الأحد 23 شباط (فبراير) 2014

الجولان وأوهام ليبرمان

الأحد 23 شباط (فبراير) 2014 par أحمد مصطفى علي

تشكل مطالبة ما يسمى وزير خارجية الكيان الصهيوني أفيغدور ليبرمان، بتسوية ما وصفه بالسيادة “الإسرائيلية” على مرتفعات الجولان المحتلة، في إطار عملية التسوية مع الفلسطينيين، مستغلاً ما تشهده سوريا من أحداث، وقاحة لا تضاهيها أي وقاحة أخرى، نظراً لسلوكه العنصري وانحطاطه الأخلاقي .
يبدو أن هذا المُستجلب من مولدافيا، والذي لا يدخر جهداً لإثبات استغلاله لانشغال سوريا بأزمتها، لينال اعترافاً دولياً، بقرار ضم الجولان المحتل إلى كيانه الغاصب، الذي سنه “الكنيست” في عام ،1981 قد فقد ما تبقى له من الأخلاق، إذا كانت لديه أخلاق أساساً .
انتهاز الحكومة الصهيونية، توظيف ما يجري في سوريا من أحداث، لخدمة مآربها التوسعية، وتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه، وإيجاد تفاهم بين الكيان العنصري والمجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة، بأن الجولان جزء لا يتجزأ من “إسرائيل”، تمثل سابقة خطيرة يجب التنبه لها عربياً وإسلامياً ودولياً، والتحذير منها لترسيخ الحقوق السورية الثابتة في الهضبة المحتلة .
من يمعن التفكير جيداً في تصريحات ما يسمى وزير الخارجية “الإسرائيلي” ويدقق في غاياتها التآمرية ومعانيها السامة، سيصل حتماً إلى نتائج خطيرة جداً، تتمثل باعتقاد وأوهام المسؤولين الصهاينة، وعلى رأسهم ليبرمان، أنه يمكن انتزاع اعتراف دولي بسيادة لكيانه على أراضٍ احتلها بالقوة العسكرية أو أنه يستطيع بطريقة غاشمة فرض هذه السيادة على صاحب السيادة الحقيقي، من دون أن يدرك ليبرمان وأمثاله أن سوريا والعرب لم ولن يقبلوا بمثل هذه السخافات التي تتعارض مع مبادئهم وثوابتهم .
محاولة ليبرمان الاستقواء بالولايات المتحدة، باعتبارها قوة عظمى تحمي كيانه العنصري، لتمرير هذه الصفقة المشبوهة، في مجلس الأمن، تنقصها الفطنة بأن أمريكا لم تعد القطب العالمي الأوحد، الذي يحدد مصير الدول ويمرر قرارات في المجلس، صاحب القرار رقم 497 في 17 يناير،1981 الذي اعتبر الإجراءات الصادرة عن “الكنيست” لاغية وباطلة .
تناسى هذا الإرهابي أن المجتمع الدولي لا يمكنه توزيع السيادة على أي بقعة من الأرض، وكأن الأمر عبارة عن عملية بيع وشراء، وأن القانون الدولي لا يملك الصلاحية بمنح أحد أو جهة، الحق بالتصرف بسيادة طرف على أراضي طرف آخر، مهما كانت الدوافع والأسباب، ومهما واصل هذا الكيان تغيير البنية العمرانية والجغرافية والسكانية للهضبة عبر تكثيف الاستيطان .
ما يسمى رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو لا يقل فجاجة عن شريكه المفضل، حيث يتقاسمان الأدوار، ويمارسان مهمة الجوقة، التي تتناغم فيما بينها، لتعزف النشاز السياسي، متناسين تمسك أهلنا في الجولان المحتل بالهوية الوطنية ووحدة أرضهم والعودة إلى حضن وطنهم الأم سوريا الذي ينتمون إليه، وثباتهم على مقاومة الاحتلال والإجراءات القمعية، مجددين التأكيد على ثوابتهم الوطنية في كل مناسبة .
الصمود الأسطوري للسوريين في الجولان أثبت أن العين تستطيع أن تقاوم المخرز “الإسرائيلي”، وأنهم يسطرون الانتصارات على الاحتلال بإرادتهم الصلبة وتمسكهم بوطنهم الأم وهويته العربية، الأمر الذي يكفل إفشال أي محاولة “إسرائيلية” بفرض السيادة على أرضهم .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 46 / 2165404

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165404 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010