السبت 22 شباط (فبراير) 2014

التصويت على خط المقاومة وباب التوبة سيقفل...

السبت 22 شباط (فبراير) 2014

الصورة الحية التي بثتها وسائل الإعلام أمس من القدس والخليل أبلغ وأوضح رد تنتجه جماهير الوطن المحتل وتقدمه رسالة واضحة الفحوى والمضمون دون أي رتوش، هذه الرسالة ليست فقط موجهة للعدو الصهيوني المغتصب، ولا لداعميه وحلفائه القدامى والجدد، بل هي في ذات الوقت موجهة أيضا لطاقم «اللهاث» المستعصي والعضال في الساحة الفلسطينية ،خلف أوهام ما أطلقوا عليه يوما عملية «سلام» وترجمه العدو مباشرة إلى هدفه الذي أعلنه ولم يحد عنه يوما «بالاستسلام».

هذه الرسالة كانت قوية وواضحة أخذت طريقها إلى الشوارع والساحات والميادين في الوطن المحتل وامتدت لتصل قطاع غزة في ذات الوقت مؤكدة على نص واحد موّحد صاغته سواعد وحناجر الجماهير المنتفضة التي تقودها طلائع الشبيبة والأطفال الذين ولدوا في أتون الكذبة المستشرية والوهم المتمدّد منذ عشرين عاما، إنها تقول باختصار أن لا حل مع هذا العدو إلا ما كانت تصدح به حناجر منشدي الأغنية الفلسطينية في فرقة إذاعة الثورة الفلسطينية يوما، المقاومة مطالبا البلاد بالرد عليهم «بالمقاومة».

هذا الجيل الجديد المنتفض في وجه العدو والرافع لشعاراته أمس في حرم الأقصى المثخن بالجراح والقيود، وفي مطالع باب الشهداء والزاوية بالخليل المذبوح والمصادر والمنتهكة قدسيته، أثبت أن مهمة الجنرال دايتون الذي طمح إلى تخليق« الفلسطيني الجديد» فشل فشلا ذريعا على مستوى المستقبل وإن حقّق نجاحا في حاضره على بعض فاقدي العزيمة أو فاقدي الإيمان، دايتون ومعه كيري ومعه تسيبي ليفني التي صرخت بأعلى صوتها قبل أيام أن فرض الهزيمة وتثبيت الاستسلام يجب أن يتم الآن وليس غدا على الفلسطيني وإلا فإن مشروع كيانها في خطر صدمتهم مشاهد الانتفاضة المنفجرة أمس بلا شك.

غني عن القول أن الرسالة ذاتها وجّهتها السواعد والحناجر أيضا لهؤلاء اللاهثين خلف الحلول وخلف الصفقات وكأنها بضاعة تالفة يريدون الخلاص منها يأسرع وقت وبأي ثمن يختالون فيه على أبناء شعبهم حتى لو كان ذلك بتضييع حق العودة ومستقبل ثمانية مليون فلسطيني هم جوهر المسألة الفلسطينية مع الأرض والمقدسات، هؤلاء الساعين إلى التصرّف بقضية وطنية لشعب عمر كفاحه أكبر من عمر أي منهم بضعفين أو ثلاثة بالقطع كان عليهم أن يستمعوا لصوت الانتفاضة القادمة ممثلا للشعب والقضية رغما عن أنوفهم جميعا، فهؤلاء لا يمثلون ولم يمثلوا يوما إلا الباب الذي دخلت منه كل إهانة وكل مذلة مترافقة مع كل غطرسة إضافية وسعار محتنق للعدو تنكيلا بالشعب الصامد وسرقة ونهبا لمقدراته وقضما لأرضه وتدنيسا لمقدساته.

بالقطع فإن الأمس حمل تصويتا مباشرا على برنامج المقاومة وخط المقاومة وإرث المقاومة مثلما حمل من الجماهير الصادقة وفاءا لشهداء المقاومة والثورة وحفظا لوصاياهم وتجديدا للبيعة معهم في الطريق إلى تحقيق كامل الأهداف الوطنية وكامل الحقوق المشروعة وأولها فرض حق العودة على العدو الصهيوني رغم أنف المشهد البائس والذليل والمخزي الذي فيه استقبل عباس قبل أيام في عرين المغدور ياسر عرفات وفدا صهيونيا يقول له مسموح لك أن تأتي كسائح إلى صفد ليس غير، يمكن لعباس وفريق مفاوضاته البائس أن يقبل بما قاله له وفد الصهاينة، لكنه هو وهم لا يمثلون حتى أنفسهم، وسيفرض وفد ساحة الحرم وشارع الشهداء وبقية ميادين الوطن المحتل بنفسه العودة إلى فلسطين كل فلسطين محررة بكل أشكال المقاومة وأولها الكفاح المسلح، الرسالة وصلت وعلى من بقي موهوما في فريق التضييع أن يفوق الآن وليس غدا فما عاد من خيارات إما مع الشعب وإما ضده ولأن باب التوبة قريبا سيقفل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 708 / 2165422

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف بيانات تيار المقاومة والتحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165422 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010