافه , وكانت الشجاعة تفوتني فقط حينما يتطلب الآمر نفسي وأهلي , لأنني مجنون بشعبي وبسالته وتضحياته , وببساطته وليتهم منه أولئك الذين يتناطحون الآن للفساد , وهم من أهله , وأنني كمناضل وجندي وأكاديمي , أعتقد في يقيني أنني أمثل أغلبية صامتة وأظن أن هناك نزهاء .
أناشدك أن تعمل لآخِرتك لا لدنياك .. وأن تُدرك شعبك ووطنك المسلوب .. أناشدك أن تبق البحصة من فمك وتحارب الفساد , وأن تجيد اختيار معاونيك .. وأن تعود بفتحْ إلى المكان الذي تستحقه , فالآخرون يبدو أنهم بدءوا يعرفون كيف يتم ليّْ اليدين , فهناك من يعلمهم أسس الصراع الإستراتيجي الداخلي , وسبق أن ناشدتك ولا اعرف هل كانت تصلك رسائلي .. أم كان مصيرها سلة المهملات ... فالحواجز بينك وبين أمثالي أصبحت كثيرة بفضل حراس المرمى حواليك ؟!
يا سيدي «الرئيس،»
إذا أهدرت الشرعية فكل شيء مباح . ولعلنا نحتاج يا سيادة الرئيس إلى الخروج من قلب الدوامة , كي تصبح الصورة أكثر وضوحا .
ويمكنك ببعض الإجراءات البسيطة , أن تعطي شعبك يدا يذكرها لك أبد الدهر ...
السيد «الرئيس» ،
عندما يكون الخيار بين شرب المياه مختلطة بمياه المجاري , والمياه الملوثة فقط , فالأخيرة نعمة , وبين التشرد وسكن السجن , فالثانية آمل . أما ما بين الهزيمة أو الاستسلام للآخرين أعدائنا , فالاستسلام نصر علينا . لكن من قال أن هذه الخيارات وحدها كانت وما زالت هي المفروضة علينا , قدر ومقدور .

فالبديل أن ننتصر من داخلنا , أن نملك إرادة النصر , والبديل كان ألا نهدر ما أهدرناه والتوجه إلى الشعب ومصارحته , هو الذي يأتي ثماره وهو المتراص ذو الإرادة الحديدية والذي يقدم أروع مثال للتضحية . وها أنت تراه في الشارع يبايعك التقدم بالمسيرة إلى الأمام ولكن إلى متى ؟ الوقت عصيب والزمن لا يرحم فهناك من يسرعون الخطى .
تقول بروتوكولات حكماء صهيون :
“سنختار من بين العامة رؤساء إداريين ممن لهم ميول العبيد , ولن يكونوا مدربين على فنون الحكم , ولذلك سيكون من اليسير أن يصبحوا قطع شطرنج ضمن لعبتنا في أيدي مستشارينا العلماء والحكماء الذين دربوا خصيصا على حكم العالم”.
“إن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شيء والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع”.
“إن الرؤساء مرتبكون بخدمهم الذين لا فائدة لهم منهم , مقودين كما هي عادتهم بقوتهم المطلقة على المكيدة والدس” “إنه من الضروري ألا يكون في كل الأقطار بجانبنا إلا طبقة صعاليك ضخمة , وكذلك جيش كبير وبوليس مخلص لأغراضنا” .
“سوف نعهد بالمناصب الخطيرة إلى القوم الذين ساءت صحائفهم وأخلاقهم كي تقف مخازيهم فاصلا بين الأمة وبينهم , كذلك سوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين إذا عصوا أوامرنا , توقعوا المحاكمة أو السجن , والغرض من مثل هذا , أنهم سيدافعون عن مصالحنا حتى النفس الأخير”.
“يجب أن يعرفوا أننا بلغنا من عظمة القوة والصلابة والامتلاء بالعنف أفقا لن ننظر فيه إلى مصالحهم نظرة احترام , سنريد منهم أن يفهموا أننا لن نتنكر لآرائهم ورغباتهم فحسب , بل سنكون مستعدين في كل زمان ومكان لأن نخنق بيد جبارة أي عبارة أو إشارة إلى المعارضة . سنريد منهم أن يفهموا أننا استحوذنا على كل شيء أردناه , وإننا لن نسمح في أي حال من الأحوال أن يشاركونا في سلطتنا , عندئذ ستغمضون عيونهم على أي شيء بدافع الخوف وسينتظرون في صبر تطورات أبعد” .
أنهم يقولون ذلك , فيجب أن لا تنهزموا في الحرب النفسية التي يشنها الأعداء عليكم , ويحاولون أن ينقلوا هزيمتهم إليكم , كمريض الإيدز الذي يشعر بالحقد على مجتمعه فيحاول نقل عدواه أليه ! .
يجب أيجاد بدائل الذهاب في تسوية إلى ما لا نهاية ونحن نحمل الكفن ذلا ومهانة واستسلاما. إ ن المناورات الإسرائيلية المفضوحة لا تخرج عن إطار تصريحات حكام إسرائيل , بأنها لم تقم بقرار من الأمم المتحدة بل بجهد شعبها !! وأنها لا تنوي الخضوع لشرعيتها, لسبب بسيط هو أنه لو كانت قد خضعت لقرارات الأمم المتحدة لانتهت من الوجود منذ زمن. أما نحن فعلينا التمسك بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإقامة الكيان الفلسطيني والنضال بكل الوسائل للتطبيق العملي لهذه القرارات .
سيدي «الرئيس» ،
يبدو لي أن الساحة الفلسطينية في وضع عبثي وتبدو الساحة كمحكمة بلا قاض .. يتقاتل الخصوم ويتبارى الادعاء والدفاع في التراشق بالكلمات لكن مقعد القاضي خال .. فكأنما أصدر الزمان حكمه علينا بأن يبقى الحال على ما هو عليه .. لا أحد يحكم في نهاية القضية .. ما هو الصحيح وما هو الخطأ , من هو الصادق , ومن هو الكاذب , بل من الجلاد ومن الضحية .. لم يعد لدينا في الساحة الفلسطينية كلها شخص عظيم ,أو موقف عظيم إلا ودنسه المدنسون .. ولم يعد خائن إلا ورفعه المنافقون على الأعناق كبطل .. وما كان بالأمس جريمة يعاقب عليها القانون , أصبح اليوم فرضا يفرضه القانون , وما كان بالأمس بطولة أصبح اليوم خيانة ..!!
لكن من ثنايا اليأس الأسود سيبزغ شعاع يعلمنا الحكمة , وسينقلب السحر على السحرة والقوة التي يتباه بها أولئك مدعين الإصلاح والقوة على الأرض , هي تلك القوة التي ستنقلب عليهم فتدمرهم تدميراً .. وسيذهب كل من أساء إلى شعبه , والمتلاعبين بمصالحه إلى مزبلة التاريخ .. ملعونون حتى أخر الزمان , سيأتي القاضي يوماً يشغل مقعده الخالي ليحكم .. .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2178455

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع بريد الموقف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2178455 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 30


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40